ليومك الأبيض ربما عزيزي القاريء تذكرت الآن المثل الشائع الذي يقول “خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود”. أعوذ بالله وأبعد الله عنا وعنكم هذا اليوم. للأسف من تردد على مسامعه هذا المثل وآمن به بالطبع ربط بين الإدخار وترقب اليوم الأسود؛ مع أن الإدخار سلوك حميد يمارس من أجل تحقيق الأهداف الكبيرة في أيامنا الناجحة والسعيدة. لذا إحذر عزيزي القاريء هذه الرسائل السلبية وكن متلقيا ذكيا، ولا تترقب وتنتظر الشر فيأتيك حتماً، وما أوجع انتظار المجهول وليس أي مجهول بل اليوم الأسود، أي الفقر. وأتذكر هنا فيديو نشره الدكتور أحمد عمارة استشاري صحة نفسية في الطاقة الحيوية في حسابه في الإنستجرام، عنوان الفيديو ( أنت المسؤول واختار الآن )، حيث يقول فيه: إن الإنتظار من الشيطان، والشيطان يعدنا الفقر. قال الله تعالى في كتابه الكريم : (( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ )) ، فالأولى إذن أن نتبع الله الغني لا الشيطان والفقر. واعلم أن ما تظنه في الله سبحانه وتعالى سيتحقق، وهذا اختيارك ومسؤوليتك. أعود إلى موضوع الإدخار ، فالإدخار سلوك ليس بالسهل، ولكنه ممكن مع خطة شهرية بسيطة تقوم فيها باستقطاع جزء من راتبك تقريبا ٢٠٪ من الراتب، وخبيء هذا المبلغ في مكان لا تصل إليه بسهولة حتى لا تفكر به وتصرفه في أبسط ظرف، ولكي تحافظ على هذا السلوك ضع لكل مبلغ تدخره هدفا معينا تنوي تحقيقه، وعندما تصل إلى المبلغ المطلوب، فبإمكانك أن تصرفه في تحقيق هدفك مع وضع جزء آخر للطواريء، ويفضل أن تعنون هذا المبلغ ( بمبلغ الطواريء ) بدلاً من ذلك اليوم المذكور في المثل. إن التركيز على الإدخار والسعي لشراء ما تنوي يجلبان لك التساهيل بإذن الله، وعن تطبيق الإدخار سلوك حميد ومفيد ويجذب لك فرصا مالية جيدة؛ فالمال المدخر يجذب أموالا أخرى، وكل ذلك بتركيزك وسعيك ويقينك بالله. وأخيراً عزيزي القاريء اتخذ قرارك واعمل على إدخار ‘قرشك الأبيض لا ليومك الأبيض، بل ليومك ناصع البياض’ .
عايدة البلوشية