الصحوة – الزهراء البويقي
انتصار الحربية طالبة من جامعة السلطان قابوس بقسم اللغة العربية بكلية التربية، لديها موهبة الشعر والكتابة، شاركت في عدد من المسابقات وحصلت على جوائز، فعالة بالأنشطة الطلابية في الجامعة.
سنستكشف شخصيتها من خلال الحوار:
– حدثينا عن مسيرتكِ في الكتابة، متى بدأتِ الكتابة؟ وكيف كانت البدايات؟
البداية كانت مجرد هواية وشغف، خالية من الوزن والقافية، ولم تكن لدي أي خطة لأصبح شاعرة؛ لكن الدهشة التي صنعتها التجربة الأولى والاحتفاء الذي وجدته في المجتمع المدرسي صنع لدي هذا الهاجس.
بعد التجارب المستمرة كتبت أول نص موزون مقفى في الصف الحادي عشر بعنوان: “رفات”.
– كيف تكتبين القصيدة، هل بوجود مشهد أو حدث، أم بشكل متعمد؟
الشعر لا يحتاج إلى إذن، متى ما تهيأ له الجو نفسيا ومعنويا ينساب تلقائيا، لكنني كتبت أكثر من نص إنطلاقا من حادثة معينة أو فكرة عميقة أطلت التفكير في رسمها شعريا.
– ما هي الموضوعات التي تتناولينها في كتابة نصوصك الشعرية؟
تناولت الرثاء، والغزل، والوصف، وهناك مرات تتداخل فيها الموضوعات مع بعضها بما يتناسب مع جو النص.
– في أي المجالات الشعرية تجدين نفسك؟
أجد نفسي في الشعر الشعبي لقربه واتساعه وسلاسته، لكنني في الوقت ذاته أكتب الفصيح أيضا وأسعى في تطوير نفسي في المجالين، فساحة الأدب الآن لا تقبل إلا الأقوياء.
-وهل لديك مشاركات في برامج أو مسابقات شعرية؟
شاركت في مسابقة إبداعات شبابية في أكثر من نسخة، وفي الأخيرة حصلت على المركز الأول على مستوى محافظة شمال الشرقية في مجال الشعر الشعبي بقصيدة كتبتها رثاء في جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه عنونتها ب”أعجاز نخلٍ خاوية”
وفي الوقت الراهن الذي يواجه فيه العالم الجائحة المرضية (كورونا) أطلق مجلس صحم الشعري مسابقة في مجال الشعبي وقد حصرت المشاركة على وصف الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في زمن الجائحة وحصلت فيها بتوفيق الله على المركز الثالث بقصيدة عنوانها: “بلاء مُجْهَض”
– أخر عمل شعري قمت بكتابته؟ كم استغرقت في كتابته؟
نص وطني عنونته بـ: “البيعة العظمى”، واستغرقت في كتابته يومين دون المراجعة والتشطيب، وكانت تابعة لمجموعة اللسان العربي بجامعة السلطان قابوس، وأشكر الجماعة على اتاحت الفرصة لي.
– ولماذا اخترتي البيعة العظمى عنوان للقصيدة؟
سبب اختيار العنوان فهو راجع إلى مغزى النص الذي أردت به تجديد الولاء للسلطان هيثم.
أعطنا بيتين منه؟
قلت فيه:
أَهْدَيْتَ خَيرُكَ لِلْقِفَارِ رِهَامًا
فَنَمَتْ بِلادًا غَايةً وَعِصَامًا
فَاضَت بأحْشاءِ السَّماءِ دُمُوعُها
مَطَرًا تَسَاقَطَ فِي الفَضَاءِ يَمَامًا
أبيات جميلة تحتوي على ألفاظ فصيحة مؤثرة في النفوس.
– من قدوتك في الشعر؟
ما اتخذت قدوة بعينها، أتخير الأنسب دائما لأخذ المفيد، وإثراء التجربة الشعرية.
– ما هي طقوس الكتابة عند انتصار؟
جو هادئ يسمح لي بتلحين النص، وضبط وزنه، ومراجعة الأفكار في اللحظة ذاتها.
– الشعر له فوائد، بالنسبة لك ماذا أعطاك الشعر وماذا غير فيك؟
أعطاني متنفسا أهرب إليه وقت الحاجة إلى البوح.
لقد غير الشعر فيّ اللغة والسليقة وحسن انتقاء التصاوير والتعابير البلاغية، إضافة إلى أنه أضاف لي القدرة على سبر غوار النصوص وفهمها وتحليلها وتأويلها كذلك.
– لنضع الشعر جانبا قليلا، هل هناك أشياء أخرى تكتبينها؟
بين فترات متباعدة أكتب الخواطر.
– ما رأيك بجماعات الجامعة هل ترينها تنمي رغبة الموهوبين مثلك وتعطيهم فرصة في إظهار موهبتهم؟
جماعات الجامعة بيئة رحبة خصبة يطمئن فيها الطالب الجامعي على عطائه ومواهبه، لأنها تفتح لهم المجال للظهور والتطور وزيادة المراس والخبرة. بالإضافة إلى سعيها لاكتشاف المواهب الشابة من خلال مسابقاتها وفاعلياتها المطروحة.
هذا ما نسمعه عن جماعات الجامعة ونشاطاتهم، فهي تخرج طلبة موهوبين بمختلف المجالات.
– ماذا قدمت الجماعات لانتصار؟
فرصة المشاركة والظهور، من ذلك أذكر أنني ألقيت بعضا من قصائدي في أمسية في مهرجان شاعر الخليل، وشاركت في موسميها التاسع والعاشر، إضافة إلى جماعة اللسان العربي التي قدمت فيها العمل الوطني “البيعة العظمى”، آملة أن تكون المشاركات القادمة أكثر قوة ووقعا بإذن الله.
– نختم المقابلة بإبداء الرأي، أين وصل الصوت الشعري النسائي في السلطنة من وجهة نظرك؟
أراه يزاحم الرجال الآن، نماذج فذة ظاهرة على الساحة وليست بالهينة، لكنها في حاجة إلى مزيد من الاهتمام والإقبال حتى تحافظ على مكانتها.