الصحوة – المهندس أحمد بن إبراهيم النقبي
تعد مجانية العلاج في سلطنة عمان إنجازا عظيما يشكل مصدر فخر للمواطنين، إلا أنه في الآونة الأخيرة، برزت ظاهرة تناقضية تثير تساؤلات حول مدى حقيقية هذا الإنجاز. فبينما تؤكد الحكومة على مجانية العلاج في المستشفيات الحكومية،
نجد بأن هناك نقص في بعض الأدوية حيث قد لا تتوافر بعض الأدوية في بعض المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، مما قد يُضطر المرضى إلى شرائها من الصيدليات الخاصة على الرغم من عدم قدرتهم على ذلك إلا أن الحاجة الملحّة لتلك الأدوية تضطرهم لذلك أما بالاستدانة أو على حساب احتياجات اخرى مهمة لهم.
أما الجانب الآخر وهو الأبرز والأهم هو اضطرار العديد من المرضى إلى دفع مبالغ باهظة لإجراء العمليات الجراحية في المستشفيات الخاصة، هروبا من الانتظار الطويل للمواعيد في المستشفيات الحكومية، حتى في الحالات التي تتطلب تدخلا جراحيا عاجلا. حيث يعاني العديد من المرضى في من الانتظار الطويل للحصول على مواعيد للعمليات الجراحية في المستشفيات الحكومية، مما يشكل خطرا على صحتهم، خاصة في الحالات العاجلة.
قد تؤدي ظاهرة الانتظار الطويل لإجراء العمليات إلى تفاقم الحالة المرضية، أو تفويت فرصة العلاج بشكل فعال، مما يهدد حياة المريض. قد تعزى ظاهرة الانتظار الطويل إلى عدة أسباب، منها:
⁃ نقص الكوادر الطبية المتخصصة: تعاني بعض
التخصصات الطبية من نقص في الكوادر المتخصصة،
مما يؤدي إلى تراكم الطلبات وانتظار المرضى لفترات
طويلة.
⁃ الازدحام في المستشفيات الحكومية:
تعاني المستشفيات الحكومية من ازدحام كبير، مما يؤثر
على سرعة تقديم الخدمات العلاجية.
⁃ عدم توفر التجهيزات والأدوات اللازمة:
قد لا تتوفر بعض التجهيزات والأدوات اللازمة لإجراء
بعض العمليات الجراحية في المستشفيات الحكومية،
مما يجبر المرضى على التوجه إلى المستشفيات الخاصة
أو للخارج.
من هنا يبرز تأثير هذا الانتظار الطويل للحصول على مواعيد للعمليات الجراحية على المرضى بشكل سلبي، من خلال:
⁃ التأثير النفسي:
يعاني المرضى من شعور بالقلق والتوتر والاكتئاب بسبب
الانتظار الطويل، مما يؤثر على صحتهم النفسية
والجسدية.
⁃ التأثير المادي:
قد يضطر بعض المرضى إلى ترك وظائفهم أو إهمال
أعمالهم من أجل انتظار مواعيد العمليات الجراحية، مما
يؤثر على وضعهم المادي ويمكن ان تتكلّف بعض الاسر
حمل ثقيل من خلال الاستدانة لتسديد كلفة هذ العمليات
مما يفاقم من المشاكل المادية على هذه الأسر.
⁃ التأثير على الصحة:
قد يؤدي الانتظار الطويل إلى تفاقم الحالة المرضية، أو
تفويت فرصة العلاج بشكل فعال، مما يهدد حياة
المريض.
وللتغلب على ظاهرة الانتظار الطويل في المستشفيات الحكومية أورد هنا بعض الحلول المقترحة حيث يجب اتخاذ عدة خطوات، منها:
⁃ زيادة عدد الكوادر الطبية المتخصصة:
من خلال توظيف المزيد من الأطباء والممرضين والفنيين
في مختلف التخصصات الطبية.
⁃ توسيع نطاق الخدمات الصحية:
من خلال بناء المزيد من المستشفيات وتوفير أحدث
التجهيزات والأدوات الطبية اللازمة لإجراء مختلف
العمليات الجراحية بالمراكز الصحية لغرف العمليات
لتمكينها من التعامل مع بعض الحالات لتخفيف الضغط
على المستشفيات القائمة.
⁃ تكفل الحكومة بكلفة إجراء العمليات:
رفع الكلفة المالية عن الأفراد لإجراء العمليات في
المستشفيات الخاصة بعقد اتفاقيات تعاون مشترك تقوم
بموجبه الحكومة على تحمل كلفة العلاج بالمستشفيات
الخاصة وفق معادلة وشروط محددة ووفقا لكل حالة
ومن حيث تعقيداتها ومدى ضرورة الاستعجال في إجرائها
مقارنة بمدة الانتظار المترتبة وفق مواعيد إجراءها
بالمستشفيات العامة.
⁃ تطوير نظام إدارة المواعيد:
إعادة النظر في نظام المواعيد الحالي وتطويره من خلال
استخدام أنظمة تقنية حديثة لتحديد المواعيد بشكل
سريع وفعال.
ختاما نقول إن مجانية العلاج في سلطنة عمان بلا شك يعد إنجاز عظيم يجب الحفاظ عليه وبأن جهود القائمين على الخدمات الصحية تستوجب منا الشكر والثناء، إلا أن ظاهرة الانتظار الطويل تهدد هذا الإنجاز وتؤثر على صحة المرضى بشكل سلبي. لذلك، على الحكومة اتخاذ خطوات جادة لحل هذه المشكلة وتوفير خدمات صحية ذات جودة عالية لجميع المواطنين.