رصد – علي بن صالح العجمي
تناول كتاب أعمدة الرأي عبر مقالاتهم المنشورة في الصحف المحلية خلال الأسبوع الماضي عدد من المواضيع والقضايا المهمة ذات العلاقة بالشأن المحلي وركزت على بعض الجوانب الحياتية الرئيسية، إضافة إلى طرحها لعدة تساؤلات حول مستجدات العصر.. وفي هذا التقرير نستعرض معكم عدد من هذه المقالات لنسلط الضوء على أبرز ما جاء فيها.. حيث ناقشت المقالات التي سنتطرق لها المواضيع التالية: توظيف العمانيين في القطاع الخاص، ومفهوم الهوية الوطنية، ومفهوم الاقتصاد الذكي، والتحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة، ورؤية عمان 2040، وواقع المجالس البلدية، وعلاقتنا بالإنترنت، إضافة إلى موضوع التطبيل وخطره على المجتمعات.
البداية مع مقال الإعلامي علي المطاعني المنشور في صحيفة الشبيبة تحت عنوان: تمكين أبنائنا وإن طال الزمن!؛ والذي استعرض فيه الكاتب نجاح عملية توظيف العمانيين في القطاع الخاص، حيث أشاد المطاعني في بداية مقاله بالجهود المبذولة لإيجاد فرص عمل للشباب العماني في ظل الاوضاع الاقتصادية الراهنة، مشيرًا إلى أنها جهود واضحة ومقدرة على كافة الأصعدة والمستويات وتحتاج للمزيد من التضحيات من كل الأطراف ذات العلاقة سواء رجال الأعمال أو الشباب الذين عليهم الإصرار والعزيمة التي لا تلين في مواجهة التحديات
والنهوض باداء واجباتهم وتقبل الفرص المتوفرة والتأني في الترقي في السلم الوظيفي بمرور الوقت وبذل المزيد من الجهد. ويضيف الكاتب:”ولعل النجاح بتوظيف 25 ألف باحث عن عمل وفق إعلان وزارة القوى العاملة قبل شهر مايو المقبل يلوح بالأفق.” وينتقل الكاتب للحديث عن جانب مهم رافق عمليات التوظيف:”ولعل الجانب المهم الذي صاحب عملية التوظيف يستحق الثناء وهو سن تشريعات وإصدار قرارات لإتاحة المجال للمواطنين لشغل وظائف في القطاع الخاص عبر إيقاف استقدام القوى العاملة الوافدة بشكل مؤقت في العديد من القطاعات والمهن التي تتوفر لها كوادر وطنية في سوق العمل العماني، رغم بعض الأصوات المعارضة من أصحاب المصالح، إلا أن مثل هذه الأصوات النشاز من المنتفعين من الطبيعي أن نسمعها في مثل هذه الحالات فلا يجب الالتفات لها.”
الهوية الوطنية
وفي مقاله المعنون بـ كيف ينافس المواطن في الهوية الوطنية؟ المنشور في صحيفة الوطن يناقش د. رجب بن علي العويس “مفهوم الهوية الوطنية”.. يقول الكاتب:”تجيب الهوية الوطنية في أبسط تعريفاتها عن سؤالين: بماذا أتميز، وكيف أنافس فيما أتميز فيه؟ وبالتالي فهي ليست عبارات مجردة أو كلمات مختارة أو مجرد إعجاب وتفاخر بالخصوصية والمبادئ الوطنية، بل تمثلها في قوة الشخصية العمانية والتزامها وانضباطها وأخلاقياتها وتسامحها، ترتسم في سلام المواطن مع ذاته والآخرين واقترابه من المنهجية في التفكير والابتكارية في الممارسة والقوة في التأثير، والوعي بالتحولات والتعامل مع المخاطر المؤثرة على الهوية واستيعابه لضرورات العصر واحتياجاته والاستجابة لمعطياته في ظل اثبات حضوره فيها وفهمه لمغازيها وأهدافها فيبقى واعيا حريصا على أن تكون له بصمة إيجابية في إعادة صياغة منتجها، في استخدامه الراقي لشبكات التواصل الاجتماعي والتوظيف السليم للتقنية، فيضمن لهويته الاستقامة في المنهج، بما يجنبه مخاطر الإشاعة أو يدخله في متاهات التشدد المعرفي والتذبذب الفكري.” وينتقل الكاتب للحديث عن المحيط الاجتماعي الذي يتعايش فيه المواطن مع ثقافات مختلفة وعادات متنوعة:”يبقى تأثير الأيدي العاملة الوافدة التي تشكل ما نسبته 45% من مجموع عدد السكان ماثلا أمامه، بما يضع الهوية الوطنية أمام رهان قادم قوامه كيف نستثمر في المواطنة ونبني الإنسان؟ فيعي دوره ويدرك مسؤولياته في الحد من إعطاء هذه الفئة مسوغات هذا التواجد غير المبرر في بعض الأحيان، خاصة في الأنشطة التجارية والاقتصادية التي يمكن للمواطن أن يعمل بها.”
