الصحوة – ذكرى بنت راشد الهنائية
تتميز مرحلة الطفولة بأنها مرحلة صعبة تكون فيها نشأة الطفل من الصفر والتي ينبغي أن يلم فيها الأبوان بأساسيات فهم الطفل وتنشئته التنشئة الصحيحة البعيدة عن التكلف والتأطيرات العلمية واستخدام الأساليب المحببة للتعلم للأطفال، والأحرى فيهما أن يقوّما الاعوجاج السلوكي فيهما قبل التعديل لدى الأبناء لأن عدم القيام بذلك سيصعب الطريق على الأبناء وسيجعل خطاهم وتصرفاتهم خاطئة بسبب غياب المهارات الأساسية للتعايش مع المعطيات المحيطة بالطفل.
نتجاذب أطراف الحديث في هذا الحوار مع الأستاذ بخيت الشبلي مختص في تنمية مهارات التفكير والذكاءات والعلاقة بين التفكير واللغة والسلوك، واستشاري تطويرالسلوك الإنساني حول تطوير مهارات التفكير والذكاء لدى الأطفال .
تدرج مفهوم الذكاء عند الأطفال ، و آليات تشكله
حسب نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر التي تركز على أنواع مختلفة من الذكاءات وليس فقط على مقياس المعامل العقلي الذي لا يركز ولا يقيس إلا بعض القدرات من حيث اللغة والمنطق، يكون تعريف الذكاء هو القدرة على حل المشكلات؛ فبطبيعة الحال هناك اختلاف في مستوى الذكاءات من شخص لآخر فمثلا هناك إنسان ذكاؤه المنطقي أقل من الذكاء اللغوي وأن الإنسان الذي لا تكون له هذه الذكاءات بشكل طبيعي من حيث المقاييس نصفه بأنه يمتلك ذكاء حدّي وهو ذكاء أقل من المستوى الطبيعي وفي هذه الحالة يستدعي تدخل مبكر خاص لرفع مستوى الذكاء إلى مقداره الطبيعي.
القدرة على تحديد الذكاء الطبيعي من الحدّي
نستطيع ذلك من خلال الاختبارات والمقاييس المختبرة من قبل المختصين والتي يمكن تطبيقها على الطفل من سن ثلاث سنوات .
كما ينبغي التركيز على وعي وثقافة الأسرة؛ ذلك لأن الأسرة للأسف تقيس نوع واحد من الذكاءات وهو المتعلق بالتحصيل الدراسي فإذا كان الطفل متمكنا من العد والحساب إذا يصف بأنه شخص طبيعي ذكائيا ، وهذا لا يعتد به وحده في تقييم سويّة هذا الطفل ذكائيا .
نستطيع كذلك اكتشاف الذكاء عند الطفل من خلال مقارنته بالآخرين من الأطفال، في أثناء ذلك ستلاحظ الأم تأخر النطق والمشي وغيرها .
طبيعة التفكير لدى الأطفال
في فترة المهد، يركز الطفل على سكنات وحركات المقربين منه ويبدأ الكشف عن ما حوله من خلال السمع والنظر واللمس ؛ فالطفل في بدء أمره ينطق الحروف مقطعة ؛مدى استخدام القدرات والحواس هي الحكم لمعرفة الطفل إن كان طبيعا في التفكيرأم لا .
لكن إن تقدم الطفل بالعمر يصل لست سنوات مثلا ولا يزال ينطق الجُمل بطريقة متقطعة هنا وجب الذهاب إلى اختصاصي نطق وتخاطب ، والذهاب لعمل اختبار الذكاء المعمول به من قبل المختصين .
ما نراه من مناشدة للمثالية من قبل الوالدين بأن يكون الطفل ملتزما هادئا لا يقوم بضجة حركية في غير سليم وينبغي التنبه إلى أن الطبيعي في الطفل أن يكون كثير الحركة ، فعندما يذهب الطفل لمحل البقالة إن لم تجده يطلب هذا ويريد هذا ويتلف بعضا من ما حوله فالذكاء الحركي مهم ليساعد الطفل إنه يحبو ويستجيب لما حوله، فينبغي في ذلك مراقبة سلوك الطفل وتفحصه بعناية من خلال المواقف التي يحدثها .
كيفية توظيف الآباء والأمهات مهارات التفكير الناقد والإبداعي في ظل أزمة كورونا
هناك مصطلح مهم هو “تعقيم البيئة من حول الطفل ” معنى ذلك تهيئة البيئة من حول الطفل بكل ما يمكن أن يسهل له عمليات نمّوه واكتشاف البيئة من حوله واستخدام حواسه بطريقة طبيعية؛ لكن ينبغي التنبيه على التدرج على إعطاء الطفل فرصة ليحاول بنفسه في حل المشكلات البسيطة التي تصادفه حتى يعتد سلوك التصرف الحسن، فإذا صادفه مواقف صعبة كإنغلاق الباب أو نسيانه في باص المدرسة مثلا يستطيع التصرف وينقذ نفسه من تأزم الموقف.
فبصورة عامة ينبغي للأم والأب معا أن يكثفا جهودها لتفعيل الحوار بين الأطفال ومعالجة ما يعتلج طريق الطفل من عرقلات مختلفة ، ربما يمكن لهما أيضا أن يوقعا أطفالهم في مشكلة مصطنعة لجعل الطفل يحاول حلّها لأن حل المشكلات يشجع الطفل على التفكير وتوظيف عقله لجلب الحل ، ويمكن الاستفادة أيضا من التدريبات التي تنمي العقل في الشابكة ، ولا ننسى نظام التعلم من الأقران لأنه هو الأكثر فعالية من بين الأساليب الأخرى.
كما أنّ رؤية عمان 2020 قائمة على مهارات تطوير القرن 21 ومن بين محاورها الاهتمام بالإبداع و الإبتكار وهذا يدل على أهمية هذا الجانب في النهوض بالأجيال والسعي الحثيث لتطبيقه.
توجيه الأطفال بطريقة غير تأطيرية بأساليب ممنهجة تربويا وعلميا.
الطفل الذي يتلقى الجفاف في التعامل بمعنى أن يُطرح عليه الأوامر بأسلوب مباشر ذلك يجعله لا يستفيد منها ولا يتعلم منها ولا يتحقق فيها إلا رغبة ولي الأمر في التنفيذ، فلكي يصبح الطفل مستفيدا من والديه بطريقة تربوية ممنهجة ينبغي أن نشرك مهارات التفكير الناقد والإبداعي وتنميتها بالطرق المتاحة وإحياء الخيال للطفل بجعله مثلا يقول نهاية قصة ليس فيها نهاية ، كذلك ينبغي أن لا ننسى دور المدرسة والإعلام فالجميع مشترك في تنشئة الطفل، وهذا يجعل المسؤولية أكبر لأن الأطفال مختلفي التفكير والذكاء وباب الدخول إليهم من خلال المكافآت واللعب حتى يكون التعلم محببا لهم وسهلا في ذات الوقت على الطرفين.