أمام موجة الانتقادات السنوية التي تطال الدراما العُمانية وخاصة في شهر رمضان، نقف هذا العام أمام إنتاج درامي رمضاني عماني واحد ثارت عليه شبكات التواصل الإجتماعي (#حارة_الاصحاب)، فانقسم المتابع ما بين ناقد وبين مدافع، وتكاد تصل التعليقات السلبية حول هذا العمل خليجيًا من خلال المتابع الخليجي للدراما العمانية، ومن هنا رصدت الصحوة آراء الجمهور المتابع وتواصلت مع المعنيين في العمل بهدف التعرف على آرائهم حول هذه الانتقادات.
رضى تام
أعرب المُخرج أنيس الحبيب مخرج عمل حارة الاصحاب رضاه التام عما تم تقديمه في العمل قائلاً: “الحمدلله أشعر بالرضى عمّا تم إنجازه في ظل الظروف التي صاحبت تنفيذ العمل لاسيما حرارة الطقس وضيق الوقت”.
وشاركه الرأي المخرج والممثل جاسم البطاشي قائلاً: “اجتهدنا منذ فترة طويلة لتقديم هذا العمل بكل صدق وعملنا على البحث في التفاصيل الدقيقة ولم نبخل بأي شيء كعادتنا في الأعمال التي نقوم بإنتاجها، ولكن لا يخلو أي عمل فني من الملاحظات وهو أمر طبيعي جدًا، وما زلنا نعمل على إنجاز المسلسل”.
ردود فعل سلبية!
“إذا تشابهت الأذواق بارت الأسواق”، كان هذا رد المخرج أنيس الحبيب حول سؤالنا عن ردة فعله بالتعليقات السلبية التي طالت العمل، مضيفًا إلى ذلك أن أي عمل درامي تتفاوت درجة الرضى عنه وأن ردود الفعل الإيجابية كثيرة كذلك.
وشاركه الرأي الممثل جاسم البطاشي قائلاً: “لا أراها سلبية إطلاقًا، فهناك من لم يرق له المسلسل وهناك فئة أخرى تتابع بإرتياح تام ولست أدافع، وإنما التجربة العملية الطويلة علمتني أن العمل الذي لا يعجبني قد يعجب غيري”.
لا داعي للسخط!
وعلى الرغم أن الممثل طالب محمد لم يكن جزءًا من العمل إلا أن كان له رأي حول موجة الإنتقادات التي طالت العمل، إذ يقول: “هي آراء إن جاز لي التعبير، أما السخط فأنا لا أعترف به لأن الفن أي فن إذا لم يكن مسيئًا للآداب والتقاليد ولم يمس بالحياة العامة فلا داعي للسخط تجاهه، وحكاية الأفضليه تذهب لذوق المشاهد، ثم وكما ذكرت عمل واحد فقط أدى لوجود ملاحظات أكثر، وللجمهور الحق فيما يذهب فليس من حقنا أن نحجر على آرائهم وملاحظاتهم بل علينا أن نتابعهم ونستفيد من المفيد ونترك كل ما لا ينفع منه”.
ويؤكد الممثل جاسم البطاشي قائلاً: “جميع الأعمال المعروضة خارج السلطنة تتعرض سنويًا لنفس الملاحظات وربما بشكل أقسى وهنا لا أقول بأن هذا هو النقد وإنما هو إنطباع لحظي مبني على رسائل حسية مجهزة سلفًا من المتابع”.
متابع دائم
حيث أكد الممثل طالب محمد على متابعته للدراما العمانية خلال شهر رمضان حتى وإن لم يكن جزءًا من المسلسل فيقول: ” أتابع كل شيء إسمه دراما ومن حيث أنه لا إنتاج سوى عمل واحد إذًا فهو من أولوياتي، كما أنني أتابع في أول ثلاثة أيام جميع المسلسلات على القنوات لأقف في اليوم الرابع على الإنتقاء حتى أبرمج وقتي”.
كما أكد المخرج والكاتب محبوب موسى على متابعته للدراما العمانية إذ يقول: “كان هناك حرص من المسؤولين على الأخذ برأينا سنويًا حول مستوى الأعمال المقدمة وذلك بهدف التحسين”.
أزمة سيناريو
يعتقد الكاتب والمخرج محبوب موسى أن ضعف مستوى حارة الاصحاب يكمن في مستوى السيناريو الذي تم تقديمه، حيث يقول: “هناك أخطاء كبيرة في السيناريو، وكاتب العمل ليس بكاتب درامي من الأساس، فالسيناريو غير الجيد ينتج عملاً ضعيفًا، حيث لابد أن تتوافر الموهبة في الكاتب قبل أن يبدأ بكتابة أي عمل للجمهور”.
في حين يقول مخرج العمل أنيس الحبيب: “السيناريو مكتوب بشكل جميل، ولكن الحلقات كُتبت على أساس أن مدة الحلقة 45 دقيقة وتم تقليص مدة الحلقة بعدها إلى 30 دقيقة وأثر ذلك نوعًا ما على إيقاع العمل”.
أين الكوميديا!
