الصحوة – نسرين يعقوب عبد الله الحارثيّة
في ظل الأوضاع المستمرة التي تشهدنا السلطنة بشكل خاص والعالم بشكل أثر جائحة فايروس كورونا، ومع تغير أسلوب الحياة المختلفة منها الاجتماعية، ومع الاجراءات الاحترازية التي نفذتها السلطنة لتقليل الاختلاط ومن ثم تقليل الإصابات بهذا الفايروس من إغلاق المحلات في وقت مبكر من الليل ومنع التجمعات والمناسبات بكافة أنواعها، ومنع القاعات والحفلات ومنع الاختلاط وحظر التجوال الذي أصدرته اللجنة في أيام قليلة، يأتي السؤال: وسط تعقيدات الاجراءات الاحترازية.. “كيف أصبح الزواج في كورونا يوفر خسائر أقل وسعادة أكبر؟”، حيث نجد زوجات كثيرة أقيمت في ظل كورونا، ونتج منها عادت جديدة في المجتمع مما دعا الناس لنصح بعضهم للزواج في هذه الفترة.
إجراءات احترازية
مع تطور أعداد حالات كورونا في سلطنة عمان، أصدرت اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا قوانين جديدة وممنوعات متنوعة بشأن فايروس كورونا منها: منع الحركة للأفراد والمركبات ابتداء من الساعة السابعة مساء حتى الساعة الرابعة صباحا بداية من مساء يوم السبت 8 مايو 2021م حتى صباح يوم السبت 15 مايو 2021م، حظر جميع الأنشطة التجارية طوال اليوم ابتداء من يوم السبت 8 مايو 2021م إلى نهاية يوم السبت 15 مايو 2021م، ومنع التجمعات بكافة أنواعها في مختلف المواقع، بما فيها الشواطئ والمتنزهات والحدائق العامة، خلال أيام عيد الفِطرِ المُبارك، وتشمل تجمّعات العوائل وتجمّعات المعايدة والاحتفالات الجماعية بالعيد.
ووضعت اللجنة عدد من الغرامات المشددة لمن يخالف القوانين منها 1500 ريال غرامة التجمعات بما في ذلك التجمع في الأعياد والأفراح وغيرها في الأماكن العامة، و20 ريال غرامة عدم ارتداء الكمامة، و100 ريال للمشاركة في التجمعات، و300 ريال غرامة الامتناع عن ارتداء سوار التعقب أو إتلافه
عقبات لا تنتهي
قالت رقية الحبسية عن تجربتها في تجهيزاتها لعرسها الذي سيكون في يوليو المقبل:” مسألة إغلاق المحلات عند الساعة 9 و حظر التجوال آثرا فيني بشكل كبير، كم كنت أتخيل يوم زفافي بالأشياء التي كنت أريد أن أخذها، لكن الآن ضاعت كل أحلامي وضاع كل تخطيطي بسبب هذه القرارات، بداية من فترة تجهيزاتي إلى الأمور التي كنت أرد أن أفعلها في يوم الزفاف، لا وقت لدي لشراء الأغراض، في الصباح أكون في الدوام وفترة العصر أقضيها في تجيز أمور الإفطار، وبعد الانتهاء من صلاة التراويح تكون الساعة 9، تعبت نفسيتي جدًا وكدت أدخل في حالة نفسية، كنت أضغط على نفسي بدرجة كبيرة لأجد الوقت للشراء، وأنا الفتاة الوحيدة في المنزل وأمي وأبي كبيران في السن لا أستطيع ترك أمور المنزل وأمور الفطور عليهما، فبالكاد أستطيع شراء الأغراض، حتى أصبحت أشتري أمورا لم تعجبني ولست مقتنعة بها، ولكن بسبب الظروف أخذتها، مستاءة جدا بسبب هذا القرارات، لم يفكروا أنه رمضان، وليس لدينا وقت غير الليل، إلى الآن لم انتهي من شراء أموري كلها، وعرسي أصبح قريب جدا مدته أقل من شهر”.
