الصحوة – د.خديجة الشحية
صحوت ذات يوم على نفسية سيئة ومزاج مفعم بالسوداوية، وكمية كآبة لا أعلم من أين أحاطتني أو من الذي أدخلني فيها!!!
هل كان علي بذل الجهد والمساعي لتغيير تلك المزاجية، وهل كان علي أيضا أن أبحث عن بدائل لتلك الحالة وهل ، وهل؟؟
نعم كان لابد أن أخرج من تلك الحالة وبأسرع ما يمكن ،لأتغلب على القادم من توابعها ،منغصاتها ومن الراحة صفر في نهاية المطاف ،إن استمرت!
استجمعت كل طاقتي وقلت لنفسي المزاج السيء يجلب سوء و التفاءل يجلب الفرح، والشعور بالإبداع يجعلني مبدعة، والشعور بالإنجاز يصنع لي الإنجاز الباهر، والشعور بالغنى يصنع لي الغنى ..وهكذا
كم أنا امرأة قوية لأقلب كل ذلك على المزاج البغيض الذي كان ليدمرني ، ويكره المحيطين بي، ويخرجني من دائرة أعمالي وهواياتي واهتماماتي، اجتهدت لكي استحضر مرادفات النفسية الجيدة.
وشحنت نفسي بطاقة لا أدري كيف حضرت وكيف سيطرت وكيف تشكلت لي بأمانة بدأت بأول تلك المحفزات وهي الجلوس على مكتبي في منزلي قمت بإزالة الصحف والأوراق وبعثرة الأقلام وقناني الماء الفارغة، وفتحت من خلفي النوافذ الثلاث بعد أن رفعت الستائر من أمامها، ادخلت هواء نقيا مغايرا لما كان موجودا قبلها، سحبت التقويم ،ونظرت لما ينتظرني من أعمال، دورة تدريبية هنا وأخرى هناك ،دعوة للقاء وفعالية وغيرها من الأعمال.
وهكذا ، ألا يفترض بي أن أكون بمزاج طيب لأتفاعل مع كل تلك المناشط كل ذلك الحراك يحتاج ارتياح ومنطقة مفعمة بالوهج والتألق والإيجابية والتناغم مع المحيط الخارجي ليتسلل النجاح والتفوق لأجندة أعمالي.
سرعان ما تعدل مزاجي بمجرد أن رأيت كل تلك التواريخ المعدة ، والارتباطات والأعمال وكمية الانجازات التي تنتظرني على عجل لإنجازها وانهاءها.
نعم هذا ما يجب أن يكون لا يوجد مكان للإحباط بيننا، فنحن من نقهر الصعب ونذلل العقبات ونرهق الحزن ونبيد الكآبة، قاتلك الله أيتها الكآبة لا تحلمي بأن تكوني مفترستي أو ضحيتك، فأنا قادرة على سحقك هناك ورميك بعيدا عني، لست متخاذلة، ولست أقل من المتوقع، أنا من تصمد أمام مطبات الحياة.
تغلبت أخيرا على ذلك الشعور، واسترجعت حيويتي المعهودة، ورتبت أفكاري وبدأت كما ذكرت سلفا بمكتبي، ثم بالكتابة، ثم ارتشفت كثيرًا من الشاي الأحمر بالهيل فهو المفضل لدي لا أكره القهوة، ولكني من محبي الشاي بكل أنواعه، لدرجة أني زرعت شتلات الشاي والزعفران في باحة منزلي والليمون، أعرف ما دخل الليمون، هو مهم كأوراق وكثمار لنكهة الشاي، أتذكر وأنا صغيرة ،كانت أمي وزوجة عمي يضعون أوراق الليمون الصغيرة بدلة الشاي الأحمر
واستمتع بطعم الشاي بعدها لدرجة الرغبة بشربها كاملة.
طقوس لمزاجات طيبة مليئة بالانتعاش وكمية الروقان،
هذا ما نحتاجه فعلا .. ليس أكثر من مزاج هادئ، وليس أكثر من راحة نفسية مفعمة بحب الحياة، من الضروري أن نحب الحياة، لأنها جميلة ولأن الله وهبنا أياها، لا يجب أن نهدرها بسبب أمزجة تتعامل معنا وتعكر أوقاتنا.