يعتقد الكاتب والمخرج محبوب موسى أن العمل الكوميدي من أصعب الأعمال التي يمكن العمل عليها والنجاح فيها فيقول: “يمكن بسهولة جعل المشاهد يبكي أو إيصاله لمرحلة التأثر من خلال مشاهد بسيطة كمشهد بين أم وإبنها، ولكن من الصعب جدًا أن تُضحك المشاهد، فحبكة الفكاهة جدًا معقدة، والمشاهد واعٍ جدًا”.
وحول تكرار الأعمال العمانية الكوميدية يعلق الممثل طالب محمد: “غير صحيح فنحن لم نقدم الكوميديا منذ 6 سنوات وتجربة هذا العام كانت جريئة لتجمع كل هذه الكوكبة من فناني الكوميديا في عمل يشترك فيه حتى كوميديانات الخليج والوطن العربي، ثم إن الكوميديا تحتاج إلى طرح مفتوح كثيرًا لا يستسيغه إلا من خلال التعود على الفنان المسرحي ذو الثقل، فالإنتقال إلى التلفزيون للفنان يجب أن يكون قويًا ومن الصعب قبول أي فنان في مجال الأعمال الكوميدية”.
أين الشباب!
وحول أكثر الملاحظات الذي تعرض لها العمل عبر شبكات التواصل الإجتماعي هو غياب الممثلين الشباب ممن برزوا عبر شبكات التواصل الإجتماعي والمسرح، يعلق الممثل طالب محمد على ذلك قائلاً: “من قال أنه هناك غياب لجيل الشباب، المشاهد الواعي يشاهد وجوه كثيرة تشترك مع النجوم ولها حضورها، ولا أدري ما المقصود بجيل الشباب، وأعتقد أن هذه الملاحظة تحتاج إلى وقوف ونقاش عقلاني لأنها تتكرر، على الرغم من أن كل النصوص اليوم تُكتب لجيل الشباب فما الضير إن تناولنا نجوم الأمس ونجوم اليوم والشباب وبالذات المسرحيين الجيدين والمؤثرين في الدراما العمانية بشكل عام، ولكن قد يكون السبب أن الإنتاج قليل والجهة المنتجه جهة واحدة فقط يعول عليها وهي التلفزيون”.
“هل يعقل لممثل في الأربعينات أن يمثل دور طالب في المدرسة!”، كان هذا رد الكاتب والمخرج محبوب موسى حول نظرته لغياب الممثلين الشباب في عمل حارة الاصحاب قائلاً: “تم الاستعانة بممثلين من دول أخرى كالبحرين ومصر ليس لديهم أعمال في رمضان، معتقدين أن بذلك سيزيد من قيمة العمل”.
النجومية إدمان
يضيف الكاتب والمخرج محبوب موسى حول غياب الممثلين الشباب عن عمل حارة الاصحاب قائلاً: “النجومية إدمان، فهناك ممثلين لم تعد تأتيهم عروض عمل لذلك يقبل بأي عمل أيًا كان حتى وإن أثر سلبًا على مكانته، وأتمنى أن يحصل الشباب على الأدوار المناسبة فهناك شباب مبدعين في عمان أفضل من الممثلين في أي مكان، ولا يمكن الاستعانة بممثلين من خارج عمان بهدف التسويق فقط”.
نجوم السوشيال ميديا
ويعلق مخرج العمل أنيس الحبيب حول موضوع غياب الممثلين الشباب في مسلسل حارة الاصحاب قائلاً: “أنا أقول دائمًا دعوا نجوم السوشيال ميديا على حريتهم، لا تقيدوهم بقيود الدراما الاحترافية وقواعدها، وإلا فسيفقدون الكثير من عفويتهم وتلقائيتهم التي بسببها اكتسبوا شهرتهم”.
سُمعة بلد!
ويعلق الكاتب والمخرج محبوب موسى حول تفاصيل المسلسل قائلاً: “نحن في بلد له تاريخ ومكانة، وبعض المشاهد التي عُرضت بهدف كوميدي هي ليست كذلك ولكنها تعيدنا للبدائية وتُظهرنا بصورة سيئة أمام المتابع حتى وإن كانت مشاهد حقيقة تحدث داخل كل بيت ولكن في الدراما هناك سقف معين”.
ويقول مخرج العمل أنيس الحبيب: “كثير من الانتقادات كانت حول اللهجة المستخدمة، وهنا أحب أن أنبه مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من الوقوع في هذا المنزلق بتعليقاتهم، فنحن مجتمع متماسك يحسدنا عليه الكثيرون، فأرجوا ألا نعطي فرصة للبعض بعد أن فشلوا في بث الفرقة المذهبية بيننا أن يدخلوا من باب المناطقية واللهجات، فكل اللهجات تبقى عمانية ويجب أن نفتخر بها كُلها”.
توقعات قادمة
“المسلسل ما زال يحمل العديد من المفاجآت”، كان هذا رد مخرج العمل أنيس الحبيب حول سؤالنا عن توقعاته بتغير ردود فعل الجمهور.
شُح إنتاج
وحول سؤالنا عن أسباب انتاج عمل درامي واحد فقط، أكد كل من الممثلين طالب محمد وجاسم البطاشي والمخرج أنيس الحبيب على وجود عملين آخرين متوقع عرضهما بعد شهر رمضان إضافة لأفلام سيتم عرضها خلال فترة عيد الفطر.