الصحوة – بلقيس الهنداسية
تكبَّد التجّار العمانيين أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ولايتي السويق والخابورة الكثير من الخسائر الفادحة إثر إعصار شاهين الذي تعرضت له الولايتين في مطلع أكتوبر الماضي، والذي قد تسبب في دمار معظم المشاريع التجارية وغرقها، وإتلاف آلاف البضائع الموجودة فيها مما جعل هذه المشاريع غير صالحة لتقديم الخدمات، وإستقبال الزبائن.
الصحوة تحاورت مع بعض رواد الأعمال المتضررين فعلياً من هذه الأنواء المناخية؛ لمعرفة حجم الخسائر والأضرار التي تكبَّدوها، والرسالة التي يريدون إيصالها للجهات المعنية مناشدينها لتقديم الدعم اللازم حتى يتسنّى لهم مزاولة أعمالهم، وعودة أنشطتهم كما كانت عليه سابقاً.
بداية الأمر نقل لنا جمعة الشحي أحد التجار المتضررين في الولاية الوضع المأساوي الذي تعرّض له هو ومجموعة كبيرة من التجار أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة جرّاء هذه الحالة الإستثنائية، حيث قال للصحوة : ماحدث لم يكن هيّناً علينا جميعاً، قاسينا خسائر كبيرة تُقدّر بآلاف الريالات، وما بنيناه بسواعدنا طيلة تلك السنوات إنهار أمام ناظرينا ولم نقوى على فعل شيء، هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي مصادر رزقنا وإن لم تُبادر الجهات المعنية لدعمنا ومُساندتنا ستتفاقم علينا الديون، وسيزداد الوضع سوءاً شيئاً فأكثر، فأنا أمتلك بعض المشاريع من بينها محل بيع قطع غيار السيارات، ومصنع لإنتاج الأعلاف، وأتى شاهين بكل قوّته وجعله حُطاما، حيث تجاوزت خسائري مبلغ ٣٠٠ ألف ريال عماني، فالحكومة هي أملنا الوحيد لتجاوز هذه المحنة والنهوض مجدداً، فنحن كتجّار نحتاج الدعم والمساندة العاجلة من وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وكذلك غرفة تجارة وصناعة عمان لأنهم المعنيين بذلك والجميع يعي أن هذا هو دورهم وفق المسؤوليات التي خُوّلت لهم ، ونحن نأمل منهم التنفيذ العاجل، لذا ألتمس كل الرجاء من الجهات المعنية بأمرنا تشكيل فريق من ذوي الإختصاص لحصر المشاريع المتضررة فعلياً من هذه الحالة المدارية، وصرف إعانة عاجلة للتجار المتضررين لتحسين وضعهم ومعالجة بعض الأضرار الأساسية، وكذلك نرجو تسهيل بعض الإجراءات التي قد تخفف من عبء الوضع الراهن، هذا وكُلي أمل أن يتم التجاوب مع مطالبنا ومعالجة هذه الضائقة سريعاً لمباشرة أعمالنا، ومواصلة العطاء.
بينما قال بدر خطام الربيعي أحد التجار المتضررين أيضا: كان لدي طموح وأحلام تأملت تحقيقها بعد الإنتهاء من مشروعي كبناء منزل لعائلتي وغيرها من الأحلام التي يحلم بها أي شاب على هذه الأرض، حيث لم تكن بدايتي بالبداية السهلة أبداً، فقد استثمرت أرضاً لأبني عليها (قاعة أفراح ومناسبات) وأخذت مني الإجراءات والموافقات والتراخيص اللازمة وقتاً ليس بالبسيط ، بل عانيت سنةً ونصف حتى أخرجت إباحة البناء، وقد اقترضت مبلغاً كبيرا لإتمام هذا المشروع، وتم الإتفاق مع الشركات المعنية لإنشائه ومن ثم دفع جزء من المبلغ لهذه الشركات كمقدَّم على أن يتم دفع بقية المبالغ على دفعات.