الاقتصاد الذكي
وفي صحيفة الرؤية ناقشت الإعلامية فايزة الكلبانية مفهوم “الاقتصاد الذكي” من خلال مقالها الذي حمل عنوان:”مستقبلنا في الاقتصاد الذكي”.. وفي تعريفها لمصطلح “الاقتصاد الذكي” تقول الكاتبة: “انه مصطلح طالما تكرر على مسامعنا في السنوات الأخيرة، وقد يختصره البعض بتسميته اقتصاد “SMART” ويقصد به نوع الاقتصاد الجديد الذي اتجهت جميع الدول إلى تفعيله في مختلف تعاملاتها، حيث يتم من خلاله الاعتماد على الاتصالات والمعرفة والمعلومات بجميع أشكالها وأنواعها والعمل على تنميتها والارتقاء بها لتصل إلى حد الذكاء في الابتكار على الصعيد الكمي والنوعي، مستخدما التكنولوجيا الحديثة والآلات والمعدات لتحل محل العمالة من البشر.” وتضيف الكاتبة “في مختلف اللقاءات والمؤتمرات الأخيرة نسمع تأكيدات بأنّ المستقبل سيشهد بداية الاستغناء عن الموظفين واستبدالهم بالتقنيات الحديثة، ويبدو أنّ ذلك سيصبح واقعاً بالفعل ويمكننا أن نضرب مثالاً بسيطاً بمطار مسقط الدولي الجديد، في مرحلة التشغيل الحالية حيث نجده مزودًا بعدد من التقنيات التي فعلا تمّ خلالها الاستغناء عن دور الإنسان البشري واستبدلت أعماله بتقنيات متطورة وأجهزة ذكيّة.” وأشادت الكاتبة بالجهود التي يبذلها الصندوق العماني للتكنولوجيا في هذا الجانب، بمختلف برامجه الاستثمارية التي تستهدف مجالات تقنية متخصصة، خاصة بالذكر البرنامج الاستثماري “تكوين” وهو أحد البرامج الاستثمارية التابعة للصندوق.
