ترجمة – صفية الشرجية
طرَحَت كل من فيسبوك وإنستغرام (وهو تطبيق مملوك لـفيسبوك) أدوات جديدة تساعد المُستخدمين على تنظيم وقتهم عند استخدام كِلا المِنَصَّتين. حيث يمكن للمستخدمين تتبع مقدار الوقت الذي يقضونه على كل من فيسبوك وإنستغرام، بالإضافة إلى ميزتين إضافيتين للمساعدة في مراقبة استخدام التطبيق. قال فيسبوك أنه يريد أن يكون الوقت الذي يقضيه الأشخاص على تطبيقاته مُحدداً وإيجابياً ومُلهماً. حيث كتبَ “ديفيد جينسبيرغ” مدير الأبحاث في فيسبوك، و”أميت رانديف” مدير إدارة المُنتجات في إنستغرام، على مدونة ( Facebook’s news): “تقع على عاتقنا مسؤولية التَّحدث بصراحة حول كيفية تأثير الوقت الذي يقضيه المُستخدم على الإنترنت على حياته – ونحن نأخذ هذه المسؤولية على مَحمَل الجِد. هذه الأدوات الجديدة هي خطوة أولى مُهمة، ونحن ملتزمون بمواصلة عملنا من أجل تعزيز أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي مجتمعات آمنة، ومُنظَّمة، ومُسانِدة للجميع.”
توجد هذه الأدوات الجديدة من لوحات بيانات النشاط على فيسبوك وإنستغرام على صفحة إعدادات المُستخدم. بالنسبة إلى إنستغرام فإن اسم الخاصية الجديدة هي “نشاطك”، وفي فيسبوك خاصية “وقتك على فيسبوك”. سيؤدي النَّقر على أي من هذه القوائم من صفحة الإعدادات إلى عرض لوحة لتتبع مقدار الوقت المُستغرَق في التطبيق الفردي. وسيؤدي النقر على الأعمدة داخل المخطط إلى إظهار إجمالي الوقت المُستغرق في ذلك اليوم. كما يُوجد خيار لتعيين تذكير يومي لإغلاق التطبيق أسفل لوحة المعلومات. هناك أيضًا رابط إلى ميزة “إعدادات الإشعارات” حيث يمكن للمُستخدمين تجاهل الإشعارات المُباشرة للتطبيقات.
ومن ناحيةٍ أخرى فإن فيسبوك ليست المِنصَّة الوحيدة التي بادرت بإطلاق أدوات إدارة الوقت عند استخدام تطبيقاتها – فقد أعلنت كل من شركة جوجل و آبل سابقاً عن جهود تنظيم رقمية. الغريب والمُدهِش أنّ المُدراء التنفيذيون السابقون لفيسبوك وجوجل هُم جزء من مجموعة قامت بإطلاق “مركز التكنولوجيا الإنسانية”، وهي مُنظمة مُهتمّة بزيادة وعي المجتمع بالأخطار التي تُسببها التكنولوجيا على المُستخدمين من الناحية النفسيّة والسلوكيّة. كما أنّها تدرس تأثير التقنية وأضرارها الاجتماعية، بالإضافة لنشر قوانين وتشريعات الإعلام والتكنولوجيا الحديثة. ليس ذلك فحسب، فقد أقامت بإطلاق حملة بقيمة 7 ملايين دولار بعنوان “حقيقة التكنولوجيا” والتي ركّزت جلّ توجهها على المدارس الحكومية الأمريكية، لتشمل بذلك الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين. تهدِف الحملة للتوعية بالتأثيرات التي تُسبّبها التكنولوجيا على الصحة النفسية للأطفال، وكيف يجب تفادي الإدمان عليها في عمر مُبكّر.
إن جوهر المُسوِّقين هو كيف سيُؤثِّر الوقت المًستغرَق في لتصفّح وسائل التواصل الاجتماعي على استراتيجيتهم الإعلانية! من الواضح أن أي ميزات أو تطبيقات تصميم تهدف إلى الحد من نشاط المُستخدِم ستؤدي إلى قضاء المُستهلكين وقت أقل على أجهزة الجوّال وتطبيقاتهم. ولكن هناك جدال بأنَّ الفترات الزمنية القصيرة التي يقضيها المُستخدمون في استخدام هواتفهم قد تؤدي إلى جلسات عمل أكثر تفاعلاً. لِذا قد يحتاج المُسوِّقون إلى تحسين الحملات الإعلانية لجذب انتباه المُستخدمين.
في بداية هذا العام، نشر “مارك زوكربيرج” الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك على صفحته على الفيسبوك أنَّ إحدى أهم أولوياته في عام 2018 هي التأكُّد من أنَّ الوقت الذي يقضيه المُستخدمين في فيسبوك يستغلونه بأكبر فائدة مُمكِنة. ومن هُنا تابع فيسبوك هذه المُبادرة بعدّة طُرق، أولاً من خلال ضبط خوارزمية “موجز الأخبار” الخاص لعرض المزيد من المُشاركات من العائلة والأصدقاء مُقابل المُحتوى ذي العلامة التجارية، وهو التغيير الذي تم إجراؤه في شهر يناير. ومنذ ذلك الحين أضاف فيسبوك ميزة “كلمات رئيسية” التي تُتيح للمُستخدمين حظر المشاركات التي تحتوي على كلمات أو عبارات وذلك لمُدة 30 يومًا. كما طرحت الشركة ميزة “كل ما لديك” في الإنستجرام والتي تُتيح للمستخدمين معرفة أنهم قد شاهدوا كل شيء في حقل المنشورات.
يبقى على مُتسخدِم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أن يُدير وقته بحكمة ويُحاول جُلّ جهده أن يستفيد ويستغل التكنولوجيا الحديثة في البحث الدائم عن المعرفة في شتى المجالات.
المصدر: