العمانية – يتجه اليوم السبت الصيادون على سواحل السلطنة بمحافظات جنوب الشرقية وظفار والوسطى لصيد الروبيان ويستمر الصيد على مدى ثلاثة أشهر، حيث حددت وزارة الزراعة والثروة السمكية موسم الصيد لهذه الثروة بداية من شهر سبتمبر إلى نهاية شهر نوفمبر من كل عام.
وتعد مهنة صيد الروبيان منذ أمد بعيد أحد الأنشطة الحرفية التقليدية للصياد العماني وهو من الأصناف البحرية ذات القيمة الاقتصادية العالية على مستوى العالم ومن الأغذية البحرية ذات القيمة الغذائية.
ويبلغ عدد أنواع الروبيان في مياه السلطنة (12) نوعًا إلا أن إنتاجه من شباك الصيد التقليدية يتمثل في أربعة أنواع منها الروبيان الهندي الأبيض و الروبيان الأبيض والروبيان النمري والروبيان المنقط، وتتواجد مصايد الروبيان في مياه السلطنة في جزيرة مصيرة ومحوت والمناطق الساحلية لمحافظة الوسطى وكذلك بعض المناطق الساحلية الممتدة على الشريط الساحلي بمحافظة جنوب الشرقية.
وأوضح ياسر المصلحي مدير دائرة الإحصاء والمعلومات بوزارة الزراعة والثروة السمكية أن الروبيان يعد من الثروات السمكية المهمة في السلطنة لما يتميز به من قيمة غذائية، وزيادة الطلب عليه في الأسواق المحلية والعالمية وهو نوع من الأسماك ذات القشريات المهمة اقتصاديا.
وأشار المصلحي إلى أنه بلغ إجمالي إنتاج الروبيان من الصيد الحرفي في السلطنة لعام 2017م حوالي 509 أطنان بانخفاض قدره 39 % عن عام 2016م وبقيمة إجمالية قدرت بحوالي 1.4 مليون ريال عماني، وقد بلغ الاستخدام المحلي 211 طناً، فيما بلغت كمية صادراته 298 طنًا.
وأضاف مدير دائرة الإحصاء والمعلومات بوزارة الزراعة والثروة السمكية أن الإحصائيات تشير إلى أن كميات إنزال الروبيان وعلى مدار السنوات الأربع الماضية شهدت انخفاضا ملحوظا في الإنتاج.
وقد أوضح حسن بن حسين الأغبري مدير إدارة الثروة السمكية بمحافظة الوسطى أن محافظة الوسطى تتصدر محافظتي جنوب الشرقية ومحافظه ظفار في إنتاج الروبيان خلال السنوات الخمس الماضية فقد تم صيد 79 % من إجمالي الروبيان خلال الفترة من ( 2013-2017 ) ، ويعزى ذلك إلى وفرة الإنتاج وتوفر البيئة المناسبة لتكاثر الروبيان، وتقيد والتزام الصيادين الحرفيين بقوانين موسم صيد الروبيان ومكافحة الصيد الجائر، والعمل على تكثيف المحاضرات والزيارات الميدانية للصيادين، وتعريفهم بمواسم الصيد والالتزام بها، كما سعت دائرة الثروة السمكية بالوسطى ومن خلال لجنة سنن البحر وإلى الالتقاء بالصيادين وتعريفهم بأهمية التقيد بمواسم الصيد، واستخدام أدوات الصيد المسموح بها ،وعدم استخدام معدات الصيد المحظور التي تهدد الحياة البحرية والسمكية و حددتها وزارة الزراعة والثروة السمكية لضمان استدامة المخزون .
وفي محافظة جنوب الشرقية بلغ إنتاج الروبيان حسب مؤشرات 2017م 21% من إجمالي الصيد في السلطنة، بينما يكاد ينعدم في بقية المحافظات، حيث بلغت كمية إنزال صيد الروبيان في بعض سواحل محافظة جنوب الشرقية للعام الماضي 100 طن، فيما كانت كمية الإنزال في عام 2016 (207) أطنان، ويقتصر صيده على قطاع الصيد الحرفي حرصا من وزارة الزراعة والثروة السمكية على أن تكون الاستفادة لأهالي القرى الساحلية التي يصطاد فيها الروبيان وضمانًا لاستمرار التوازن في النظام البيئي والحد من الصيد الجائر لهذا النوع من الصيد الفريد.
ويتم صيد الروبيان بواسطة قوارب الصيد الحرفي (الفايبر جلاس) التي يتراوح طولها بين 4 و 5أمتاروباستخدام شباك تقليدية تعرف بال(غل) أو (الطراحة) وهي عبارة عن شبكة مخروطية فتحتها بالأسفل مصنوعة من القطن وترمى باليد وتسحب بحبل مربوط في منتصفها، تحيط بفتحتها عدة أوزان ثقيلة من الرصاص تجر الشبكة سريعا إلى الأسفل وتستخدم الشبكة في القيعان المستوية حتى لا يهرب الروبيان من جوانبها.
ويبدأ صيد الروبيان في العادة في الصباح الباكر من الساعة الرابعة أو السادسة حتى العاشرة صباحا ويكون الصيد على أعماق ضحلة تتراوح بين 5 و7 أمتار عن شاطئ البحر.
وهناك عدة أنواع من الروبيان في مياه السلطنة، ولكن نوعين فقط يتم صيدهما من قبل أسطول الصيد الحرفي نظرا لكثرتها ووفرتها في مناطق الصيد، وهي الروبيان الأبيض الهندي، والروبيان النمري، كما تتركز العمليات التجارية على هذه الأنواع نظرا لمعرفتها عالميا في سوق المأكولات البحرية، وأيضا بسبب وفرتها ونموها إلى أحجام كبيرة.