الصحوة – وائل الوائلي
استطاعت سلطنة عُمان إدراج الشخصية العُمانيَّة حميد بن محمد بن رزيق في برنامج اليونسكو للاحتفال بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًّا، بالتزامن مع مشاركتها في أعمال الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو.
فمن “ابن رزيق”؟ وماذا تعرف عنه؟ “الصحوة” تطلعكم على معلوماتٍ عنه خلال الأسطر التالية:
يُعدّ المؤرخ والشاعر العماني حميد بن محمد بن رزيق ممن عاصروا أحداث عُمان وتاريخها في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، إذ ولد في سنة 1783 في مسقط. وتعلم القراءة وفنون الحساب وإدارة الأمل ليعمل يعدها في وظيفة مسؤول بالحسابات والمالية في ميناء مسقط ومرافقًا لأفراد من الأسرة الحاكمة أيام الإمام اليعربي سيف بن سلطان الثاني.
وإلى جانب ذلك، كان من شعراء عُمان الذين لهم نتاج شعري ثري ويأتي في الترتيب الأول من حيث كثرة نتاجه الشعري بين شعراء عُمان فتعددت الدواوين والمخطوطات الشعرية لابن رزيق ومن أبرزها: ديوان سلك الفريد في مدح السيد الحميد ثويني بن سعيد، ديوان سبائك اللجين وقرة العين، وديوان جوهرة الأشعار وفريد الأفكار وغيرها.
واشتهر ابن رزيق بقصائد المدح للأسرة الحاكمة التي عاصر خلالها حقبة السلطان سعيد بن سلطان ابن الإمام أحمد بن سعيد؛ فتعدد قصائد المديح في العديد من أئمة وسلاطين الدولة البوسعيديَّة.
أما عن ابن رزيق المُؤرخ فقد كتب عن أنساب قبائل الأزد والقبائل العدنانية الجاهلية وقبل الإسلام ووجود هذه القبائل في عمان. كما كتب مؤرخًا في جوانب متعددة من السيرة النبوية الشريفة وأخبار الصحابة والتابعين وأحداث التاريخ الإسلامي، وتناول أخبار القرامطة والسلاجقة في الدولة العباسية.
وتوفي ابن رزيق سنة 1874 مُخلدًا اسمه في صفحات التاريخ العُماني شاعرًا ومؤرخًا ليكون جدير به أن يصل اسمه لقائمة اليونسكو من بين الشخصيات المؤثرة عالميًّا ليصبح ابن رزيق الشخصية العُمانيَّة السابعة التي تُدرج في هذه القائمة إلى جانب: (الخليل بن أحمد الفراهيدي، راشد بن عميرة، أبو مسلم البهلاني، أحمد بن ماجد، ابن الذهبي، نور الدين السالمي).