ترجمة – الصحوة
إذا كانت تنتابك نوبات من الحنين إلى الماضي بشكل متكرر، فلست وحدك . تقول الإحصائيات الموثقة علميًا أن حوالي 79 % من الناس يرون أنهم يشعرون بالحنين إلى الماضي بوتيرة أسبوعية على الأقل ، عندما يتذكرون الأحداث الهامة شخصيًا.وتشمل الأمثلة الشائعة أعياد الميلاد وعطلات عيد الميلاد وحفلات الزفاف أو تلك المناسبات التي نحاط فيها بالعائلة والأصدقاء.لكن ما هي الوظيفة النفسية التي يلعبها الحنين للماضي؟
ثمة بحث حديث ، نُشر في مجلة Cognition and Emotion ، يلقي بعض الضوء على هذه القضية. تقر الدراسة بأن الحنين إلى الماضي طالما اعتبر اضطرابًا على مدى قرون , حيث يتضمن مشاعر سلبية مثل الشوق الحزين والقلق أو التوتر و الاضطراب الشعوري حيال أشياء مضت, لكن اليوم يمكن القول أن علماءعلمالنفس توصلوا لأن هذا الحنين أو ما يطلق عليه ” النوستالجيا ” يمكن أن يكون له فوائد نفسية مهمة.
البحث ، المنشور في نشرة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي the Personality and Social Psychology Bulletin ، توصل إلى أن الحنين ليس مجرد عاطفة موجهة إلى الماضي ولكن نطاقه يمتد إلى المستقبل ، و يمنح نظرة إيجابية للحياة.
يعلق الدكتور تيم ويلدشوت ، المؤلف المشارك في الدراسة ، قائلاً: “الحنين شعور يتكرر كثيرًا من قِبل الجميع ، ونحن نعلم أنه بإمكانه الحفاظ على الراحة النفسية. على سبيل المثال ، يمكن للخيال الذي يتسبب فيه الحنين أن يتغلب على الشعور بالوحدة. لقد أردنا أن نتقدم خطوة إلى الأمام و تقييم ما إذا كان يمكن أن يزيد من الشعور بالتفاؤل بشأن المستقبل “.في إحدى الدراسات ا، طلب الباحثون من المشاركين أن يتذكروا حدثًا يحسون بحنين تجاهه وأن يكتبوا عنه. تمت مقارنة عدد الكلمات المتفائلة المتضمنة في السرد بمجموعة تحكم طلبا منهم التذكر والكتابة عن حدث عادي. وكنت النتائج أن احتوى السرد المتعلق بالحنين على نسبة أعلى بكثير من التعبيرات المتفائلة من القصص العادية.
ورأى الباحثون أنه على الرغم من أنه في بعض الأحيان يمكن أن تنطلق من هذه الحالة مشاعرسلبية مثل الشعور بالوحدة ، فقد ثبت أنه يحسن الحالة المزاجية ويجعل الحياة تبدوا ذات مغزى.
ويضيف الباحثون أن ذلك الحنين يوفر مشاعر المحبة والحماية والتواصل مع الآخرين ويمكن أن يثير الإلهام والتفاؤل بالمستقبل من خلال مساعدتنا على تذكر الأشياء الجيدة عن أنفسنا والآخرين..
كما خلص الباحثون أيضاً إلى أن الحنين إلى الماضي يثير احترام الذات مما يؤدي بدوره إلى زيادة التفاؤل. ويقولون “لقد أظهرت النتائج التي توصلنا إليها أن الحنين لديه القدرة على تسهيل تصورات مستقبل أكثر إيجابية. ذكريات الماضي يمكن أن تساعد في الحفاظ على المشاعر الحالية لتقدير الذات ويمكن أن تسهم في رؤية أكثر إشراقا في المستقبل. تشير نتائجنا إلى أن الحنين إلى الماضي ، من خلال تشجيع التفاؤل ، يمكن أن يساعد الأفراد على التغلب على المحن النفسية “.
رابط المقال الأصلي: https://www.sciencedaily.com/releases/2013/11/131113080220.htm