الصحوة – الزهراء سنيدي
مثّلت فاطمة المعمرية نساء عُمان جميعهن عندما وقفت على المنصة لتتسلّم جائزة لوريال- اليونسكو للمرأة في العلوم، وكانت المعمرية قد شَغُفت بالفيزياء والبحث العلمي لتستحق في النهاية حصادَ هذا الشغفِ وهذا الحب، حاورتها “الصحوة” لترصد للمتابعينَ الكِرام نِتاج مسيرة المعمرية الحافلة.
عرفينا أكثر عنك، من هي فاطمة المعمرية؟
فاطمة المعمرية، أستاذ مساعد في قسم الفيزياء بجامعة السلطان قابوس، حصلت على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة ليدز بالمملكة المتحدة في عام 2016، التحقتُ بجامعة ليدز بعد حصولي على الدكتوراه كباحث زائر بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، أهتم بالبحث التجريبي في المادة المكثفة في علم المغناطيسية وعلم spintronics (الإلكترونيات الدورانية).
في الوقت الحالي أعمل كأستاذ مساعد في جامعة السلطان قابوس، حيث ينصب مجال عملي بتدريس الفيزياء لطلبة الجامعة، بالإضافة إلى اهتمامي وشغفي الكبير بمجال البحث العلمي.
نبارك لك فوزكِ بجائزة زمالة لوريال- اليونسكو، أخبرينا أكثر عن هذه الجائزة؟
جائزة زمالة لوريال- اليونيسكو للمرأة في العلوم للشرق الأوسط هو تعاون بين مؤسسة لوريال ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، تهتم المبادرة بتمكين المرأة ودعمها في مجال البحوث العلمية، ويتم فيها اختيار باحثات متميزات بناءً على القاعدة البحثية المميزة والتي تترجم في النشر العلمي لهذه البحوث، وكذلك يتم اختيارهن على البحث المقدمّ ومدى صلابته وافادته للمجتمع والعلم، هذه السنة تمّ اختيار ٤ باحثات من منطقة الشرق الأوسط لمرحلة ما بعد الدكتوراه، وباحثين لمرحلة الدكتوراه.
حدثينا أكثر عن بحثك الفائز، وكيف يمكن أن يساهم في الإثراء المعرفي في السلطنة؟
بحثي هو عن تصنيع مواد مغناطيسية جديدة بديلة للعناصر الأرضية النادرة واستخدامها كمكون رئيسي في انتاج الطاقة. وبطبيعة الحال المواد المغناطيسية تلامس حياتنا اليومية وتتمركز في معظم الأجهزة ابتداءً بالأجهزة البسيطة ومروراً بالتكنولوجيا الحديثة كأجهزة الهواتف الذكية والكمبيوترات المحمولة، حيث أن السعة التخزينية لهذه الأجهزة تعتمد على المواد المغناطيسية المصنعة منها.
المواد المغناطيسية كذلك موجودة في الأجهزة الطبية كجهاز الرنين المغناطيسي وأيضا في الصناعات. هذا بالإضافة إلى انتاج الطاقة باستخدام توربينات الرياح وفعالياتها ترتكز على قوة المادة المغناطيسية المستخدمة، وفي الغالب تكون هذه المواد من العناصر الأرضية النادرة التي تعتبر غير متوفرة بكثر للتصنيع الاقتصادي، وكذلك هي سامة ولها أضرار بيئية كبيرة، بحثي يستهدف تصنيع مواد بديلة لهذه المواد الأرضية، ولكن باستخدام مواد صديقة للبيئة، ونطمح من خلال هذا البحث أن تكون المواد المصنعة ذات قوة تفوق العناصر الموجودة حالياً.
توربينات الرياح وغيرها من المصادر البديلة للطاقة هي محور اقتصادي مهم في السلطنة نظراً لما آلت له أوضاع النفط. فالعمل على تطوير أساسيات تُمّكن من تطويرها سيكون له دور كبير للمنطقة. البحوث لا زالت في المرحلة للتجريبية ونطمح بنتائج فاعلة.
صفي شعورك لحظة إعلامك بالفوز؟
كان لحظة جداً جميلة، شعرت بها بالفخر، وجمال الانجاز.
ما هي خططك المستقبلية؟
أسعى إلى إكمال مسيرتي البحثية، وأتمنى كذلك أن يكون لي دور كبير في تحفيز الجيل الحالي وتشجيعهم على اتخاذ موقف إيجابي تجاه التعلم والبحث العلمي والابتكار، حيث أن التركيز على البحوث العلمية وإنشاء مراكز بحثية لها في تزايد مستمر نظراً لأهميتها. ووجود الجيل الشاب في مجالات البحث العلمي مهم جدًا.