كثيرا ما شاهدنا منظرا مؤسفا كنفوق حوت أو موت جمل بسبب تراكم الأكياس البلاستيكية في بطنها، لكن هنا بسلطنة عمان تضع “وصايف” وفريقها حدًّا لتلك المشكلة بمشروعهم العلمي “بلاستيك باس” (Plasticpass)، إذ صنّعوا أكياسا بلاستيكية قابلة للتحلل عند وصولها إلى معدة الحيوانات، وذلك بتنشيط الإنزيم الموجود في خيوط الكيس، مما يؤدي إلى خلل في النظام البنائي، فيتحول إلى قطع صغيرة جدا يمكن للحيوان التخلص منها. تأتي مشاركة فريق “وصايف الوهيبية” ضمن المهرجان العلمي السابع عشر الذي يقام بجامعة السلطان قابوس، وهو مهرجان سنوي يهدف إلى عرض وتسويق الابتكارات العلمية للمؤسسات الخاصة والحكومية في السلطنة. يقول أحمد الرشيدي نائب رئيس جماعة الأنشطة الطلابية بكلية العلوم أن المهرجان يلقى إقبالا واسعا من قبل شرائح المجتمع، كما يتزايد عدد المشاريع العلمية سنويا.
ويشارك في المعرض هذا العام 27 مشروعا علميا مقسمة على مشاريع في المجال البيئي والمجال التقني والمجال المتعدد. ويأتي هذا العدد من المشاريع بعد تصفيتها خلال منافسات أقيمت في الأشهر الماضية. في الركن الآخر من المعرض مشروع بيئي آخر “غرين تاتش” (green touch)، وهو عبارة عن تصنيع مادة تمنع تسربات المرادم إلى جوف الأرض بعد حرقها، حيث تسبب هذه التسربات تلوثا في المياه الجوفية وتآكلا في تربة المناطق المجاورة للمرادم. وتمنع هذه المادة المبتكرة تلك التسربات باستخدام الطين والبنتونيت -وهو طين غير نقي يتواجد في الطبيعة على شكل سيلكات الألمنيوم المائية- المتوفر في مناطق عديدة من السلطنة.
مشاريع تقنية
في جناح المشاريع التقنية، تجتهد لميس وأعضاء فريقها لشرح مشروعهم “دي.أم.أل” أمام عدد كبير من الزوار، حيث تقوم فكرة المشروع على جعل التواصل بين الأصم والصحيح أمرا ممكنا بدون تعلم لغة الإشارة، وذلك عبر جهاز يعمل على ترجمة الأصوات الصادرة من الشخص الصحيح، ويظهرها على شكل إيماءات اليد (لغة الاشارة) في الشاشة ليفهمها الأصم. وليوصل الأصم ردة فعله يدخل ما يود قوله كتابة على لوح ذكي فيتحوّل إلى أصوات للشخص الصحيح، وبهذا تكتمل دائرة التواصل.
في الجانب المجاور مشروع آخر باسم “نيف” يساعد في تقليل الحوادث المرورية التي يسببها الضباب، وهو عبارة عن منتج للتخلص من الضباب المتكون على السيارات والأسطح الزجاجية والبلاستيكية وعدسات الكاميرات بسبب الفارق الحراري، ويتميز بطول فترة فعاليته في التخلص من الضباب الذي يدوم لأكثر من 48 ساعة. تقول مريم الكلباني أحد أعضاء فريق المشروع إنهم ينتظرون الترخيص النهائي من الجهات المعنية لإنتاج هذا المنتج وبيعه، وتطمح إلى وصول منتجهم إلى خارج السلطنة.
مستقبل المشاريع
تقوم العديد من الجهات الحكومية والخاصة بزيارات للمعرض من أجل التعرف على تفاصيل المشاريع وإمكانية دعمها وتبنيها، حيث تقوم إدارة المهرجان بجهود كبيرة لإيصال صدى المشاريع إلى الجهات المعنية. يقول الرشيدي “نقوم جاهدين بالتحضير للمعرض قبل أشهر عديدة من انطلاقه، لإيصال صداه إلى مختلف شرائح المجتمع والمؤسسات المعنية”، مضيفا أن “هناك مشاريع عديدة تحولت إلى شركات في السنوات الفائتة”. ويعقب المهرجان جلسة حصاد تعرض فيها المشاريع على المؤسسات بحضور أصحاب المشاريع والجهات المعنية في الجامعة. ويصل عدد المؤسسات المشاركة في الجلسة بعد اعتمادها هذا العام إلى نحو أكثر من 18 مؤسسة خاصة وحكومية.
المصدر – الجزيرة نت