الصحوة – المهندس أحمد بن إبراهيم النقبي
مبدأ العصا والذي يعتمد عليه الكثير في الإدارة سواء على مستوى الحكومات أو المؤسسات وكذلك الأفراد من خلال اعتماد منهجية استخدام القوة والسلطة للإجبار على التقيد بالنظام وتعزيز السلوك أيا كان وبحسب أغراض الجهة المستخدمة له.
نجده غير ملائم لمعالجة قضايا المجتمع وتجمعات الأفراد المطالبة بما هو معقول ومشروع من حقوق حيث لا يمكن من خلال استخدام القوة والعنف فرض الاحترام للنظام بسلوك مبدأ التخويف والترهيب بل من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الضغوط النفسية والعصبية وتوسيع دائرة الاحتقان وزعزعة الولاء للوطن والقيادة بل الإساءة إلى سمعة هذا الوطن مما يفقده الكثير من الثقة في الأوساط الدولية والمنظمات الحقوقية وتعطل ونفور الاستثمارات مما يدفعها لتغيير بوصلتها.
لذلك علينا عدم استخدام العصا لمجابهة المطالبين إلا في أضيق الحدود بل التمحيص والنظر في جذور مسبباتها وإيجاد السبل لتحقيق العادل منها هو الأوجب.
واستشهاداً بما يجري من أحداث مرتبطة بتجمعات مطالبة بإيجاد الحلول للاستثمار في أبرز ثروات الأوطان وأهمها والتي من شأن الاستفادة منها إزاحة الهم من على كاهل الكثير من أفراد المجتمع والذي هو كالجسد الواحد يشعر بألم بعضه بعضاً ويتداعى لهموم الفرد سائر المجتمع إن تم تعطيل ثرواته وموارده بالقلق المفضي للغضب. يبرز ملائمة استخدام مبدأ الجزرة والذي يعتمد أسلوب الترغيب والمكافأة ليصبح أجدى نفعاً وأسلم حَلًّا وأقرب لطمأنة وتأليف القلوب وبث الأمل والثقة والاحترام المتبادل.
من خلاله تستنفر العقول وتتمايز الأفكار وتتلاقح بالمشورة والحوار وتبرز الإجادة ممن أوكل لهم المهام وأنيطت بهم المسؤولية ليبدعوا ويبرزوا كفاءتهم من خلال إيجاد الحلول الناجعة لتلبية مطالب هذه الحشود المجتمعة والمجتمع ككل وإن لم يكن بشكل استباقي إلا أن الوقت لم يفت بعد والحلول لهذه الأزمة طرحت من قبل ولكن شابها البطء في التنفيذ والتراخي أحيانا إن لم يكن التراجع.
علينا مراجعة النظر وإعادة وضع المنهجية السليمة لاستيعاب المورد البشري والاهتمام به ومساعدته لنيل طموحه المشروع ولنجعل منهم لبنات بناء لا معاول هدم لنجني ثمار ذلك الاستثمار وطناً جميلا سامياً، يكون قبلة للعقول والأفئدة والسمعة الطيبة والأرصدة فنكون قد خرجنا من المحنة لجعلها منحة يستفيد الجميع منها.
وهذا يتوافق مع فطرة الإنسان العماني وسمته وأخلاقه العالية وهدوئه ورويته وحكمة قيادته وأجدر بتربة هذا الوطن الغالي الطيبة والتي لا تنبت إلا طيباً مباركاً فيه بإذن ربنا.