وقالت خديجة المعمرية أم العروسة رقية:” بالنسبة لقرارات اللجنة العليا أرى أنها قرارات جدا صحيحة وكان يجب العمل بها مسبقا فوضع السلطنة أصبح مخيف الإصابات تتصاعد والتجمعات تزيد وقرب العيد المحلات تمتلئ بالأفراد ويصبح التزاحم أمر عاديا، وبالنسبة لموضوع ابنتي أخبرها كم مرة أن تغير عن ما في بالها وخيالها، وجدت العديد من الأشياء القريبة في الشكل لما هي تريده لكنها لا ترضى بها، أخبرها أن الوضع مختلف وذهابها للمحلات كثيرا أمر خطير، فيجب القناعة في الشراء، ويجب أن تفكر في الأمور المهمة وغير الأمور السطحية الدقيقة، لكنها مصرة في النظر على أبسط الأمور، فأرى أن قرارات اللجنة لم تكن تعيقها بشكل تام وليست هي السبب الوحيد في عدم تجهيزاتها المبكر، فتأخيرها هذا سببه عدم قناعتها في الأمور البسيطة، واخذها للأمور بشكل سلبي فهي طوال هذه المدة تتذمر من القرارات، ولكن هناك غيرها الكثير واجه المور بإيجابية وانهى أموره في التجهيزات بشكل يسير، وأقرب مثال ابنة عمها، الفترة بينهما بسيطة وهي انتهت من كل الأمور الأساسية بقي لها الأمور البسيطة وابنتي إلى الآن لم تتأقلم وتضيع الوقت في أمور غير مهمة”.
بساطة وتوفير
وقالت بدرية الحارثية تزوجت في هذه الأوضاع:” تمت خطبتي في شهر 3 من هذه السنة، وتم زواجي قبل رمضان بيومين، القرارات كانت صارمة ولكنها ذات جدوى، فكما نعلم أن وضع السلطنة تفاقم من جديد بالحالات حيث أصبحت ترتفع شيئا فشيئًا حتى وصلنا مرحلة الخطر، في البداية كنت متوترة جدا لان كنت خائفة من أن تضيع فرحتي في يومي المنتظر، لم نتكلف أبدًا في شراء الأشياء غير المهمة، كنت مهتمة في الأمور الأهم والباقي نقدر الاستغناء عنه، فستاني أخذته من زميلة لي تأجر فساتين أعراس، وكنت مقتنعة به تماما الحمد لله، بحكم أني من سكان مسقط، وبالأخص المعبيلة، لم أخرج عنها لشراء المستلزمات، فبسبب وقت الحظر كنت أخرج صباحًا لاستغلال الوقت، الشي الوحيد الذي أخذناه من مكان بعيد هي الكوشة، بحكم أن محل صديق زوجي كان من مكان بعيد، لكن لم نقطع له الطريق فكما قلت سابقًا كنا نحاول استغلال الوقت بشكل كبير، فنسقنا مع مندوب يوصله لنا للمنزل.
وأضافت الحبسية: “بالنسبة للعزائم لم نعزم أي أحد خارج العائلة، فالحضور كان أمي وأخواتي الاثنتان وأم زوجي وأخته والمصورة فقط، وعملنا الحفلة في بيت أهل زوجي وانتهينا منها قبل وقت الحظر بفترة إذ بدأنا الحفلة بعد صلاة المغرب مباشرة، وكنا في غاية السعادة وكنت راضية عن شكلي تماما وراضية عن الاحتفال البسيط المليء بالدفء، والحمد لله تم زواجي بالشكل الذي يرضيني بتكاليف بسيطة جدًا وفرحة كبيرة، فبالنسبة لي قوانين اللجنة العليا من حظر تجوال وإغلاق المحلات لم يشكل عائق لي أبدأ بل شكل لي فائدة كبيرة”.
المهور في متناول الأيدي
وأشار عبد الله البلوشي أن الزواج في فترة كورونا وبالأخص في قانون الحظر وإغلاق المحلات قل التكاليف التي يصرفنا الشباب في دفع مستلزمات الأعراس، وقلت المهور أيضا لأن الآن لا يتم حجز قاعات ولا شهر عسل خارج الدولة، فقلت المبالغات والإسراف في الأمور غير الضرورية، فالآن أصبحت الحفلات بسيطة خالية من البذخ الكثير في الحفلات، ومع قانونا الحظر والإغلاق فإنهن يساعدنا في تقليل شراء الأمور غير الضرورية بشكل كثير.
وناقشت سميرة السالمية الأخصائية النفسية لمستشفى سناو فكرة السعادة للزوجين إثر الزواجات البسيطة غير المكلفة، ووضحت الأثار النفسية التي تصيب الزوج بعد مظاهر الترف والإسراف في حفلة العرس، وقالت السالمية أن في كثير من الأحيان يلجآ الزوج للبنوك ليتسلف منها لتغطية دفع المهر وتكاليف العرس، وهذا الأمر بعد فترة من الزمن يولد للزوج حالة نفسية شديدة، فيصبح في حالة قلق بسبب المبلغ المتراكم عليه في البنك، هنا قد يلجأ بعض الأزواج للأمور غير الجيدة فقط لسداد المبلغ منها الاستلاف من الأفراد، ، فحين أصدر اللجنة العليا هذه القرارات قلت التكاليف وقل الإسراف والبذخ في الشراء، بالتالي قل حمل الزوج وقلت التكاليف المالية التي عليه، ومن ثم العيشة الهنيئة للزوجين خالية من الديون والاستلافات.