الصحوة – أحمد بن إبراهيم النقبي
أقسم الله تعالى بالقلم لعظم تأثير ومكانة الكلمة المكتوبة ولحجم تأثيرها وورد النهي عن التصوير والصور لحجم تأثيرها أيضاً. . إلا أننا وللأسف نجد البعض ممن امتهنوا الصحافة لدينا واكتسبوها نتيجة خبرة تراكمت على مر السنين إثر لعبهم دور المراسل الصحفي في زمان قل فيه من كان لدية معرفة ودراية بالصحافة وشح فيه من كان يملك المؤهل والمختص فيها.
تجدهم اليوم يتسابقون على نشر الأخبار دون إدراك للمتغيرات من حولهم بل دون تقدير لطبيعة التفاعل الذي فرضته علينا منصات التواصل الاجتماعي.
فليس بالإمكان أخي الصحفي المخضرم أن تكتب وتصور وتنشر دون تحديد الهدف ولا الرسالة التي تود إيصالها للمتلقي بل فقط لمجرد النشر وإثبات للوجود أو لملء صفحات الجريدة التي أنت مراسلها فهناك مجتمع ينتظر بشغف لتلقف الأخبار وهناك آخر متأهب لملء الفراغ الذي تركته بين السطور وعلى استعداد لرسم صورة مغايرة للواقع لأنك لم تحسن التصوير ولا الكتابة.
عليك أن تكون أكثر وعياً وإدراكا قبل صياغة محتوى الخبر وقبل أن تتأبط آلة التصوير وتوجه عدستها فقد تسيء إلى جهود بذلت ولأموال استثمرت وصرفت فتُظهِر الصورة بالمقلوب وتخون الكتابة بالأسلوب فتبخس الناس أشيائهم وتحيل المحسن ظالماً والبريء مذنباً والسخي بخيلاً والكريم مقتراً.
كن مستمعاً جيداً لمن أراد التوجيه لك والمساعدة بضبط زاوية العدسة وسن رأس القلم لإعطاء الخبر حقة وإظهاره على الوجه الأكمل ولا تأخذك العزة بالإثم بدعوى حرية الصحافة وخبرة الزمن فلن تشفع لك أمام السيل الجارف من المصطادين في مياه منصات التواصل العكرة تلك الحرية المزعومة ولا التكرار الموصوف بالخبرة!
فالحرية تنتهي عند الإساءة للغير وبخسهم جهودهم سواء عن جهل وسوء تقدير أو استعجال والخبرة لا تخولك الاجتهاد في نشر المعلومة دون تثبّت وذكر بيانات ناقصة أو مشوهة فلذلك عواقبه الوخيمة فلم تعد الأخبار حبر على ورق ينتهي به المطاف بنهاية اليوم تحت موائد العزاب بل أصبحت عابرة للبيوت والقارات وعرضة للتأويل والانتقاد من العالم والجاهل على حد سواء.
لا تقف مكبلاً بقيود وهم الخبرة وأسيراً لسوء فهم حرية الصحافة فتصبح عاجزاً عن الإجادة الصحفية ومواكبة متطلبات العصر من إظهار الخبر بصورة مكتملة وتحري دقة المعلومة من مصدرها فبذلك تتخلص من القيود التي كبّلت بها واختر طريقك للجمع بين حرية الصحافة ومسؤوليتها.