الصحوة – غصن الحارثي
لم تعد مسألة البحث عن عمل لمجرد الحصول على الوظيفة فقط، بل إن الحياة قائمة عليه وبدونه لن تكون هناك حياة، إذ ستكون حياتك فارغة دون مادة تقوم عليها، أو بيئة تفرغ فيها طاقتك. فالجميع أصبح الآن يبحث عن حياة وليس مجرد عمل. وتحتل قضية الباحثين عن عمل اهتمامًا كبيرًا من قبل القطاعين الحكومي والخاص، فيسعى كل منهما إلى البحث عن كافة الإمكانيات المتاحة لتوفير فرص عمل للمواطنين، خاصة في ظل تزايد أعداد الباحثين عن عمل من مخرجات المؤسسات التعليمية، وتزايد أعداد المسرحين من العمل.
ولا تعد هذه القضية وليدة الأمس بل إنها بدأت منذ ما يقارب ثلاثة عقود، لتخرج عن كونها مشكلة محدودة إلى قضية نتج عنها آلاف المتضررين، ولا تزال تتصدر قائمة المشكلات الأكثر جدلًا منذ عام 2011 حتى يومنا هذا.
وعلى الرغم من عظم التحديات كان على المؤسسات الحكومية ووزارة العمل البحث عن أفضل الآليات لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الباحثين عن عمل، وأفضل الطرق لاستغلال طاقاتهم ومهاراتهم فيما يخدم البلد. كما سعت الحكومة لخلق أفضل الخيارات إلا أن النتائج المرجوة لم تتحقق بسبب تفاقم المشكلة.
ومع ذلك فإن التوجه الجديد في استثمار الباحثين عن عمل من خلال تدريبهم وتأهليهم ليكونوا ملمين بمختلف المهارات؛ من أجل خلق فرص مختلفة وجديدة داخل بيئة العمل، إلى جانب تطوير هيكلة المؤسسات بهدف خلق وظائف جديدة تستقطب الباحثين عن عمل.
وسابقًا أولى السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- اهتمامًا واسعًا بالقضية، فكانت مراسيمه السلطانية تبث الأمل في قلوب الباحثين عن عمل. وسار السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه- على هذا النهج في الاهتمام بالقضية، ويركز جلالته على تذليل كافة السبل لأجل أن يحصل الجميع على الفرصة المناسبة له، كما يعمل الآن وفق خطط معدة لتدريب الخريجين إلى حين حصولهم على وظائف تتناسب مع قدراتهم، ومهاراتهم، وتركز على الإبداع في الوظيفة.
وإننا نأمل أن تجد قضية الباحثين عن عمل الحلول المناسبة لمعالجتها، ليساهم الجميع في بناء هذا الوطن.