الصحوة – راحيل الزعابية
لم يهدأ بال الكوادر الطبية في أجنحة كورونا في المستشفيات، وغرف العناية المركزة تشهد على أرواح انتقلت إلى بارئها، ومنهم من عاد إلى ذويه بعد رحلة صراع مع المرض الذي لم يعلن الانتهاء بعد، والجهود الوطنية تكافح لأجل انحساره ولكن منحنى الإصابات عاد إلى الارتفاع من جديد.
السلطنة التي شهدت انخفاضا ملحوظا مع نهاية عام 2020، تصاعدت الأرقام من جديد، ولكن لوحظ في مطلع عام 2021 عودة الإصابات بشكل مقلق، وهو الأمر الذي أدى إلى اتخاذ إجراءات احترازية منها عودة الإغلاق الليلي لمختلف المنشآت التجارية، فيما الإشارات توحي أنه في حالة زيادة الإصابات ستتخذ اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا كوفيد تسعة عشر قرارات أكثر صرامة للحيلولة دون انتشار الفيروس.
من جهة أخرى، فقد يعزى الارتفاع الذي حدث إلى السلالات الجديدة لكورونا، وهو الأمر الذي لا يمكن استبعاده وخاصة مع اكتشاف إصابات بالفيروس المتحور قادمة من المملكة المتحدة، في وقت تنتشر سلالات مختلفة على المستوى الدولي مصدرها من جنوب أفريقيا والبرازيل.
وفي الوقت الذي تسابق فيه السلطنة تطعيم كبار السن من أعمار الستين عاما فأعلى، والكوادر الطبية، فإنها تؤكد مرارا وتكرارا إلى عدم تسجيل حالات لمضاعفات على الأشخاص المطعمين، إلا من أعراض اعتيادية وهي تحصل مع جميع أنواع اللقاحات، داعية المستحقين إلى الإسراع في أخذ الجرعات.
وفي سياق متصل، فإن السلطنة تسعى للحصول على أكبر قدر من اللقاحات، في ظل محدودية الإنتاج على المستوى الدولي، والتنافس العالمي لضمان وصول اللقاحات إلى بلدانهم، ووزارة الصحة في متابعة حثيثة واهتمام بالغ في محاولات وصول الجرعات بكميات أكبر، مؤكدة بأن تدفق اللقاحات ستأتي تباعا.
وزارة الصحة لا زالت تنادي، أن يبقى كل من يعيش على أرض عمان آمنا، محافظا على صحته، فالإصابة بفيروس كورونا ليس هينا، فقد يتجه المريض إلى غرف العناية المركزة، وإحتمالية عدم العودة إلى ذويه واردة، فلنظل جميعا كالبنيان المرصوص حتى يمر الفيروس بسلام على أرض عمان والخليقة جمعاء.