الصحوة – محمد بن خميس الحسني
زمان قيل في تربية الأبناء الكثير من النصائح والحكم بعض تلك النصائح تخللتها العادات القديمة المتوارثة أبا عن جد وحمل بعضها طابع الحكم والأمثال فكان قديما عندما يريد أبا أن ينصح أبنه يضرب له مجموعة من الأمثلة الدالة على كيفية التأدب وتعلم القيمة والأخلاق الحميدة .
التربية قد تختلف في أساليبها ونوعها من جيل لآخر وهناك تشابه في النتيجة والمضمون كما أن النتيجة تختلف في مستوى سرعة إستجابتها فأحيانا تكون سريعة وتكون متوسطة وبطيئة، فترة التربية المؤثرة أنواع قصيرة ودائمة فالقصيرة مفعولها لا يطول كثيرا ودائمة تكون ملازمة للفرد حتى مماته.
التربية القديمة كانت في مجملها مفيدة وهادفة على الرغم من اعتمادها على وسيلة الضرب فقط وذاك الفعل تختلف معه التربية الحديثة والتي تدعو لعدم استخدام وسيلة العقاب كالضرب مطلقا لأن أسلوب الضرب عندهم تعتبر هدم للتربية وليس بناء.
التربية الحديثة تعتمد على أساليب متعددة منها الترغيب والترهيب أسلوب ناجح بنسبة كبيرة وفي هذه التربية أسلوب الفشل ضئيل فيما لو مضى في نهج قويم وعلى أسس علمية صحيحة.
التربية القديمة تعتمد على مقياس الضبط والإلتزام الدائم والتزام بالقيود التي فرضتها عليه تربيته وبيئته فنجده في النهاية يسير على خط مستقيم ويرفض التربية الحديثة لأنها تعاكس ميوله وإتجاهاته.
منبع التربية الصحيحة سواء القديمة أو الجديدة تعتمد على النقش في الصغر مثل النقش على الحجر فالبداية هنا تعليم وتدريب الطفل الصغير ذو السنتين على مبادئ التربية السليمة ولعل البعض فينا يتسأل هل العمر السنتين مناسب لتلقي التربية.
بكل تأكيد مناسب جدا وأي أسرة بدأت بتهذيب أطفالها منذ الصغر واستمرت في متابعتهم لحد الكبر فستظهر لهم نتائج مبشرة سارة وسيكون ذلك الطفل المربى هو معلم للتربية الإنسانية والأخلاق الحميدة التي سيتفاخر بها.
إن التربية السليمة للأبناء هي القدوة وتغذيتهم بالصفات الحميدة والأخلاق الحسنة عن طريق غرسه بالقدوة وفعل الأعمال الصالحة دون تلقينه كما يحدث زمان وكذلك في وقتنا الحاضر.
عوده بطريقة غير مباشرة على ما تريد أن يأخذه منك من عادات وقيم وصفات حسنة تكون لديه طوال عمره ووجب الإشارة هنا لابد في تعليمنا للأبناء أن نضع نصب أعيننا جانب الثواب والعقاب بحيث نشير له عند ارتكاب أفعال مخالفة وسلوكيات سيئة ويكون هناك عقاب على نوع الفعل المرتكب الغير مقصود وكذلك في المقابل هناك ثواب وتعزيز للأعمال الحسنة التي يقوم بها.
البعض في وقتنا الحاضر يربي أبنائه على حسب العصر الذي يعيش فيه فتجده يترك له الحرية المطلقة لعمل ما يريد دونما الإشارة المسبقة لتغذية سلوكه وهنا تحدث الكثير من الأمور التي لا تحمد عقباه.
وهناك البعض من الآباء يترك تربية أبناءه لزوجته بحجة ليس لديه وقت لتربيتهم والبعض يتخذ في تربيتهم نموذجا من العقاب لا يأتي صوبه للحديث معه إلا عند الوقوع في الخطأ.
وختاما لنكن قريبين من أبناءنا وندربهم من السن الصغير المبكر عادة تحمل المسؤولية وفق مراحل متعددة أي حسب خطوات زمنية معدودة فعندما يكون عمره سنتين نغرس فيه أهمية التعلم عن طريق الأشياء الحسية البسيطة جدا ولما يكبر ويصبح عمره 4 أعوام نغرس فيه أهمية العلم ودوره في الحياة وايضا عن طريق الأشياء الحسية وهكذا لكل مرحلة لحين يصبح يافعا عنده ستكتمل معه التربية الناجحة.
نصيحة أحرص كل الحرص على تربية ابنك من الصغر وأكرر منذ الصغر لا تقول أنا ابني ما زال صغيرا أبتعد عن هذه العبارة نهائيا.