تحديات المؤسسات الصغيرة
وفي صحيفة الشبيبة ناقش الإعلامي عيسى المسعودي في مقاله المعنون بـ: “المؤسسات الصغيرة.. فرص واعدة ولكن!” التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة، حيث استعرض في بداية مقاله أهمية ودور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كقطاع مهم يعزز من قوة الاقتصاد الوطني ويساهم بشكل كبير في توفير فرص عمل جديدة، موضحًا أن هذا القطاع وخلال الأعوام الأخيرة أصبح قطاعًا مغريًا للشباب العماني للدخول في عالم الأعمال والتجارة؛ مشيدًا بالجهود الحكومية المبذولة لتعزيز دور هذا القطاع من خلال طرح العديد من البرامج والمبادرات وتقديم الحوافز والتسهيلات المختلفة. وتابع الكاتب:”ولكننا اليوم نواجه تحديًا كبيرًا يهدد استمرار هذه المؤسسات الصغيرة يتمثل في معاناة هذه المؤسسات ورواد الأعمال القائمين عليها للحصول على مستحقاتهم المالية وبالتالي يواجهون صعوبات في سداد الالتزامات التي عليهم.” مضيفًا:”علينا أن نتحدث بصراحة أن هناك بعض المؤسسات الصغيرة مهددة بالإغلاق وتسريح الموظفين الذين يعملون لديها بينما بعض رواد الأعمال أصبحوا ملاحقين من قبل المحاكم بسبب الالتزامات المالية والشيكات المرتجعة رغم أن هذه
المؤسسات لديها أعمال تجارية ومستحقات مالية وعقود سواء من قبل المؤسسات الحكومية أو من الشركات لم يتم سدادها.”
استشراف المستقبل.. “رؤية عمان 2040”
وفي مقاله المنشور بصحيفة الرؤية بعنوان “استشراف المستقبل.. “رؤية عمان 2040” يقول الكاتب أحمد بن سالم آل إبراهيم:”تفعيل الحوكمة أساسي لنجاح “رؤية عمان 2040″، وهذا أمر سائد في كل الرؤى الوطنية؛ لضمان سلامة التنفيذ؛ إذ إن الأمر ليس مجرد تنفيذ الرؤية، بل تنفيذها بنجاح والنجاح يعني تحقيق الرؤية للأهداف التي أطلقت من أجلها في الأساس.” مضيفًا:”وأخذاً في الاعتبار أن الرؤية هي خطة طويلة المدى، فيكون هناك اعتبارات مهمة للثبات على تحقيق تلك الأهداف، وعدم إهمالها أو إهمال بعضها، فحدوث ذلك كفيل بأن تفقد الرؤية جزءا من نجاحها؛ إذ يجب العمل من أجل بلورتها وصياغتها بإتقان تام ودقة عالية في ضوء توافق مجتمعي واسع، وبمشاركة كافة فئات المجتمع المختلفة؛ بحيث تكون مستوعبة للواقع الاقتصادي والاجتماعي، ومستشرفة للمستقبل بموضوعية، ليتم الاعتداد بها كدليل ومرجع أساسي لأعمال التخطيط التي استهدفت مرتكزاتها تحديد الفرص المتاحة والاستغلال الأمثل للمزايا النسبية لكل قطاع اقتصادي.” ويضيف الكاتب:”وهذا بالتأكيد يأتي إيمانا برؤية “عمان 2040″؛ حيث إن الدولة تطمح ليس لتعويض النقص في المداخيل فقط، أو المحافظة على المكتسبات والمنجزات، ولكن التحدي الأكبر هو أن نبنيَ وطناً أكثر ازدهاراً يجد فيه كل مواطن ما يتمناه؛ فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دولا لعالم، بالتعليم والتأهيل، بالفرص التي تتاح للجميع، والخدمات المتطورة، في التوظيف والرعاية الصحيّة والسكن والترفيه.”
المجالس البلدية.. الواقع والتطلعات
ويرى الكاتب سيف بن سالم المعمري بأن المواطن لا يزال يتطلع لدور أكبر تقوم به المجالس البلدية لتطوير النظم والخدمات البلديـة فـي نطاق كل محافظة، وأن يتجاوز دورها تقديـــم الآراء والتوصيات إلى تنفيذ المشاريع البلدية، وإحداث نقلة نوعية في المحافظات.. مشيرًا في مقاله المنشور بصحيفة الرؤية بعنوان “المجالس البلدية.. الواقع والتطلعات” إلى أن تطلعات المواطن لا تزال أكبر من تلك المجالس. وتابع الكاتب: “مع نهاية كل شهر ميلادي يستمع المواطن ويشاهد ويقرأ في وسائل الإعلام المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي سيلا من الآراء والمناقشات والدراسات والتوصيات التي تخلص إليها الاجتماعات الاعتيادية للمجالس البلدية في جميع محافظات السلطنة، ولو افترضنا أن كل مجلس بلدي في كل محافظة يخرج بتوصيتين إلى ثلاث في كل اجتماع، فلن تقل توصياته مع نهاية كل عام عن أربعة وعشرين توصية، لكن المواطن لم يلمس أثرا محسوسًا لها، وبالتالي
تصبح لدى المواطن قناعة تتعمق يومًا بعد آخر بأن تلك المجالس لا فائدة منها!” مستدركا: “إن تحقيق تطلعات المواطن بأكبر قدر ممكن مما هو حالها الآن يتطلب إعطاء صلاحيات أوسع مالية وإدارية وكذلك تشريعية.”
