الصحوة – مريم بنت إبراهيم الفارسية
مهنة الممرض تحتاج إلى مهارة عالية وقدرة على مساعدة الآخرين دون كللٍ أو ملل، ومن يختار أن يتخصص في هذه المهنة الإنسانية العظيمة فعليه أن يدرك جيدًا أنّ الله تعالى ساقه إلى مهنة سامية ونبيلة هدفها الأساسي هو تخفيف الألم عن المرضى والمصابين وإدخال السرور إلى قلوبهم، ولهذا فإنّ مهنة الممرض تُعرف بأنها مهنة تحتاج إلى اللطف والتعامل بطريقة راقية، وليس غريبًا أبدًا أن يوصف الممرضين بملائكة الرحمة لأنهم حقًا كذلك.
ومن عذوبةِ الممرضة أن تتنقل بين أسرّة المرضى مثل الفراشة التي تنثر الفرح في النفوس لتخفف الألم ولتبعث البهجة والسرور في قلوب المرضى، وهي مثل الوردة التي تنشر عبيرها فتترك الأثر الطيب، وأن تضحك في وجه المريض حتى يشعُر بأن الشفاء قد اقترب موعده، فيستمدّ من عينيها الأمل والتفاؤل، ويشعُر بأنّ الحياة أصبحت أجمل، فالممرضة لا تعرف الشكوى أو التقصير، ولا تعرف طعم الراحة طالما كانت بين المرضى، لأنها تعلم جيدًا أنّ على عاتقها مسؤولية كبيرة يجب ألا تهملها، فيا لها من مهنة عظيمة.
وبطبيعة الحال فإن المريض يحتاج إلى من يهتم به ويُساعده ويُلبي احتياجاته، ومن المعروف أن مهنة التمريض تُلائم طبيعة المرأة وقدراتها وسماتها، وهي أقدر الناس على القيام بهذه المهنة العظيمة، فالمرأة بطبعها تميل إلى العطف على الآخرين ومواساتهم وتخفيف آلامهم وأحزانهم، وهذا بالضبط ما تحتاجه مهنة التمريض في الوقت الحاضر و أصبحت اليوم من المهن التي تُكافح فيه الفتيات اللاتي شغفن بحب التمريض بقوة لأجل الالتحاق بها، نظرًا لما تقدمه هذه المهنة من مهارات عدّة، وما تتمتع به من امتيازات، بالإضافة إلى أنّها بابٌ من أبواب الأجر والثواب من الله تعالى؛ لأنها في الدرجة الأولى تساعد الناس وتخفف من أوجاعهم.
كل عام وملائكة الرحمة بخير،،،