الصحوة- أثير الندابية
هم ليسوا ظلا، هم أشخاص مثلنا، نتشارك معهم المجتمع ذاته، لكن لديهم ما يميزهم، فقط أنصتوا واسمعوهم، ليس بهم عيبًا أو نقصًا، كل ما في الأمر أنهم بحاجة إلى من يحتضنهم ويشجعهم للظهور أمام العالم ليثبتوا بأنهم موجودون فعلًا. هم المتأتئون، ويشكلون نسبة 1% من سكان العالم ما يعادل 70 مليون متأتئ حول العالم. وتأتي مبادرة “اسمعني” لإيصال أصوات المتأتئين إلى المجتمع لتكون أول مبادرة عمانية للتأتأة شعارها “تحدث نسمعك”، وهدفها متأتئ متحكم بالتأتأة، ومجتمع واعٍ بها. الصحوة التقت بيعقوب النعماني رئيس مبادرة “اسمعني” للحديث عن المبادرة.
- حدثنا عن المبادرة من أسسها؟ ومتى تأسست؟
أنا من فئة المتأتئين الذين تمكنوا من التحكم في التأتأة، اعتدت في اليوم العالمي للتأتأة الذي يصادف 22/ أكتوبر من كل عام أن أقوم بأي عمل يخدم هذه الفئة. وفي اليوم العالمي للتأتأة في 2019 بدأت البذرة الأولى للمبادرة عندما قررت مع زميلي هلال الذهلي نائب رئيس المبادرة أن نجمع المتأتئين تحت مظلة واحدة. بدأنا بالعمل فورًا واستطعنا تكوين مجموعة مكونة من 12-15 شخص تقريبًا، أطلقنا عليها اسم “المتأتئون العمانيون”، بعدها كان لابد من أن نكون تحت غطاء قانوني فاحتضنتنا اللجنة الوطنية للشباب كمبادرة وهكذا انطلقت مبادرة “اسمعني” رسميًا في 2020، وقريبًا سنكون تحت مظلة “جمعية المرأة العمانية بالسيب”.
- ما الخدمات التي تقدمها المبادرة للمتأتئين؟
الدعم النفسي لهم، كذلك نقدم لهم دورات تدريبية للتحكم بالتأتأة، ودورات في مواضيع مختلفة مثل ريادة الأعمال وأمن المعلومات وغيرها؛ لتشجيع المتأتئ على التحدث. كما خصصنا يومًا واحدًا من كل أسبوعين لاستضافة أشخاص ملهمين نجحوا في التحكم بالتأتأة للحديث عن تجاربهم، أو مختصي تخاطب، على “لايف الإنستغرام”. بالإضافة إلى تقديم استشارات لأولياء أمور المتأتئين.
- كم عدد الأشخاص المنضمين للمبادرة؟ وهل يقتصر الانضمام للمبادرة على المتأتئين أم يمكن لغير المتأتئين الانضمام؟
يبلغ عدد المنضمين للمبادرة حاليًا حوالي 85 شخصًا. ولا يقتصر الانضمام للمبادرة على المتأتئين فقط، وإنما هناك متطوعين من غير المتأتئين من داخل السلطنة وخارجها، انضموا للمبادرة، كما انضم إلينا مختصي تخاطب كمتطوعين معنا.
- هل هناك تجاوب من أولياء أمور المتأتئين مع الاستشارات المقدمة لهم من المبادرة؟
نعم هناك فئة كبيرة من أولياء الأمور يتفاعلون معنا ونتلقى الدعم المعنوي منهم. خاصة المتأتئين ممن هم في سن المراهقة هناك تواصل دائم مع المبادرة من قبل أولياء أمورهم. في المقابل توجد فئة منهم غير مهتمين فبعد أخذ الاستشارة من المبادرة لا نلتمس تفاعلًا واضحًا منهم.
- ما الغاية التي تطمح المبادرة للوصول إليها؟
دمج المتأتئين مع المجتمع. والوصول محليًا وإقليميًا للمتأتئين ومساعدتهم لإظهار أنفسهم والتسويق لأنفسهم كمتأتئين، أمام الناس. وخلق مجتمع واعٍ. ومتأتئ قادر على التحكم بالتأتأة وتطوير نفسه، وباستطاعته أن يصنع لنفسه بصمة وإنجازات تذكر؛ ليساهم كغيره في بناء المجتمع.
- ماذا يريد المتأتئون من المجتمع؟
نريد أن يعلم أفراد المجتمع بأن هناك فئة من المتأتئين يعيشون بينهم، فليبادروا لضمهم للمجتمع. وألا يتنمروا عليهم ولا يسخروا منهم، ويمنحوهم الفرصة للحديث بحرية دون مقاطعتهم. ونقول للمجتمع “اسمعونا ولا تشفقوا علينا”.