ترجمة: صفية الشرجية
أثبتت الدراسات أنَّ اكتئاب ما بعد الولادة (PND) يُصيب إمرأة واحدة أو أكثر من بين كل 10 نساء خلال السنة. والاكتئاب خلال فترة الحمل أمر شائع أيضًا، ولكن غالبًا ما يتم اعتباره بسبب اختلال التوازن الهرموني المقترن بالإجهاد الناتج عن مرحلة تغيير كبيرة في حياة المرأة وهو الحمل. تقول كاتبة المقال لوسي باشا “عندما أُصبت بالاكتئاب في الحمل الأول، قلتُ لنفسي: هذا مُجرد جزء من الحمل. فكَّرت، ولكن بعد التواصل مع طبيبتي أدركتُ أنني بحاجة إلى دعم إضافي وهذا لا يُشعرني بالخجل”.
لكل امرأة مُقبلة على الحمل.. إليك بعض الأشياء التي تعلمتها في تلك الأشهر التسعة:
- لا تعزلي نفسك: في بداية الحمل من المحتمل أن تشعري بمرض جسدي وتعب. قد تواجهين مخاوف جديدة حول الأُمومة، أو وضعك المالي وعلاقاتك. الكثير من الناس يتعاملون مع كل هذا عن طريق عزل أنفسهم، وبالنسبة إليّ فإن العزلة تُغذِّي الكآبة. كنتُ أُقرِّر أنني لست بحالة جيدة بما يكفي، أنا بحاجة للاختباء بعيداً وعدم التَّحدث إلى أي شخص. وبذلك يصبح من الصعب الوصول إلى شخص ما لأقول له: “مهلا، أنا لستُ بخير”.
- تحدثي بأمانة مع طبيبك قدر ما تستطيعين: أحد أفضل الأشياء التي قمت بها هو أن أجبر نفسي على أن أكون صريحة مع الطبيب. في البداية كنت متوترةً إذ تخيلت أنهم قد يخبرونني عن أي شيء يتعلق بصحتي العقلية أو أي من الأفكار السلبية التي كنت أواجهها. وقد قمت كذلك بإخبار زوجي بأنني أريده أن يكون صادقاً مع الأطباء أيضاً.
- لا تنتظري أن تختفي الأعراض: هناك الكثير من الأعراض في فترة الحمل والتي تظهر وتختفي وتعود للظهور من تلقاء نفسها. على يقين أنني إذا كنت قد انتظرت أعراض اكتئابي أن تختفي من تلقاء نفسها فربما كان الأمر سيكون كارثياً، وأنا أعرف هذا من تجاربي الماضية. كان التَّحدث إلى طبيبي الشخصي خطوة أولى رائعة في الوصول إلى معلومات إضافية. وفي غضون أسابيع تخلَّصت من الشعور باليأس والشعور بأنني وحيدةً، إلى وجود فريق كامل من الناس يساندونني ويقفون بجانبي.
- الخروج بخطة عمل: من الصعب أن تتمالكي نفسكِ عندما يخبرك الاكتئاب بأنَّك عديمة القيمة، كسولة، وأنك حتماً ستُصبحين أُماً سيئّة. وبصرف النظر عن عدد المرات التي يحاول فيها الأشخاص إثارة انتباهي وإسعادي، لم أكن أستمع قط، فقد كنت مُصرَّة تكوين صورة سلبية عن نفسي. ومن تجربة شخصية في الماضي اكتشفت أنَّ الطريق للخروج من الاكتئاب يجب أن يأتي مني ومن داخل ذاتي وكان هذا مشابهاً في الحمل. لذا قمت بإعداد قوائم صغيرة يمكن التحكم فيها والتي شعرت أنها تُفرحني. إن وضع أشياء بسيطة مثل “شراء فرشاة أسنان”، “الاتصال بالطبيب” و “قراءة فصل واحد من كتاب عن الحمل” سيكون كافياً ليجعلني أشعر بأنني قُمت بشيء جيد في ذلك اليوم.
- مجموعات الدعم هي هبة من السماء: احيطي نفسك بالجماعات ذات الخبرة في مجال الأُمومة. مجرد معرفة أن هناك أشخاصًا يتعاملون أو قد تعاملوا مع الحمل والأُمومة يمكن أن يكون راحة كبيرة. كما أنني وجدت الكثير من الدعم والصداقة في مجموعات عبر تطبيق الفيسبوك والتي تُناقَش فيها مواضيع مُختلفة بشكل يومي وهي مليئة بالنساء اللواتي يتبادلن النصائح والأفكار والتجارب.
- يُمكنك تناول الدواء: يمكن أن يكون البحث حول الأدوية الآمنة أثناء الحمل أمراً صعباً والأفضل هو استشارة الأطباء ومُقدمي الرِّعاية الصحيَّة. وتذكري أنَّ الأدوية التي تُناسب صديقتك أو أختك الحامل قد لا تُناسبك.
- اكتئاب الحمل لا يعني أنك ستُصابين باكتئاب ما بعد الولادة: إذا شعرتي باكتئاب الحمل لا تخافي من تطوّره إلى اكتئاب ما بعد الولادة. فمع العلاج والدعم المناسبَين ستحصلين على وسائل وأدوات لعلاج الاكتئاب يمكنك اللجوء إليها بعد الولادة.
- استرخي ولا تقلقي: لقد وجدت الأمر مُحبطاً بعض الشيء عندما يقول لي الناس أنني بحاجة إلى أن أعتبر الأمر سهلاً. أعني أنني كنت سأحب أن يكون الحمل سهلاً، لذا قمت بصنع عالمي الخاص فترة الحمل. الكثير من الاستراخاء والوقت الخاص بي والاعتناء بنفسي.
- أنت لست أم سيئة: لا تقارني نفسك بالنساء الأخريات أو بحملهن. إذا كنتِ تكافحين في فترة الحمل، فهذا لا يعني أنكِ شخص سيئ أو أنكِ ستُصبحين في نهاية المطاف أماً سيئة. لا تضغطي على نفسك بل شجعي ذاتك على الاستمرار بكل إيجابية. لقد ذكَّرتُ نفسي بأنني أحب أطفال ومجالستهم، وأنا أجيد استخدام مخيلتي وأنه عندما أحب شخصًا أحبُّه من كل قلبي، سيأتي اليوم الذي تقولين فيه: “مهلاً ، لقد أصبحتُ أماً رائعة” وهذا يصنع عالمًا من الاختلاف.
المصدر: