تقرير – موزة الريامية
تختلف عادات الاحتفال بالعيد في السلطنة من محافظةٍ إلى أخرى ، بل وتختلف بين ولايات المحافظة الواحدة، وعلى الرغم من طبيعة الاختلاف، إلا أنها تشترك في القيام بمعظم العادات وإن اختلفت المسميّات و الأوقات.
فقبل العيد تشترك ولايات السلطنة في القيام بما يسمى “هبطات العيد” ، التي تُعتبر أسواق شعبية تقليدية يجتمع فيها أبناء الولاية الواحدة للقيام بعمليات شراء وبيع مستلزمات واحتياجات العيد، فهي تسبق العيد بعدة أيام ، ففي بعض الولايات تبدأ قبل العيد -سواء الفطر أو الأضحى- بستة أيام كما في بعض ولايات محافظة شمال الشرقية، وبعضها قبل العيد بأربعة أيام مثل بعض ولايات محافظة الداخلية وجنوب الباطنة ومسقط ، أما بعض ولايات محافظة شمال وجنوب الشرقية فتبدأ قبل العيد بيومين.
يجد الناس في الهبطة معظم احتياجاتهم للعيد من المواشي و الملابس والحلويات بما فيها الحلوى العمانية وألعاب الأطفال، بالإضافة إلى مستلزمات إعداد “العرسية”، وهي وجبة رئيسية لدى معظم العمانيون في المحافظات، وهي عبارة عن أرز ولحم ويضاف إليها “السمن المحلي”.
كما يشتري العمانيون كذلك مستلزمات المشاكيك و الشواء ، والحطب الذي يستخدم وقودًا للشواء وطهي اللحم، والسكاكين والأدوات المستخدمة في ذبح وتقطيع لحوم العيد، كما يجد العماني في الهبطة مستلزمات الزي العماني من خناجر و مصار و عصيّ.
أما خلال أيام العيد، وتحديدًا أول يوم يحتفل العمانيون بالقيام بصلاة العيد ، ثم بالزيارات المتبادلة بين الأهل والجيران والأصحاب، وهو ما يسمى “سلام العيد” ، الذي يتسم بقصر مدة الزيارة ، ويصاحب السلام تقديم الضيافة التي تتكون عادةً من الحلوى العمانية طبقًا رئيسيًّا و القهوة العمانية والفواكة المختلفة. وتشهد الزيارات كذلك توزيع العيدية على الأطفال، ويتخللها تصوير صورًا جماعية تذكارية و صور ذاتية “سيلفي” مع الأحباب و الأصحاب، وهم يرتدون الزي العماني بهيبته و أصالته.
كما تعتبر “العرسية” هي الوجبة الرئيسية لهذا اليوم في بعض ولايات السلطنة ، كما يعد الأرز باللحم أو الدجاج هو الوجبة الرئيسية في بعضها الآخر، وفي بعض الولايات طبقها الرئيسي هو “الهريس”.
أما ثاني أيام العيد ، فهو يوم “المشاكيك” أو “المقلي” ، وتختلف المسميات من ولاية إلى أخرى، كما تختلف طريقة الإعداد ووقت التقديم ، إلا أنها وجبة معروفة لدى العمانيون في أغلب الولايات خلال اليوم الثاني، كما أنها الوجبة التي تقدّم للضيوف خلال اليوم.
وفي ثالث أيام العيد، يقدّم “الشواء” ، الذي يعد أشهر المأكولات العمانية خلال العيد والوجبة المفضلة لدى الكثير، وهي عبارة عن لحم يتم تجهيزه بالبهارات العمانية ذات المذاق الشهي، ثم لفه بورق الموز والبعض يستخدم أوراق شجرة الغار ، ويتم وضعه في ما يسمى محليًّا “الخصفة” ثم يرمى في “التنور” بعد تجهيزه ، والذي يكون جماعيًّا في بعض الولايات و فرديًّا في بعضها الآخر. وعادة يتم دفن الشواء صباح ثاني أيام العيد ، ويتم إخراجه في اليوم التالي، ويؤكل مع الأرز عادةً.
وتشهد أيام العيد فعاليات أخرى خاصة بالأطفال، وهو ما يسمى بـ “العيّود” أو “العزوة” في بعض الولايات، وهو عبارة عن موقع يتجمع فيه الباعة لبيع مختلف المعروضات مثل الألعاب بمختلف أشكالها و أنواعها، والحلويات بمختلف الصناعات ، فبعضها المحلية التي تعدها النساء في المنازل، وبعض التي توجد عادةً في المحلات التجارية. ويعتبر العيود مصدر فرح كبير للأطفال حيث تتنوع وتتعدد المعروضات التي يفرحون باقتنائها بما جمعوه من عيدية ، بالإضافة إلى فرحة الإلتقاء والاجتماع بأقرانهم و أصحابهم.
و لا يقتصر “العيّود” على الأطفال بل يشهد إقامة فعاليات مثل بعض الفنون الشعبية التقليدية المختلفة التي يستمتع بها الكبير والصغير، و التي تتميز بها كل ولاية وتشتهر بها. كما يقوم بعض الأندية الرياضية في الولايات بتنظيم فعاليات للأطفال في موقع العيود تشتمل على مسابقات ترفيهية وفقرات متنوعة لإدخال الفرح والسرور إلى قلوب الأطفال.
وتختلف مواعيد إقامة العيود من ولاية إلى أخرى، فبعضها تبدأ من صباح اليوم الأول، وبعضها تبدأ خلال فترة العصر وتستمر لعدة أيام، كما تستمر لمدة ثلاثة أيام في بعض الولايات.