الصحوة – سليمة بنت عبدالله المشرفية
بعد حربٍ امتدت لأكثر من أربعين في مواجهة القوتين الأعظم في العالم يرفع الأفغان راية النصر عبر حركة طالبان التي ما فتئت تجاهد المحتل الأمريكي بعد سقوط دولة المحتل السوفييتي واندحار قوته لتعطي هذه الحركة البسيطة في عددها وعدتها دروسا للعالم أجمع نستخلص منها الآتي
١.الإيمان بالقضية والإخلاص لأجلها
لقد آمنت حركة طالبان بعدالة قضيتها إيمانا عميقا انعكس على ثباتها في وجه العدة والعتاد الأمريكي كما وحّدت قضيتهم كلمتهم فلم يتفرقوا ولم يتنازعوا ولم يتزعزعوا عاملين بقوله تعالى”ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” وهذا الفارق نراه جليا في بعض الثورات التي غاب عنها مبدأ الإخلاص فصارت أحزابا تقاتل بعضها بعضا وماتت قضيتهم!
٢.البقاء للمستمر
عرفنا في ما مضى أن البقاء للأقوى فجاءت مثل هذه المواقف لتعلمنا أن البقاء للمستمر ؛فإن العدو كثيرا ما يعزف على وتر الوقت وتطويل أمد الحرب ليفت في عضد عدوه ويململه من حياة التقشف وعناء الحروب الطويلة إلا أن ذلك لم ينفع مع طالبان فظلوا على نضالهم ذاك حتى مل عدوهم منهم فولى هاربا من شدة بأسهم وصبرهم الطويل
٣.الرؤية الواضحة وقوة اليقين
متى ما كانت الرؤية في عين الجماعات واضحة والهدف المراد لا غبار عليه فإن الأمل في تحقيقها كبير وقد كانت الحركة منذ انطلاقتها واضحة الهدف منطلقة في ذلك من إيمان قادتها بموعود ربهم ، تجلى ذلك في مقولة قائدهم الروحي الملا عمر رحمه الله في عام ٢٠٠١ م حينما قال: “لقد وعدنا الله بالنصر ووعدنا بوش بالهزيمة وسنرى أي الوعدين أصدق”
هذا ومع جلاء القوات الأمريكية بثت الولايات المتحدة الأمريكية وكعادتها في مثل هذه المواقف تحذيراتها للعالم من كون هذه المنظمة الأفغانية هي منظمة إرهابية ستعيد الشعب الأفغاني إلى عهود الظلام وكأنها حينما حكمت الشعب الأفغاني طوال هذه السنين كان يعيش الشعب الأفغاني في ظلها في نعيم وقد تجسد تعليمها لذلك الشعب المغلوب في عدد أولئك الذين حاولوا التعلقِ بطائرات المحتل لاعتقادهم أنها تُركب كالسيارات!
ولقد استنزفت الولايات المتحدة الأمريكية الثروات الأفغانية ومقدراتها طوال سنين احتلالها لها كعادتها في احتلال أي بلد وقتلت منهم فوق ستين ألف إنسان فهي دولة تبحث عن مصالحها بالدرجة الأولى متجاهلة في سبيل ذلك مصالح أي دولة أخرى “فالذئب ما يهرول عبث” مثل ما يقول المثل الخليجي!