الصحوة – فوزية بنت عبدالله الشحية
يُعدُّ المنتخب العماني لكرة القدم واحدًا من رموز الفخر والاعتزاز في سلطنة عمان، حيث يمثل الوطن في المحافل الرياضية الإقليمية والدولية. ومن خلال أدائه وإنجازاته المتميزة، أصبح المنتخب مصدراً للإلهام والتلاحم الوطني بين أبناء الشعب العماني.
فالمنتخب الوطني العماني وبكامل تشكيلاته ليس مجرد فريق رياضي؛ بل هو رمز للوحدة الوطنية فعند مشاركته في البطولات، يجتمع العمانيون من مختلف المناطق لدعم المنتخب والوقوف إلى جانبه قلبا وقالبا رجالا ونساءا أطفالا وشبانا ، وهذا ما يعكس روح التضامن والحب للوطن ويرسخ أهم المبادئ التي تربى عليها كل عماني على هذه الأرض الطيبة فمن مسندم إلى ظفار تُرفع الأعلام، وتتعالى الهتافات، وتُزيّن الشوارع بألوان العلم العماني وتتوالى المسيرات في مشهد يُجسد التلاحم الوطني كما يتهافت أبناء الوطن للحجز وشراء التذاكر والسباق للجلوس على مقاعد المشجعين في مشهد تتسارع معه نبضات قلب كل عماني متعطش للفوز وإثبات الذات فلم تكن الطريق أمام هذا المنتخب سهلة، فقد مر بتحديات وصعوبات عديدة، إلا أن عزيمة اللاعبين ودعم الجماهير والقيادة الرشيدة أسهموا في تحويل هذه التحديات إلى دافع للمزيد من العمل والتقدم ومما يؤكد على أن هذه المنتخب المناضل يحمل روح كل هذه التحديات أنه مليء بالمحطات التاريخية التي أثبت فيها العمانيون قدرتهم على المنافسة والتميز في المحافل الإقليمية والدولية ، من المشاركة الأولى في بطولات الخليج إلى تحقيق لقب البطولة في نسختي 2009 و2017، وتراجع المنتخب في بطولات أخرى وتذبذبه بين الفينة والأخرى وعودته مؤخرا بكامل قوته وتكتيكاته الكروية الرياضية كل ذلك شاهداً على روح الإصرار والعمل الجاد وهذا يؤكد لنا على الدوام أن منتخبنا الوطني العماني هو أكثر من فريق رياضي؛ إنه رمز يعكس الهوية الوطنية والروح القتالية والطموح الذي لا يعرف حدودا ًو كل مباراة يخوضها المنتخب، وكل إنجاز يحققه، هو فصل جديد في ملحمة وطنية تُكتب بعرق اللاعبين ودعوات الجماهير ودعم القيادة والأشقاء الأصدقاء .
ختاماً، سيظل المنتخب الوطني العماني مرآة لحب الوطن، وملحمة تروي قصة شعب متحد خلف رايته، يصنع المجد ويكتب التاريخ بحروف من ذهب فأنت يا منتخبنا الوطني كفيتو ووفيتوا.