الصحوة – الدكتورة ثريا اليزيدية
إن من الملاحظ في الآونة الأخيرة ازدياد تداول المعلومات الطبية المختلفة على الانترنت و وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتصدر الواتس اب واليوتيوب بين البرامج الاكثر استخداماً لنشر المواضيع المتعلقة بالأمراض والعلاجات والتي بلا شك ساهمت في خلق وعي صحي لدى مستخدميها من خلال نشر المعلومات الصحية على اختلاف أنواع عرضها بين الصور والفيديوهات الارشادية التّوعويّة ، ولكن التقصي لصحة المعلومات امر لابد منه في خضم الشائعات الصحية والتي من المعلوم ان بعضها يصطدم مع حقيقة المعلومات الطبية المثبتة مما قد ينعكس ذلك سلبا على وعي المجتمع.
مما لا يخفى علينا جميعا الانتشار الواسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في شتى مجالات الحياة اليومية ويشمل ذلك المجال الصحي حيث اكدت الكثير من الدراسات ان تداول المعلومات الصحية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ازدياد دائم حيث بلغت نسبة المعلومات الصحية ٣٠٪ من مجمل المعلومات المتداولة. وأوضحت الدراسات ان اغلب المواضيع الصحية المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي بغرض ارشادي وقائي من الامراض والتي يتم طرحها بعناوين مبهرجة تجذب القارئ
ويحذر المختصون في المجال الطبي من انتشار الفئة المتطفلة التي تزعم انها تمتلك خبره كافيه لنشر المعلومات الطبية وتشخيص الامراض ووصف الأدوية الغير مناسبه للمرضى التي قد تؤثر على صحة المريض.
وقد اثبتت الدراسات ان سيل المعلومات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ما هي الا انصاف حقائق ناقصه غير دقيقه عفا عليها الزمن لاسيما إذا كانت من مصادر غير موثوقة.
وسلطت العديد من الدارسات على التأثير النفسي لهذا النوع من المعلومات وقد اوضحت انها كفيلة بتدهور حالة المريض النفسية وزيادة شكوكه وامكانية اصابته بانهيار عصبي.
فكيف يمكن الحصول على المعلومات الصحية الموثوقة من الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؟
ذكر موقع الإن أي اتش [NIH] الأمريكي عدد ا كبيرا من الأسئلة التي لابد من الإجابة عليها من اجل تقييم المعلومات وبهدف الحصول على معلومات صحية موثوقة من الانترنت وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي:
- من هو الممول الأساسي للموقع \حسابات وسائل التواصل الاجتماعي؟
من المعلوم ان تمويل المواقع على الانترنت وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي تحتاج الى مبالغ باهضه للعمل على تحديثها سنويا، هل ممول تلك المواقع والحسابات واضح؟ هل الممول مشهور في المجال الطبي ومعروف لدى الأطباء ومنظمة الصحة العالمية؟ إذا لم يكن الحساب او الموقع ممول من جهة معروفه هل الشخص الذي يدير الموقع والحساب اعطى معلومات عن نفسه وجهة اختصاصه؟
- من هو كاتب المعلومات المنشورة؟ ومن الذي قام بمراجعتها وتدقيقها؟
ان معرفة كاتب المعلومات الطبية المنشورة من الأمور التي لابد ان تتحرى لها، معرفة الكاتب يقود الى سؤال اخر وهو، هل كاتب المعلومات شخص معروف وله خبره في المجال الطبي، هل يعمل في منظمات معروفه في المجال الصحي؟ وان كان شخص ليس له صله في المجال الطبي هل راجع ودقق المعلومات شخص خبير في المجال الصحي؟
- متى تم نشر المعلومات الطبية على الموقع او الحساب؟
من المعروف ان المعلومات الطبية معلومات متجددة وان الدراسات الطبية قائمه في شتى المجالات التي تتحور فيها المعلومات وتتغير، فإن معرفة تاريخ نشر المعلومات امر لابد منه وجزء مهم للحكم على مدى دقة المعلومات المطروحة.
- هل الهدف ورسالة الموقع او الحساب واضحة؟
معرفة الهدف الاساسي من الموقع والحساب والرسالة التي يقدمها قد يعطي حكما جيدا على المحتوى. فالهدف التجاري او الإعلاني قد يؤثر على مصداقية المعلومات ويجعلك أكثر حذرا في تصديق المعلومات المطروحة.
- نوعية ودقة المعلومات المطروحة؟
هل المعلومات المطروحة معلومات مدعمه بحقائق علمية واضحة ودراسات علمية دقيقه ام هي رأي شخصي. هل هناك مبالغة في طرح المعلومات الطبية لغرض تجاري؟ هل مصادر المعلومات المطروحة مكتوبه ويسهل الوصول اليها؟ هل يدعم الحساب او الموقع البحث العلمي؟ هل يطرح الموقع او الحساب مجموعة من الدراسات المنشورة في إطار علمي ممنهج؟
معرفة كل هذا بلا شك قد يساعدك في الحكم على صحة المعلومات المنشورة، و إن الإجابة على كل هذه الأسئلة من الممكن ان يعطي انطباع لدى القارئ عن صحة المعلومات المطروحة ويجنب القارئ المعلومات الصحية المظللة والتي تأتي بقالب وبهدف تجاري بحت.
وفي الأخير مهما تعددت وسائل الحصول على المعلومات الصحية يبقي الطبيب هو المصدر الأساسي للحصول على المعلومات الصحية الموثوقة ومحاورته في جميع مخاوفك و وساوسك الامر الاهم للوصول لتشخيص و العلاج المناسب و الوصول الي قدر كافي من الرضي و الاطمئنان.