الصحوة – عواطف السعدية
مما يُحير العقول اليوم أننا نرى أزمة حقيقية وواقعا لا جِدال فيه ، ألا وهي الوظائف التي تحكي لنا أزمة حقيقية، وأمام ناظرنا كل الأمور مُبهمة، نسأل أنفسنا: ماهو الهدف أو السبب في التأخير.. وما هي الحِجج التي تتراءى للبعض والصمت الطويل ؟..الأسئلة كثيرة وتحتاج الى جواب..
المعاناة الحقيقية والتي اليوم أغلب الشباب يواجهونها هي التأخير والعقيد، فقد أصبح الفراغ يُشكل خطورة لواقع نخاف منه مستقبلا، والاكتفاء بالعمل المناسب غاية كل شاب وشابة، فلايُعقل أن تمضي تلك السنوات التي قُضيت بين تلقي العلم والمعرفة والسهر لساعات متأخرة من أجل كسب المعرفة أن تضيع هباءً منثوراً ليصل الجميع إلى منصة التتويج والفرحة بانتهاء المرحلة حتى ينتقل إلى مرحلة العطاء والبذل من أجل حياة هانئة واستقرار معنوي ونفسي ومادي ليُقبل على الحياة وهو معطاء ومخلص لتكملة الرسالة على أجمل وجه.
اليوم نحن بحاجة إلى سواعد الشباب وإبراز طاقتهم ومعرفتهم حتى يُصبح هذا كله نِتاج خبرة ودراسة أثمرت ثمارها .. التشجيع وتسهيل كل العقبات من شأنه أن يُحفز شبابنا اليوم للعمل وبذل الجهد من أجل أن التطوير والالمام وجعل مصلحة الوطن أولوية حتمية، وهذا لابد له من سعي حثيث جبُار من حيث التسهيل بالشروط وعدم التعجيز للمتقدمين. فهناك فرص للتأهيل والتدريب ومن بعدها التوظيف، والاشتراط بالدرجة العلمية الكبيرة لا داعي له، حيث أراه تعجيزا لا ترغيبا في اكتساب المهارات، واللغة لا تحتاج إلى شهادة عالمية معتمدة هي فقط من جهد الشباب الطموح والكل يحتاج إلى إهتمام ومراعاة من هذا الجانب، وليس صعبا أن يتعلم ويُنمي القدرات الذهنية بل الصعب هو التعقيد والاحباط ووضع العراقيل أمامه.
ومما نراه اليوم هناك أُسر كثيرة وصل بها الحال إلى تراكم الديون عليها، وقد يكون الأغلب منها يعاني الفقر من نواح كثيرة كغياب رب الأسرة سواء بوفاة أو مرض مما يجعل الأسرة تصل إلى القروض والديون بالرغم أن هناك شباب يستطيعون العمل لتحسين الوضع المادي، وهناك أخرى متعففه لاتلجأ إلى المساعدة وتبحث عن وسائل وبدائل من أجل توفير لقمة العيش لأبنائها.
نتمنى أن نرى واقعا بهذا الأمر.. ونحتاج الى وقفة وعمل وتنفيذ والبُعد عن العراقيل، فالوطن يحتاج لأبنائه وبهم تمضي مسيرة البناء والتعمير من أجل توفير حياة كريمة وفرص عمل مناسبة للجميع، ومن أجل أن يعمٌ الاستقرار بكل أسرة.
نسأل الله التوفيق والسداد لكل من سعى ويسعى إلى الأخذ بأيدي تلك الطاقات للمنفعة العامة، وحفظ الله عُمان وأهلها من كل شر و ومكروه تحت القيادة الحكيمة لقائدها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وأدام عليه بدوام الصحة والعافية والعمر المديد بإذن لله.
دمتم أوفياء ودامت عُمان بخير ورخاء..