رواية “الحاج مراد” ← ليو تولستوي ← ترجمة: هقال يوسف •
“باردٌ أنتَ أيها الموت، لكنني كنتُ سيّدك”* *
مقطَع من كلمات الأغنية كانَ يصفها الحاج مراد بأنها جميلَة وذكية، لأنها تتعلق بالثأر.
• يُقال أنّ هذه الرواية هي آخر روائع تولستوي قبل موته، والقارئ لها لن يجد فقَط سرداً بلاغيا يمجّد شخصية شيشانية ثائرة، بل سيكون مطّلعا على حقبَة تاريخية كاملَة أثناء حكم روسيا القيصرية.
• وبالوقوف على الشخصية التي حملَت الرواية اسمها، فقَد كان بطلاً مِقداماً ونائباً للقائد”شامل” يحاربان ببسالَة السلطات الروسية، ولكن بسبب خصومَة بينهما-لم يذكرها تولستوي في الرواية-انشقّ النائب عن قائده لاجئاً للسلطات التي كانَ يحاربها لكي تنقذ أسرته المأسورة بين براثن شامل.
• وفي رائعةِ تولستوي هذه بإمكان المتلقي أن يقرأها من عدة جوانب حتى وإن لم يكن مطّلعا بعمق في تفاصيل تلك الحقَبة، وأظن أن السبب يعود لوقوف تولستوي موقف الرافض للظلم، فمن ناحيَة يوضح مؤمرات أمراء روسيا القيصرية ومن ناحية أخرى يرسم مدى بشاعة العذاب النفسي الذي تعرضت له الشخصية الرئيسية من القائد شامِل.
• ربما كثرَة توصيف التفاصيل تتيح للقارئ معرفَة مايدور في بلاط القصور من خطط سياسية تخفي حولها الكثير من الأسرار، فرغم اعجاب الروس بشخصية الحاج مراد وقوته لكنهم كانوا يحذرونَ منه وبقيَ ذلك الشك الذي رسمه الكاتب بذكاء يراود تلك العقول التي ألَفت الحرب حتى جاءت النهاية.
• ورغم نجاح المترجم في سرد كل مايتعلق بتلك الفتررة من معلومات جاءت في الهامش إلا أنك عزيزي القارئ ستحتاج لمرحلة بحث طويلة حتى تعرف وقائع تلك الفترة بشيء من التفصيل.
• ويبقى السؤال: متى قد يلجأ الإنسان إلى عدوه؟
وداد المانعية