-
لمجانين كرة القدم: استمتعوا بمشاهدة ولعب كرة القدم فحلم كأس العالم حكاية تبدأ بركلة مدروسة!
-
يعود تاريخ كرة القدم إلى أول مباراة دولية في عام 1872 بين إنجلترا واسكتلندا
خاص بـ “الصحوة” – ترجمة : صفية الشرجية
كرة القدم هي لعبة العالم، اللعبة المُدهشة، وكأس العالم هو حدثُ استثنائي، متجاوزاً حتى الأولمبياد من حيث الشعبية والحجم والمُشاهدة. ومما يُثير السُّخرية أن الألعاب الأولمبية – أو بشكل أكثر تحديدًا اللجنة الأولمبية الدولية – هي التي قدَّمت يد المُساعدة -وإن كانت غير مقصودة- لإنشاء كأس العالم كأكبر حدث رياضي على هذا الكوكب.
يعود تاريخ كرة القدم إلى أول مباراة دولية في عام 1872 بين إنجلترا واسكتلندا. ثم انتشرت اللعبة بسرعة إلى بلدان وثقافات أخرى في جميع أنحاء أوروبا وحول العالم، وبحلول أوائل القرن العشرين كانت شعبية كرة القدم تنمو بمعدل خيالي! مما أدَّى للحاجة لتأسيس كيان واحد للإشراف على هذه اللعبة العالمية. تم تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي يُعرف اختصاراً باسم – فيفا (FIFA) في 21 مايو 1904 في فرنسا. في مؤتمر باريس الافتتاحي أعلنَ الاتّحاد الدّولي لكرة القدم (FIFA) أنه وحده، وليست اللجنة الأولمبية الدولية، من يحقُّ له تنظيم بطولة كرة القدم في العالم. وعلى مدى السنوات التالية وبالتحديد في عام 1914 أعلنَ الاتحاد الدولي لكرة القدم عن البطولة الأولومبية كبطولة كرة قدم عالمية للهواة. وفي عام 1920 وتزامناً مع دورة الألعاب الأولمبية في بلجيكا، أُقيمت أوّل مبارة كرة قدم عابرة للقارات في العالم.
الانفصال عن الأولمبياد
في عام 1926 ظهرت فكرة الفرنسيين “هنري ديلوناي”وهو لاعب كرة قدم ثم أصبح حكماً، وزميله “جول ريميه” والذي أصبحَ لاحقاً رئيساً للفيفا لمدة ثلاث وثلاثين عاماً، وهما القوَّتين الدافعتين وشرارتيّ الانطلاق وراء كأس العالم. أعلنَ “ديلوناي” للأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم فكرته في أنه لم يعد من الممكن إقامة كرة القدم الدولية ضمن نطاق دورة الألعاب الأولمبية، واقترحَ إقامة بطولة لمنتخبات القارة العجوز. أخيراً في عام 1928 في اجتماع أُجريَ في دورة أمستردام للألعاب الأولمبية، أقرًّ المندوبون فكرة “هنري ديلوناي” و “جول ريميه” وبدأ الفيفا بوضع خطط لتنظيم بطولة العالم الأولى لكرة القدم على الفور، وهناك وُولِدَ كأس العالم.
كان الاتحاد الدولي لكرة القدم يُخطط لتنظيم البطولة، لكنَّ الكثير من العقبات قد واجهت تحقيق ذلك، ومن أهمَّها أنَّ مجلس إدارة كرة القدم واجهَ صعوبة في العُثور على بلد يمتلك الموارد المالية والموارد اللازمة لاستضافة المسابقة العالمية. وفي حدثٍ تاريخيّ عام 1930 منح الاتحاد الدولي لكرة القدم الشرف للأوروغواي في استضافة كأس العالم، وهو اختيار طبيعي للمُضيف مع الأخذ في الاعتبار أنه كان بطلاً للأولمبياد مرتين (19924 و 1928)، واحتفالاً بمرور مائة عام على استقلالها1930. بالإضافة لهذين العاملين المهمين اللذين لعبا دوراً في اختيار الدولة الأمريكية الجنوبية، إلا أن الواقع هو أن أوروغواي قدَّمت إلى الفيفا عرضاً لا يمكن رفضه: حيث عرضت دفع جميع نفقات السفر والفنادق للبلدان المُشاركة، بالإضافة لبناء ملعب جديد ضخم، والذي أصبحَ اسمه ملعب (Estadio Centenario) الرائع الذي يتسع لـ 100،000 مقعد خصيصاً لكأس العالم. وبذلك استضافت الأوروغواي أول بطولة كأس العالم على مر التاريخ وحصلت على أول كأس للعالم كذلك. بعد ستة وعشرين عامًا من إصدار هذا الإعلان الجريء في باريس، أعلنَ الاتحاد الدولي لكرة القدم أخيراً حقًّهُ في تنظيم هذه البطولة العالمية ، إنَّها بطولة كأس العالم لكرة القدم. كرة القدم التي لم تعُد هي نفسها منذُ ذلك الحين.
بين كل تلك المحطات كان تصميم كأس العالم المُذهل والذي قام بنحته الفرنسي “أبيل لافلور”، أخذ الكأس المصنوع من الذهب الخالص شكل إلهة النصر في الحضارة اليونانية حاملةً قدراً فوق رأسها كرمز لتتويج الفريق المنتصر في البطولة. وفي ذلك الوقت أُطلِقَ على الكأس اسم “كأس جول ريميه” تيمُّناً بصاحب فكرة كأس العالم. أما عام 1974 فقد تمَّ تنفيذ تصميم جديد لكأس العالم مصنوعاً من الذهب ولكنّه مجوّف من الداخل، يُكتبُ على قاعدته اسم الفريق الفائز، وتصوّر الكأس لاعبَين يرفعان الكرة الأرضية يرمزان للحظة التتويج بالكأس. ما لا يعرفهُ الكثيرون أنَّ كأس العالم تعرّض للسرقة لأكثر من مرة كانت آخرها محاولة غريبة في عام 2010 في مباراة كأس العالم بين إسبانيا وهولندا.
لمجانين كرة القدم: استمتعوا بمشاهدة ولعب كرة القدم فحلم كأس العالم حكاية تبدأ بركلة مدروسة!
المصدر: https://www.sportsnet.ca/soccer/from-humble-beginnings-the-birth-of-the-world-cup/