الصحوة – وفاء المهيري
الجروح التي تكونت فيك على مدار أيامك، وحدك فقط من يستطيع لمسها، تتصاعد المواقف مُشكِلةً لغات ثرية في صفحاتٍ متعددة، قد لا تقبل أي دار نشر التصريح لانطلاقها، وذلك لما تحمله من خليط قد يبدو غير متجانسًا، ولكنه أساسيٌ في تكوين محتوى الكتاب ذاك.
كذلك دروس حياتك التي تمر فيها، تبدو أن لا علاقة لدرس كهذا في أن تدخل فيه، تخوضه الآن وتجتازه، وفي مرحلةٍ ما تُبصر على أنه قد جهزك لتنطلق نحو الحياة التي تشبهك، أو ساهم بشكلٍ جلي في عودتك للاتصال برسالتك التي أتيتَ بها ومن أجلها للحياة.
الأخرام التي تكونت أثر دروسك هذه، لا أحد يستطيع لمسها للشفاء إلاك، هي بمثابة المنافذ التي ستجعل النور ينتشر فيها من خلالك، فاسمح لنفسك بأن تضع يدك برفق على مكانٍ ما شعرت بأن ما كتبتهُ يناديك إليه.
اسمح له بالتطهر بأي طريقةٍ تستلهمها من مرشدك الداخلي، أربت عليه وطمئنه بأنه قد وُجِدَ لتعبر من خلاله، تذكر بأن جميع ما تبحث عنه موجود فيك، أطلب علامة واستمع للكون وهو يناديك، تذكر بأنك أنت، والنفق ما هو إلا محطه عبور، قد تستريح في مقاعده، ولكن لا تنسى أن الوصول هو ما تريده أن يكون.
فاللهم إنا نعوذ بك من جهلٍ لم يجعلنا ندرك فيه صدق بصائرنا، نعوذ بك، من إهمال المسير والمستراح الطويل في نفق المشاعر الذي تصددنا فيه ولم نجد المخرج. نستعيذك، من ظلمة الدروس التي تحجب الضوء، جاعلةً أرواحنا خاوية نتيجة لألمها المقدَس. اللهم السلام و النور، اللهم لطفك، اللهم صدق العبور.
وفاء المهيري