الصحوة – مسقط
- الدراسة طورت منهجية علمية شاملة تكفل مرونة سلاسل التوريد تحت كل الظروف.
- الدراسة توصي بالتحول الرقمي في الشركات العمانية، عبر تحليل التقنيات المتقدمة للثورة الصناعية الرابعة ودمجها في القطاع الصناعي.
- الدراسة تكشف أن القطاع الخاص بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات لتحسين مرونة سلسلة التوريد الخاصة به لتقليل مخاطر سلاسل التوريد الناجمة عن تأثير التحديات العالمية.
أثبتت دراسة بحثية علمية حديثة أجراها الباحث الرئيسي الدكتور أحمد ماهر، أستاذ مشارك في كلية النقل واللوجستيات بجامعة مسقط وفريقه البحثي بعنوان تأثير جائحة فيروس كوفيد19 على سلاسل التوريد في سلطنة عمان أن تطوير مرونة سلاسل التوريد تعد من أهم أدوات القرارات الاستراتيجية في خضم جائحة فيروس كوفيد19 وفي عصر الثورة الصناعية الرابعة، والتي تم تمويلها من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ضمن البرنامج البحثي الاستراتيجي لمواجهة جائحة كوفيد19.
وحول أهداف هذه الدراسة قال الدكتور الباحث الرئيسي: إن هذه الدراسة هدفت إلى إجراء تحليل شامل لتحديد إدارة مخاطر ومرونة سلاسل التوريد، ومواءمة المساهمات الجوهرية لهذا المشروع في مجال البحث، كذلك تحديد وتعريف ومناقشة دور قدرات المرونة الداخلية تجاه الأعمال التجارية المرنة، و تحليل دور عوامل التمكين لمرونة المصادر الخارجية تجاه الأعمال المرنة، كذلك هدفت إلى وضع تصور لإطار شامل لمرونة سلاسل التوريد الداخلية والخارجية .
وحول أسباب إجراء هذه الدراسة قال الدكتور أحمد ماهر: إن رؤية هذه الدراسة انبثقت نتيجة لتفشي فيروس كورونا حول العالم، مما أدى إلى حدوث خسائر اقتصادية في الأسواق المالية العالمية قدرت بأكثر من 40مليار دولار وفقا لمكتب اللوجستيات في عام 2020، ومن المتوقع أن يكون لاستمرار الجائحة العالمية الحالية (كوفيد 19) تأثير أكثر حدة على سلاسل التوريد العالمية، مضيفا أن الشركات تحتاج إلى بذل المزيد من الجهود والاستثمارات لتحسين مرونة سلسلة التوريد الخاصة بها بحيث تكون أكثر استعدادًا لتقليل المزيد من المخاطر والتعطل في سلاسل التوريد الناجم عن تأثير التحديات العالمية مثل آثار جائحة كوفيد 19.
وقال الدكتور أحمد عن محتوى الدراسة: إنها عملت على تطوير منهجية شاملة لتطوير سلاسل توريد مرنة يمكنها الصمود والتعافي بعد إصابتها بأزمة أو اضطراب كما هو الحال مع جائحة فيروس كوفيد19، حيث اتخذت الدراسة منهجًا موسوعيًا ثلاثي الأبعاد لمساعدة الشركات بصورة عامة والعمانية بصورة خاصة وذلك لتحسين وتطوير مرونة سلاسل التوريد الخاصة بها، وتحسين استجابتها للاضطرابات العالمية من خلال التحليل والتطوير والاستكشاف.
وأضاف الباحث الرئيسي: من الناحية النظرية تمهد هذه الدراسة الطريق للمزيد من البحوث حول تأثيرات كوفيد19 على سلاسل التوريد العالمية، أما من الناحية العملية فهي ستوفر المعرفة والأطر المطلوبة التي من شأنها دعم مديرو سلاسل التوريد لحماية شركاتهم من الأحداث الطارئة، وأضاف: أنه حينما يتم نشر نتائج هذه الدراسة سيصبح القطاع الأكاديمي في عُمان من بين أوائل الجهات على مستوى العالم التي قامت بإجراء البحوث العلمية حول تأثير مخاطر الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية وكيف يمكن تجنب مثل هذه الاضطرابات في المستقبل .
وأضاف الدكتور أحمد ماهر الباحث الرئيسي في الدراسة البحثية: إن هذه الدراسة أثبتت إن مرونة سلاسل التوريد في سلطنة عمان تكمن في وجود المزيد من الموردين المحليين مقارنة بالموردين من الخارج، إضافة إلى بناء مزيد من التعاون والنمو المشترك من خلال (زيارات الموردين) المتكررة من قبل قسم المشتريات والتي لن تكون سهلة بالنسبة للموردين من الخارج، إضافة إلى تعزيز جانب الرؤية فيما يتعلق بمرونة سلاسل التوريد وذلك عن طريق المناقشات وجهاً لوجه والتي من شأنها أن تحسن مشاركة المعلومات، وإجراء عمليات تدقيق وفحوصات للموردين بشكل دوري أكبر.
وأشار الدكتور الباحث: إن التضمين التدريجي لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة مثل البدء بتطبيق إضافي لأجهزة الاستشعار وتقنيات تحديد الهوية بموجات الراديو في جميع مراحل سلاسل التوريد، و زيادة الاهتمام بإدارة مخاطر سلاسل التوريد سيعمل على مرونتها بجودة أكبر، مؤكدا أنه يمكن القيام بذلك من خلال مزيد من التعاون بين القطاعين الصناعي و الأكاديمي، وأردف بالقول: هنا يتوجب على المؤسسات الحكومية ذات الصلة استكشاف اللوائح القانونية الممكنة لتطبيق التوريد المرن للمواد الخام والأجزاء والمنتجات الهامة.
وحول تطبيق توصيات هذه الدراسة أكد الدكتور أحمد ماهر، الباحث الرئيسي في الدراسة: إنه من الأهمية رؤية مشاريع علمية ممولة لاستكشاف التحديات والاحتياجات تجاه التحول الرقمي في القطاع الصناعي العماني، وذلك من خلال تحليل متعمق للتقنيات المدرجة، وكيف يمكن دمجها في القطاع الصناعي.