الحياة بلا إنترنت!
في حين تساءلت الإعلامية مدرين المكتومية في مقالها المنشور بصحيفة الرؤية بعنوان: الحياة بلا إنترنت، عن شكل الحياة بدون إنترنت كيف سيكون!.. تقول الكاتبة: “… فدعونا نتخيل قليلا ولو للحظات كيف سيكون شكل الحياة بدون إنترنت! أو كيف ستكون حال البشر بالتحديد بدون إنترنت!! سيكون الأمر ببساطه أشبه بحالة من الانهزام في حرب قاتلة.” وتضيف:”ولا نتجاهل أنَّ الحياة التي اعتادها الجيل الجديد أو البشر مع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، جعلتهم يتخلون عن مذاق الحياة الحقيقي، ويتنازلون عن تلك الحياة التي تجمع الناس مع بعضها البعض في جلسة ود أو اجتماع عائلي، بل جعلتهم يجدون متعًا أكثر خلف شاشات الهاتف، ولكن لو عدنا للوراء لإجابة السؤال، لوجدنا أن البشر سيفقدون أبسط سبل التواصل مع بعضهم البعض؛ فبمجرد أن ينتهي العالم من الإنترنت سينتهي البشر من أنفسهم، وسيخسرون تلك القدرة على الاتصال والاستمتاع بملذات الحياة؛ فالإنترنت حول الناس، وهو من جعل كل فرد منهم متقوقعا على نفسه ولا يدرك جمال الحياة، إلا مع عالمه الافتراضي الذي جعله يفقد أبسط مقومات السعادة، وجعله يعيش فقط بسعادة اللحظة غير المحسوبة، والتي ستنعدم وتنتهي بانتهاء هذه العوالم.”
من هو المطبل؟!
وفي مقاله المنشور بصحيفة الوطن بعنوان “من هو المطبل؟” يقول الكاتب حمد بن سعيد الصواعي:”إن التطبيل موجود في كل العصور وفي مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والأسرية والسياسية والاقتصادية والعلمية وتختلف أهدافه ووسائله بين فترة زمنية وأخرى حسب نوعية المصلحة رغم أن هذا الوصف عليه تحفظات كثيرة وخطيرة في الوقت نفسه وخاصة إذا دخل حيز التضليل لكون التطبيل تكون فترته الزمنية قصيرة لهدف ما لفترة زمنية محدودة، ولكن التضليل هو الأخطر نظراً لخطورة بقائه أطول فترة زمنية ممكنة.” ويضيف الكاتب:”التطبيل الإعلامي إن وجد في وطن ما وتجذر فيه فقد تتحول هذه السلوكيات إلى تضليل وهو قد يشكل خطراً على أي مجتمع يعاني من هذه الآفات إن لم يرتب أولوياته ويضع الآليات المناسبة في الحد منها من خلال نشر ثقافة الشفافية بين كافة طبقات المجتمع على أن تكون الحقائق متوفرة بوسائل الإعلام وفي متناول الجميع بلغة الأرقام بمزيد من الصدق والنزاهة.. ليختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن التطبيل بمختلف مستوياته لا يمكنه بأي شكل من الأشكال أن يطور وينهض بوطن