الصحوة – محمـد بن خميس الحسني
قبل أن يأتي شهر الخير والمغفرة شهر الطاعة شهر التوبة تسبقه عزف سيمفونيات متعددة في الشرق والغرب طرب رنان لا يتوقف عن الطنين تفنن فيه المقطوعات كل بما يجيد به من ممتلكاته فهناك الفنان المبدع وهناك النجم وهناك الهاوي المتلذذ لتلحين ذلك الطرب والعادة الثابتة والتي لا تتغير مهما تغير المكان والزمان
عادة إستقبال شهر رمضان بشراء ما لذ وطاب وبأصناف من الأكلات والوجبات الدسمة من مسلسلات رمضانية مخصصة فقط للشهر الفضيل.
يا سبحان الله شهر العبادة والطاعات نحوله بمحض إرادتنا إلى لهو وأكل وشرب والالتفات قليلا للعبادات.
الهدف من الصوم كلنا ندركه ونعرفه وجميعا يعرف قيمة هذا الشهر الكريم وما يمثله من فرصة ثمينة لا تقدر بثمن يأتي كضيف محبوب ومقرب من قلوبنا مرحب به نسعد بوجوده فهو من الشهور الطيبة التي تكفل الله بها وميزها عن باقي الشهور لمكانتة العظيمة.
ما نراه اليوم وللأسف الشديد هناك الكثير من الناس يستعدون لشهر رمضان قبل أشهر من جانب واحد فقط جانب إعداد المؤنة وتجهيزها وهناك من يستلف فوق راتبه فقط ليجهز حاجاته لرمضان وكأن شهر الصيام هو مخصص للأكل والشرب وقضاء أوقات ممتعة في متابعة التلفاز.
وهناك عادة حميدة يجب أن تذكر يقوم بها معظمنا عادة حميدة وبها الثواب الكبير ألا وهي تلاوة القرآن الكريم فالجميع يقرأ كتابه عزوجل وسبحان الله الصغير قبل الكبير ولكن يا خسارة تلك القراءة مؤقته كذلك فقط نقرأ ونفتح كتاب – الله وعزوجل عند بداية رمضان وعند نهايته نغلق الصفحة الأخيرة وكأننا نتابع حلقات مسلسل.
ويوضح الخالق – سبحانه وتعالى – في محكم كتابه العظيم عن أهمية الصوم فيقول : ( أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ.)
فالصوم هو منجاة العبد لربه يكون يطلبه أن يعفو عنه ويسامحه عن أخطاءه شريطة أن لا يعود لها مرة أخرى والحاصل كذلك أن البعض في كل عام ماض في نهج أخطأ أصوم أتوب وهكذا يهيمون في واد ليس له أطراف.
أخوان وأخوات الصوم جنة ووقاية لنا من إرتكاب ما يخالف شرع الله ويعلمنا ويؤدبنا أن نتعاطف ونتكاتف مع غيرنا يرسم لنا بهجة من الفرح والسعادة بنسمات أيامه العطر فعلينا جميعا أن نستعجلها في طاعته والمحافظة على أداء فروضه وأن نكون صادقين مع أنفسنا في نقوم به من أعمال صالحة إبتغاء لوجه سبحانه وتعالى.
ويجب علينا أن نقلل من تلك العادات المتراكمة منذ سنوات حول مائدة المأكولات الرمضانية وأن نتذكر أن لنا أخوان في دول أخرى بحاجة لرغيف عيش يسد به رمق جوعهم.
وكل عام وأنتم بخير ورمضان كريم
alhassani60536@gmail.com