◀ رواية “كلهم على حق”
←باولو سورنتينو
←ترجمة: معاوية عبدالمجيد
• ألا تتسائل أحيانا كثيرَة عن تصنيفات الخير والشر؟ وتدرك بعد برهَة من التفكير أنه لايوجد خير مطلق كما لايوجد شر مطلق!.
إن كنتَ قد فكّرت في السؤال أعلاه أو في تساؤل مشابه له ستدرك حينها أن “كلهم على حق! “.
• قبل قراءة هذا القالب الأدبي-إن صحّت تسميته- عليك أن تمتلك شيئين: النفَس الطويل والصبر حتى النهاية، كما عليك أن تتخلى عن شيئين: الأحكام المسبَقة والنمطية.
• غلاف الرواية يوضّح أن الكاتب “مخرج سينمائي” وهو ماستلمسه في هذا النص الذي يتلاعب بالسرد ليسلط أضوائه على جميع الأصعدة الذاتية والإجتماعية والسياسية وكل مالم يخطر على ذهن المُتلقي، ففي هذه الرواية القولبَة صعبة جدا! والتصنيفات أصعب بكثير، فالكاتب لايدع مجالا لتبدي رأيك أو تتفكر حتى يأخذ بيدك لمسرح جديد ليُحيي في عقلك مسرحية تساؤلات لامنتهية حول الحياة والزَمن!، لذلك كن مستعدا للمفاجآت.
• وبالعودة إلى النقطَة الأولى سأذكر قليلا من صفات بطل الروايَة “مغامر،مدمن كوكايين وزير نساء”، لابد وأنّ أي قارئ لهذه الصفات الآن سيتحرك شيءٌ ما بداخله ليزدري هذا الشخص،ولكن! ماهيَ قصة حياته؟ وما الذي أوصله لعوالم الإدمان والإحتيال والشهرَة؟!، ثم كيفَ سيتجرد من كل شيء ليفهم الحياة، هذا ماسيتعرف عليه من يقرأ النص.
• الروايَة صُنفت تحت”الأدب العبثي” وبإعتقادي ليس بإستطاعة الكثير الإمساك بزمام هذا النوع وإتقانه بِحرفيَة سردية عالية؛ لأننا اعتدنا على نماذج وخطوط محددة، وبالتالي فالمتلقي قد يسعد بإستفادته من المكتوب وقد يحزن لإضاعة وقته، قد ينتشي بعمق فلسفة الطرح وقد يشمئز من الألفاظ التي توازي ذلك العمق، ولكن المسألة برمّتها تعود على نباهة القارئ وقوته في استخلاص مايتناسب مع رؤاه وأفكاره.
• وسردي للنقطة أعلاه حتى أوضح أن الراوي هنا دخل في المثلث المحرم “الجنس،الدين والسياسة”، وهو ماتوافق مع شخصية بطل الرواية خلال العشرون عاما قبل “ليلة رأس السنة الألفية”، لذلك من يجد أنه غير قادر على تخطي مثل هذا الأمر، فليتناسى أمر الرواية.
💎وداد المانعية