الصحوة – سعاد بنت سرور البلوشية
تُشكل الشبكة الخليجية لضمان جودة التعليم العالي بدول مجلس التعاون(GNQAHE) التابعة للأمانة العامة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي إنطلقت في أكتوبر 2016م، نقطة تحول وإنطلاقة نحو رفع مستوى جودة التعليم العالي بدول المجلس ليصل إلى مستويات عليا تحقق متطلبات وتطلعات دول المجلس لتحقيق التنمية المستدامة.
وبناءً على أهداف تأسيس الشبكة الخليجية، التي تعكسها رؤية الشبكة “أن تكون الشبكة منصة متميزة للتواصل والتكامل بين الجهات المعنية بجودة التعليم العالي بدول مجلس التعاون، وتطوير أنظمتها للمنافسة دولياً”، وأيضا تحقيق رسالتها “الإرتقاء بعمل الأنظمة المعنية بضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي بدول المجلس وتكاملها”*، التي لن تتآتى للأهداف المرجوة من تأسيس الشبكة الخليجية إلا من خلال الإيمان العميق من قبل جميع الجهات المعنية بضمان جودة التعليم العالي بدول مجلس التعاون بضرورة وأهمية الإرتقاء بجودة ومعايير مخرجات التعليم والتعلم بمؤسسات التعليم العالي بدول المجلس.
وسوف تكون الشبكة الخليجية محطة أنظار الخبراء والمسؤولين والمهتمين بموضوعات ضمان جودة التعليم العالي بدول المجلس، والتي من خلالها يتم تبادل الخبرات وأفضل الممارسات وتقديم الدعم والمشورة للتطوير والتحديث المستمر، وذلك لمواكبة مستجدات جودة التعليم العالي الدولية ومتطلبات التنمية المستدامة**، حيث أصبحت جودة التعليم العالي أحد أهم ركائز الإقتصاد المعرفي والذي من خلاله تحقق الدول الرفاه الإجتماعي والاقتصادي لمواطنيها.
وتعمل الشبكة الخليجية لضمان جودة التعليم العالي لتنفيذ الخطة الاستراتيجية، والتي تم اعتمادها من قبل لجنة وزراء التعليم العالي والبحث العلمي بدول مجلس التعاون، والتي تضمنت عدداً من الأهداف الاستراتيجية والمبادرات، كما يواصل مكتبها التنفيذي ومقره مدينة مسقط جهود التنسيق والتواصل مع الجهات المعنية بجودة التعليم العالي بدول المجلس لتحقيق الأهداق وتفعيل المبادرات، وفي سلطنة عُمان يتم التواصل مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار والهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم*.
إن الدور المهم الذي يلعبه التعليم العالي في مستقبل الأفراد والوطن، يعكس توجهات الدفع بعجلة التحول نحو الاقتصاد المبني على العلم والمعرفة، وتحقيق التميز العلمي والعملي وصولاً إلى مجتمع المعلومات، الذي يُشكل ركيزة أساسية من ركائز وجود هذا الشبكة وذلك على غرار الشبكة العلمية والشبكة الأوربية والأسيوية.
فالأمم لا تنهض إلا بالتنمية البشرية، ورأس المال البشري أساس وركن أصيل في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، فالتغيير والتحسين المستمر بجودة التعليم العالي والارتقاء بمعايير ومقاييس الجودة سينعكس آيجابا على نتاج هذه الخطط التنموية، ومن الأهمية بمكان بأن تقوم الجهات المعنية بجودة التعليم العالي والعام من العمل على مواكبة تطورات التعليم، وتحسين فلسفة نقل المعرفة والإستفادة من التجارب الدولية والبدء من حيث ما إنتهى له الآخرين في ذات المجال،
فالقدرة على استقراء واستشراف المستقبل والتميز في ابتكار برامج وخطط وتقنيات لطرق تدريس غير تقليدية ذات قيمة مضافة تلبي احتياجات الأجيال القادمة والبيئة التي يعيشون فيها، بمثابة مصفوفة تعكس جوهر التحول المنشود الذي نأمل أن يؤتي ثماره دائماً.
كما أن ربط التعليم بالصناعة والإقتصاد، والاهتمام بالبحث العلمي والابتكار والتدريب، أحد أبرز التغييرات التي شهدتها السلطنة خلال فترتها التعليمية والتي بدأت منذ سنوات طويلة، كخطوة جادة تحمل الكثير من الإيجابيات والفوائد التي ستساهم في رفد سوق العمل بمخرجات ذات مؤهلات علمية متنوعة، رامية إلى خدمة الوطن والعمل على إرتقاءه ورفعة شأنه.
إن فكرة تأسيس الشبكة الخليجية لضمان جودة التعليم العالي بدول المجلس تُعتبر نقطة تحول في الإرتقاء بجودة التعليم العالي، وتُشكل لبنة أخرى من ثمار العمل الخليجي المشترك، كما أن قيام الخبراء والمختصين والمسؤولين بجودة التعليم العالي بمناقشة مستجدات جودة التعليم العالي، والإستفادة من تجارب الدول الخليجية والإقليمية له الأثر الكبير في تحسين جودة التعليم ونقل المعرفة والتجارب الناجحة بكل سهولة ويسر، والشبكة الخليجية بمثابة الجسر الذي من خلاله يتم التواصل لنقل المعرفة وإنتقال الكفاءات والبحوث العلمية، والتي من شأنها المساهمة في تحقيق الاستجابة السريعة للمتطلبات والتطلعات التي ينشدها الفرد والمجتمع، من خلال الاهتمام بجودة التعليم العالي والتركيز على توافق الأنظمة والمعايير مع الأهداف الفردية والغايات الوطنية لتحقيق تطلعات دول المجلس.
*المصدر مطوية شبكة جودة التعليم العالي بدول مجلس التعاون الخليجي