الصحوة – عمر المعني
شخصية الزهراء المثابرة والطموحة والخلاقة التي اتخذت من مرضها الدافع للتألق والسطوع بتأليف كتاب “ماذا بعد الحلم” والذي يتحدث عن قصة واقعية ملهمة بروح متفائلة بالأمل، على أمل أن تغدو عباراتها شعارا ونورا لأحدهم يوما، على أمل أن يستجمع شتات ذاته بكلماتها. رغم التحديات ولكن صدق الأيمان بالله وقوته والمثابرة التي لا تعرف المستحيل، ألتقت “الصحوة” بالشابة العمانية المثابرة الزهراء بنت سالم الهاشمية المحاربة لمرض العظماء (الصرع) ومعلمة رياض الأطفال ومؤلفة كتاب “ماذا بعد الحلم” وكاتبة ومدربة في التنمية البشرية وتطوير الذات وناشطة في المجال التطوعي.
وبسؤال الزهراء عن قصة رحلتها مع مرض الصرع من عمر الثالثة إلى عمر الخامسة والعشرين، قالت وهي مفعمة بروح الأمل: أن المعاناة وكفاح المرض ليس بالشيء السهل ولكن الإيمان بالله والتوكل على الله كان دافع للمقاومة والتحلي بالصبر والأمل، فقد كانت مرحلة الطفولة تتمحور حول المستشفيات ذهابا وإيابا، كانت البداية في رحلة البحث عن علاج للمرض، وفي عمر الحادية عشر، بدأت رحلة البحث عن العلاج دون كلل أو ملل في خارج السلطنة وبالتحديد في المملكة المتحدة دون فقدان بصيص الأمل، ولكن ما زالت نوبات الصرع تتردد بين الحين والآخر إلى أن شفيت من هذا المرض بعد كفاح طويل معه في سنة 2019 حيث كان الخلود للسلام والشفاء التام.
من رحم المصيبة تولد الحياة المضيئة، هذا ما قامت به الزهراء من استلهام فكرة كتاب “ماذا بعد الحلم”، حيث راودت هذه الفكرة الزهراء من الواقع الذي تعيشه، حيث كانت تنتظر هذا الحلم منذ سن الطفولة وهو حلم الشفاء فكان السعي للوصول إليه بشتى الطرق والسبل المتاحة، إلى أن تحقق هذا الحلم ولكن ماذا بعد الحلم؟ هي العافية.
وبسؤال الزهراء حول قدرتها على استلهام الأفكار الإيجابية وهي في رحلتها مع المرض بنفس الوقت، فقد أشارت إلى أن القوة الجبارة دائما تنبع من صلب الألم، فالمرض ساعد في صقل الشخصية وجعلها قوية وصلبة ومتزنة، ويوم بعد يوم تغيرت نظرتي وتفكيري اتجاه الحياة، وذلك بإيماني بمرضي ولأن مصيبتي كانت تشعرني بمصيبة الآخرين من هم في حال أصعب.
وبالنسبة لدوافع اختيار عنوان “ماذا بعد الحلم”، فما هو إلا تمثيل للقصة التي مرت بها الزهراء لامتزاجه بالألم والأمل والحاضر والماضي.
وقد وجهت الزهراء رسالة لكل مصاب بمرض العظماء مرض الصرع، بأن كل ما يحدث في الحياة هو هبة من الله، وهي تؤمن بأن الحب الرباني ابتلاء، لكن لا لليأس من رحمة الله مهما تثاقلت عليك الأيام والسنوات لأن الله قادر على تغيير كل شيء في لحظة.