الصحوة – ريشة الرسام تنطق وتعبر عما يدور في خياله لينقل لنا فنًا متفردًا في تفاصيله الجميلة، فالرسم من أهم الفنون الجميلة التي تعبر عن الواقع وقضاياه، وتتجلّى من خلال لوحات الفنانين أفكارهم وثقافتهم، وفي ظل التقنية الحديثة والطفرة الرقمية في هذا العصر المتسارع والتطور الحاصل في الأجهزة الإلكترونية أصبح من الضرورة أن يتجه الفنان التشكيلي إلى اللوح الإلكتروني؛ لممارسة هوايته لأهمية مواكبة التطور في جميع الجوانب، حول هذا المووع ألتقت “الصحوة” بالمبدعة والرسامة أفراح المعمرية.
أفراح المعمرية حاصلة على بكالوريوس الفنون الجميلة من الكلية العلمية للتصميم، استمدت شغفها منذ طفولتها من خلال القصص المصورة، التي كانت تحاول أن تقلد رسم شخصياتها، إلى جانب تشجيع معلمة الفنون في المدرسة على ممارسة هوايتها، وأشارت إلى أن الفنان التشكيلي “فينسنت فان جوخ” هو ملهمها في موهبتها.
وتملك المعمرية حساب على موقع التواصل الاجتماعي “الانستجرام” يتضح من خلاله توظيفها للتقنية الحديثة في الرسم؛ وتقول المعمرية بهذا الخصوص: “دائماً ما كنت أطلع على كل ما هو جديد فيما يخص التقنيات المستخدمة في إنتاج الأعمال الفنية، وشدت انتباهي في الآونة الأخيرة تقنية الرسم الحديثة باستخدام برامج وأجهزة مختلفة، بحيث تتيح للفنانين بمختلف اتجاهاتهم وأساليبهم الفنية بابتكار أعمال فنية رائعة بسهولة وبدون الحاجة لأدوات كثيرة أو مساحات واسعة، وهذا ما جعلني أضم هذه التقنية جنباً إلى جنب تقنيات الرسم التقليدية التي أعتدنا عليها. وأيضاً لإيماني بأن الرسم الحديث سيكون هو المسيطر مستقبلاً.”
وتذكر المعمرية، أن الاستمرار في ممارسة الرسم هو المفتاح الأساسي لتطوير هذه المهارة، ومواكبة التغذية البصرية بشكل دائم، وتجربة تقنيات وأفكار فنية جديدة.
وعن خططها المستقبلية تقول المعمرية: “أعمل حالياً على تطوير موهبتي أكثر وإيجاد أسلوبي الخاص بي كفنانة لأتميز وأُعرف به عن غيري من الفنانين، وأريد أن أنشئ مدرسة خاصة تدرِس الفن مستقبلاً إن شاء الله”.
وأخيرا ترى المعمرية، أن موهبة الرسم لها أهميتها في المجتمع كأي موهبة أخرى، فهي من الوسائل المهمة لتصوير الأحداث الجيدة أو السيئة ومختلف القضايا التي يمر فيها المجتمع، أو التي يعيشها الفنان نفسه، ومنذ القدم لطالما كان الرسم هو الحاضنة الثقافية لهوية المجتمع، بدأً من الرسم البدائي على جدران الكهوف في العصور الحجرية إلى الرسم الحديث الذي نشهده في وقتنا الحاضر. فلطالما صوّر الرسم الأحداث الملحمية التي مر بها الناس سابقاً وحياته اليومية وأفكاره؛ ولا ننسى بأن فن الرسم هو طريقة للتعبير وتجسيد الجمال الذي يمد عالمنا المادي بالجمال والمشاعر التي يوصلها الفنان للمشاهد.