الصحوة – د.حمد بن ناصر السناوي
أراد “ع، س” أن يحتفل بعيد ميلاده الثامن عشر بطريقة مميزه فتسلل بعد منتصف الليل مع صديقه الذي يكبره بعامين والذي وعده بحفلة خاصة في مزرعة حيث ينتظرهم ثلاثة من الأصدقاء، وبعد تناول الكيكة أشعل أحد الشباب لفافة تشبه السيجارة لكن رائحتها غريبة، دارت اللفافة بين الأصدقاء ولم يستطع “ع،س” أن يرفض عندما وصله الدور، أخذ نفسا طويلا وحبسه في صدره كما اقترح عليه صديقه، سعل قليلا و شعر بدوار خفيف تبعه شعور بالاسترخاء جعله يأخذ نفسا آخر، ثم آخر، وهكذا حتى الفجر عاد “ع،س” إلى منزله وهو يشعر أن شكل الطريق مختلفا والأشجار كأنها تلاحقه، شعر بخوف شديد، دخل غرفته وحاول النوم لكن أصوات في رأسه لا يعلم مصدرها تهدده بالقتل، أغلق النافذة واختبأ تحت غطاء السرير لكن دون جدوى.
تستخرج الماريجوانا المخدرة (الحشيش) من زهرة نبتة القنب وتعتبر من المواد المخدرة الخطيرة لاحتوائها على مادة كيميائية تشبه إحدى النواقل العصبية في دماغ الانسان تُسمى (أنانداميد)، وعند استخدام الماريجوانا بانتظام يتوقف الدماغ عن صنع مادة الأنانداميد ويبدأ في الاعتماد على المادة الناتجة من الماريجوانا بدلاً من ذلك. وتقدر الدراسات أن حوالي 30 ٪ من الأشخاص الذين يستخدمون الماريجوانا قد يدمنون عليها، وتزيد إحتمالية الإدمان كلما صغر عمر المستخدم حيث تصل إلى 7 مرات لمن هم دون الثامنة عشر. وتشمل الأثار الضارة الماريجوانا مختلف أجهزة الجسم مثل: الجهاز التنفسي، والقلب، والجهاز التناسلي، وجهاز المناعة، أما تأثيرها على الدماغ فيشمل الشعور بالعصبية واضطراب المزاج، والشعور بالقلق والأرق، عدم الشعور بالجوع و صعوبة التركيز والهلاوس السمعية والبصرية والشعور بالشك والارتياب، وغيرها من الأعراض التي تشبه مرض الفصام خاصة لدى الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالامراض العقلية، كما أن استخدام الماريجوانا قد يصبح بوابة لإدمان المخدرات الأخرى الأكثر خطورة مثل: الهيروين، والكوكايين التي يمكنها أن تدمر مستقبل الفرد وتؤدي به إلى الهلاك. ولا ننسى أن تدخين الماريجوانا يزيد من إحتمال الإصابة بالسرطانات بشكل عام و سرطان الرئتين بشكل خاص.
بعض أنواع الماريجوانا وتعرف بالماريجوانا الطبية يتم تحضيرها بشكل خاص يمكنها مساعدة بعض أنواع الألم المزمن مثل: مرضى السرطان، الا أنه يصعب التحكم في طريقة ومرات الاستخدام إذا ما أتيحت للعامة دون وجود الإشراف الطبي.
يدور نقاش طويل حول بعض المجتمعات الغربية حول ترخيص استخدام الماريجوانا حذفها من قائمة الممنوعات واعتبارها مثل: السجائر، تباع لاعمار محددة ويتم فرض ضريبة عليها، وقد إنتشرت في بعض الدول الأوروبية المقاهي المرخصة حيث يمكن تدخين الماريجوانا أو تناول مشتقاتها التي تضاف إلى الأطعمة المختلفة دون التعرض لمسائلة قانونية.
بقي أن نذكر بأن الذين يروجون لترخيص الماريجوانا يتعللون بالعائد المادي الذي سيعود من الضرائب التي ستجنى من وراء هذا الترخيص وهذا في رأيي الشخصي أمر غير أخلاقي فلا يجوز أن ندمر صحة الشباب الجسدية والعقلية لأي سبب مادي.
أدام الله على الجميع نعمة الصحة والعافية