الصحوة – نوال الرشيدية
أتعالى حدود الغيم .. أحاول أن أُناطح السحاب يتراءى لي بأني سأختبئ بين الغيوم .. أهرب من هُنا …ألتحف سماء بعيدة عن هذا الكون من حولي أجري بِلا نهايات أبحث عن تلك النقطة التي بنهاية السطر أو الواحة التي في آخر غيمة .. أكتبني هنا أُطيل تأملي أسكن توحدي أدون حروفي التي سأجعلها تتطاير كأوراق ورد صغيرة كأوراق الخريف … تتناثر هناك تحتويها مدن الحب .. ردهات المقاهي الأنيقة … الشوارع المبللة بالمطر هل لي أن أتهاوى في منتصف غيمة ؟
هل لي أن أُعاند ذلك الكبرياء الذي يُبقيني حائرة بالمنتصف ؟
هل لي من خطوات أجري بها لاهثة أن لا أتوقف ؟
أُغمض عيناي لأجدني أعلى تلك الغيمة الوردية التي تنتظرني من ملايين اللحظات .. تبتسم لي تهنئني الوصول .. فأجدني وقد تقلدت قلادتي قلادة مضيئة بالنور نسجتها أنوار النجوم .. الشمس أو ربما بعض أضواء خافتة من أضواء قمر … وإسوار وخاتم مرصع بالضوء مطبوع بحرفي … وقلم يُشبه الإشراقة ودفتر وروح تبقى عالقة هُناك تعانق الحلم .. أرتديني ملكة يتناثر هناك عبق عطري … وورودي .. فأكتبني أعلى تلك الغيمة رواية لها بداية
لكنها بلا نهايات .. رواية مغموسة بحروف حب
أبطالها مازالوا يسكنهم حلم … تتناوب أرواحهم ما بين السمو والسقوط … أرواح لا تحمل أجسادهم عدا الحب …
أكتبني إلا أن تتمرجح بي تلك الغيمة تأخذني بين زوايا ليل بعيد طويل فأغفو أعلاها مبتسمة طفلة غلبها النُعاس … انتظر شمس تُضئ زواياي وأقلامي شمس تملأ محبرتي …و إشراقة تعيد البريق لقلادتي وأساوري وردائي … فأصحو بين جنبات صباح فاخر صباح مربوط بعناقيد حب … صباح يشرق بإشراقتي وحضوري