الصحوة – خالصة بنت محمد البشرية
في ظروف مفاجئة أجبرت المؤسسات التعليمية بتغيير مسار التعليم التقليدي إلى مسار التعليم التقني. الأمر الذى أوقع الكادر التدريسي تحديدا في دوامة من التفكير، وكيف يمكن أن يتحدى هذه العواقب ليصبح التعليم ذا مرونة في مواجهة تحديات لم تكن في الحسبان. لم يظن أن لكل تحد له آفاقه الإيجابية التي من شأنها أن تجعل المدرس والطالب محترفا تقنيا في استخدام البرامج التقنية التي كانت مجهولة الاستخدام لا سيما أبسط التطبيقات في الحاسب الآلي. لم يدركوا بعد أن جائحة كورونا هي التي ستفتح لهم الآفاق لتعلم المزيد من المهارات الرقمية التي هي بمثابة ثورة تكنولوجية بات التوجه نحوها خيارا لا مفر منه في ظل أزمة عصفت بمختلف منظومات الحياة العامة.
نعم إنها بمثابة التحول الرقمي السريع الذي أتاح للمعلم والطالب أن يكتسبا قدرا جيدا من الوسائل التقنية التي من شأنها تسهيل نظام التعليم وخلق فرص ابتكارية للمدرس لكسب مهارات تكنولوجية لإيصال المعلومات للطلبة في وقت وجيز. هذا الأمر أفرز مع الوقت رغبة لدى الطالب في تجويد مهاراته وتعزيز خصلة البحث العميق وتمكين نفسه في وضع بدائل متعددة في مجال التقنية، والتي أسهمت من خلالها رفع مستواه التعليمي، وسهلت له سبل التواصل مع المدرس باستخدام أدوات تواصل رقمية شتى.
إذا ما وضعنا في تصورنا واقع المنظومة التعليمية بعد جائحة كورونا، فسنجد أن الجائحة جعلتنا نعيش في بيئة تعليمية فريدة متغيرة المفاهيم حتى بعد انقضائها. ففي نظري ومن واقع تجربة شخصية أجد أن الكوادر التدريسية والطلبة سيفضلون الاستمرار على طريقة التعليم الإلكتروني التي هي أصلا إحدى محاسن كورونا. الأمر الذي سيعيد النظر في طرائق التعليم واستراتيجياته بشكل ذكي مواكب جميع الظروف والأزمات أيا كان حجم تأثيرها.