حيث كان كثيراً ما يتوقف العمل على هذا المشروع بسبب الظروف المادية التي أمرّ بها فكل تلك القروض لم تغطي كافة التكاليف، وانا موظف براتب بسيط ولدي أسرة وكان من الصعب علي توفير تلك المبالغ بسهولة، وكان هذا السبب ليستمر تنفيذ المشروع ٥ سنوات، ثم وقّعت العقد مع أصحاب هذه الأرض المستثمرة وفق شروط معينة وكان مبلغ الإستثمار ١٠٠٠ ريال شهرياً تودع لهم في بداية كل شهر من بدء توقيع العقد، بعد ذلك أنهيت جميع التشطيبات اللازمة لبدء تشغيلها في شهر نوفمبر القادم ولكن قدّر الله وما شاء فعل ، فأثّرت الانواء المناخية “إعصار شاهين ” على هذه القاعة بشكل كبير جداً ولم تعد صالحة للإستخدام، ويجب إعادة بنائها من جديد وهذا يتطلب المزيد من المبالغ، والجهد، والوقت، فمن أين لي بكل هذا وانا محاصرٌ بالديون ولدي عقد لمدة ٢٠ عام؟
ولم يهدف تحركنا هذا إلا للفت نظر الجهات المعنية لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والنظر في مشاكلهم، حيث أن أغلبيتهم ملزمون بدفع اقساط ليست بالقليلة، فمن أين لهم كل هذا وقد غاب مصدر رزقهم ؟! فإن لم تقف هذه الجهات مع هؤلاء الشباب سيكون مصيرهم ومصيرنا واحد وهو تكدّس الديون، وتشتيت أسرنا، وربما ستتم ملاحقتنا قضائياً.
وأضاف خلفان المعمري صاحب مشروع “النواعم العصرية” للصحوة قائلاً : إن حجم الضرر كبير وغير متوقع فعلاً، فقد تكبّدت خسائر تصل قيمتها إلى ١٣ ألف ريال، فبالرغم من المناشدة والكثير من المطالبات إلا أن لغاية الآن لم تقم غرفة تجارة وصناعة عمان بحصر الأضرار فعلياً مثلما قامت الوزارات الأخرى بتقييم الضرر على المنازل والأراضي الزراعية، نعم هناك دافع معنوي من قِبَل الغرفة ووزارة التجارة والصناعة وترويج الإستثمار، حيث قام معالي الوزير ورئيس الغرفة أيضا بالزيارة الميدانية لبعض المشاريع المتضررة، إلا أن لم يحدث بعد ذلك أي إجراء رسمي يختص بالحصر والمُطالبات وبعض التسهيلات التي قد تخدمنا نحن كتجار متضررين، فنرجو من الجهات المعنية التدخل العاجل وعلى رأسهم غرفة تجارة وصناعة عمان؛ لأنها تعتبر السقف الذي يستظل به التُجّار “بيت التُجّار”، فنطالب أنا وزملائي أصحاب المشاريع المتضررة من الغرفة القيام بالخطوات الأساسية التي ستحدث الفارق وهي حصر الأضرار، ورفع الرسوم الإدارية عن التجار لمدة لا تقل عن ٣ سنوات ، فالأضرار التي قاساها التاجر العماني بمشاريعه هي أكثر كارثية عن الأضرار التي حلّت بالمنازل والأراضي الزراعية؛ بحكم ما يترتّب على التاجر من أمور كثيرة يغفل عنها البعض كإسترجاع “الشيكات”، والمُطالبات المُلحّة من بعض الأفراد والمؤسسات ، فبالتالي ستتفاقم الديون مما قد تحدث مشاكل أسرية ونفسية وإقتصادية نحن في غنى عنها.
من جانب آخر تابعت الصحوة النشاط الذي أبداه التجار في برامج التواصل الاجتماعي لمشاركة المجتمع معاناتهم والأضرار التي أثقلت كاهلهم، حيث قام التجار بإنشاء صفحة خاصة بهم في منصة تويتر تحمل اسم ” التجار المتضررين من إعصار شاهين”، كما أطلقوا وسم #معانات_تجار_الخابورة_السويق، حيث قام رواد الأعمال في هذا الوسم مخاطبة الجهات المعنية بشأنهم، وكذلك نقل معاناتهم لشرائح عدة في المجتمع، ومن بين هذه المشاركات قال ناصر الجهوري :”حكومتنا الرشيدة..التجار بالولايات المنكوبة من أثر إعصار #شاهين يستغيثون بك، أسواقهم، ممتلكاتهم، مصدر رزقهم تدمرت. أفلسوا، تدينوا، خسروا كل شيء، ينتظرون منك بفارغ الصبر طوق النجاة لتخفيف عبئ الكارثة عليهم وعلى أسرهم”، كما شارك حميد السيابي في الوسم قائلاً :” نرجو من جهات الاختصاص التعجيل في تقييم الاضرار وتقديم الدعم المالي اللازم لأصحاب المشاريع المتضررة من إعصار شاهين لأن التأخير فوق الخسارة يعد خسارة كبيرة فهؤلاء جميعهم يعتمدون على دخلهم وقوت يومهم من هذه المشاريع “.