الصحوة – المحامية منال بنت محمد المقبالية
في هذا المقال سوف أسلط الضوء على مفهوم الاعتداء الجنسي على الأطفال، وعقوبة مرتكبي هذه الجريمة وتأثيره على نفسية الطفل الضحية مع تستر أسرته عن الفعل الشنيع
الاعتداء الجنسي على الأطفال هو: “أي فعل جنسي، علني أو سري، بين طفل وبالغ، أو طفل أكبر سنًا بالإغواء أو الإكراه”
تعتبر جريمة الاغتصاب من أشد الجرائم شناعة التي تمس سلامة المجتمع واستقراره بما تشكله من هاجس الخوف في الأسرة والفوضى في المجتمع بالإضافة إلى المشاكل النفسية والعقد ضد الضحايا، لذا جاء القانون مؤكداً على هذه الجريمة والتأكيد على ضرورة معاقبة الجاني وعدم الإفلات من العدالة.
قد يكون الاعتداء وللأسف الشديد بالإغراء من قبل أحد الأقارب المحبوبين لدى الطفل، أو بعمل عنيف من شخص غريب ويتم الاعتداء عن طريق التودد أو الترغيب من خلال استخدام الرشوة، والملاطفة، وتقديم الهدايا، أو الترهيب والتهديد والتخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الاعتداء وذلك عن طريق الضرب، أو التهديد بالتوقف عن منح أشياء للطفل اعتاد عليها كالخروج لنزهة أو شراء الحلويات.
اغتصاب الأطفال تعتبر جريمة شنيعة لا تقل أهمية عن جريمة القتل وللأسف قد نجد أن الضحايا وأسرهم يختارون الصمت والتستر عوض فضح هذه الجريمة وذلك خوفا من العار أو التشهير ، وبذلك يتم تفضيل الكتمان على المطالبة بالحق، الاغتصاب هو فعل وحشي لا يجب إغفاله والسكوت عنه لأي سبب من الأسباب، وقد ألزم القانون كل من شهد أو علم بوقوع جريمة بإخطار الجهات المختصة، فمتى ما وصلت الجريمة إلى علم مأمور الضبط القضائي أصبح ملزما بإخطار الادعاء العام الذي عليه واجب بالتحقيق في الجرائم محل الاتهام والتقرير بحفظها أو بإحالتها للمحكمة.
الإيذاء الجنسي ضد الأطفال من أخطر أنواع الإساءة وانتهاكات حقوق الطفل والإنسان و تناولت المادة 72 من قانون الطفل العماني عقوبة من يرتكب لتلك الجرائم وذلك بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد على 15 سنة وبالغرامة لا تقل عن (5000) خمسة آلاف ريال عماني ولا تزيد على (10000) عشرة آلاف ريال عماني.
وأنني أرى لابد من تغليظ العقوبة لتحقيق الردع الكافئ لمرتكبي هذه الجريمة البشعة وللحد منها حيث أصبحت المحاكم تعج بتلك القضايا كما يؤسفني أن هذه الجريمة ترتكب في غالبيتها بين الأرحام والأقارب وانتشرت بشكل مخيف يجعلنا ندق ناقوس الخطر.
إن وضعية ما بعد الاغتصاب لا تقل ألما عن لحظة الاغتصاب ذاتها لذلك وجب على العائلة الإحاطة بالطفل و مساعدته على تخطي و نسيان ما عاشه بالرعاية و التفهم و التأطير و عرضه على الطبيب النفسي إن لزم الأمر.
فالعواقب النفسية الفورية للاعتداء الجنسي على المراهقين والأطفال تشمل:
١- صدمة الخوف
٢- القلق والعصبية
٣- الشعور بالذنب
٤- اعراض اضطراب ما بعد الصدمة
٥- الانسحاب والعزلة
٦- الحزن
حيث لاتقتصر آثار الاعتداء الجنسي على الأطفال على الأضرار الجسدية أو الجنسية، بل يشمل آثاراً قصيرة المدى وطويلة المدى على المستويات النفسية والاجتماعية والعاطفية كذلك.
وعليه نصيحتي لكل أسرة تعرض طفلها للاغتصاب أو هتك عرضه بأن يتم التبليغ مباشرة وعدم كتم الأمر والخوف من الفضيحة بحيث قضايا الأحداث تنظر لها في المحاكم بصورة سرية وليست علنية وهذا ما يجعلنا ندرك بأن القضاء العادل حريص كل الحرص على مصلحة الطفل ونفسيته المشروخة وخوفه من مواجهة المجتمع بشكل عام.