الصحوة – مارية البوسعيدية
تعد شركة أوكتال، الشركة الرائدة في تصنيع مواد التعبئة والتغليف في السلطنة، و من الشركات التي ظلت داعمة للمجتمع المحلي ومؤسساته للتصدي لجائحة كرونا ومتابعة تطوراتها، و إمداد المجتمع ومؤسساته بمستلزمات الوقاية من المرض، و تحقيقا لمفهوم المسؤولية الاجتماعية الذي يجب أن تستشعره كل مؤسسة على أرض هذا الوطن، والذي يشاد به لشركة أوكتال دعمها للتعليم واستمرارها في تقديم الدورات التدريبية عن بعد لمهارات الشباب ضمن خطط الشركة للمسؤولية الاجتماعية، و إيمانا منهم بأهمية تدريب قادة من الشباب قادرين على خدمة المجتمع، وكان للصحوة لقاء مع الفاضل أحمد بن عبدالله النجار ، مدير عام الشؤون الحكومية بشركة أوكتال؛ ليوضح لنا صورة التلاحم المجتمعي الذي حققته الشركة منذ بداية الأزمة، فوجهنا إليه بعض الأسئلة التي يتضح من خلالها خطة مدروسة كرّستها الشركة في خدمة المجتمع، وإدارة الأزمات.
كيف حققت شركة أوكتال مفهوم المسؤولية الاجتماعية في ظل أزمة التوظيف، والتسريح عن العمل التي خلفتها كورونا؟
منذ بداية الجائحة، نجحنا في أن نواكب كافة التغيرات التي تشهدها الأسواق كوننا وضعنا خطة دقيقة لاستمرارية الأعمال، وضمان تكاملنا التشغيلي خلال هذه الظروف والتحديات، وكوننا المصنع الوحيد لصفائح ورقائق البولي إيثيلين تيريفتالات (PET) في عُمان، نقوم بدورٍ مهم في استمرارية توريد حلول الأغذية والمشروبات؛ ليس على مستوى السلطنة فحسب بل أيضاً على المستويين الإقليمي والعالمي، ونظراً لارتباط عملنا بتوفير السلع والخدمات الأساسية، فقد تم السماح لنا بمواصلة عملياتنا على الرغم من حالة الإغلاق التام والقيود المفروضة، وفي الحقيقة، شهدنا ارتفاعاً غير مسبوق في إنتاج صفائح ورقائق البولي إيثيلين تيريفتالات ليتم استخدامها في معدات الوقاية الشخصية في مختلف أنحاء العالم، ونعمل الآن بمستويات إنتاجية عالية لنواكب الطلب المتزايد.
وفي نفس الوقت، نفخر بكوننا مثالاً يحتذى به في المسؤولية الاجتماعية حيث واصلنا المساهمة في الكثير من المبادرات المجتمعية التي ساعدنا من خلالها المجتمعات المحلية بالسلطنة، فمنذ شهر مارس 2020م، سخرنا ميزانيتنا للمسؤولية الاجتماعية لدعم الجهود الوطنية المبذولة لمواجهة التأثيرات المترتبة عن جائحة فيروس كوفيد – 19، بما في ذلك التبرع إلى الصندوق الوقفي لدعم الخدمات الصحية التابع لوزارة الصحة لدعم توفير المعدات الطبية، إضافة إلى تسخير مرفقنا العصري في صلالة لتصنيع معقمات الأيدي وأقنعة الوجه وتوزيعها مجاناً، ولم تقتصر جهودنا على ذلك فحسب؛ بل حرصنا على منح بكرات البولي إيثيلين تيريفثالات (PET) لتصنيع أقنعة الوجه للشركات المصنعة لتلبية الطلب المزايد.
كما واصلنا تقديم برامجنا ومبادراتنا لبناء وتطوير إمكانات الشباب ومهاراتهم القيادية، ففي أوكتال، لطالما كان دعم الشباب أحد الركائز الأساسية لبرنامجنا للمسؤولية الاجتماعية للشركات، حيث نؤمن أن تقديم كل أوجه الرعاية للجيل القادم سيؤتي ثماره. فقد حرصنا على تقديم مبادراتنا التدريبية عبر الإنترنت، وواصلنا تقديم برنامج ’القيادة الشبابية‘ لتطوير مهارات الخريجين، بالإضافة إلى شراء أجهزة كمبيوتر محمولة للطلاب الأيتام وكاميرات مراقبة أمنية ومظلات خارجية لعددٍ من المدارس الحكومية ، كما نسعى باستمرار إلى دعم الجمعية العمانية للأعمال الخيرية في شتى المجالات.
ما هي أبرز مؤسسات المجتمع المدني العاملة في القطاع الخيري، التي تعاونت معها شركة “أوكتال”، وخاصة في جائحة كرونا؟
نؤكد عبر استراتيجيتنا للمسؤولية الاجتماعية التزامنا الراسخ بدعم المجتمعات المحلية والمساهمة، وهو الأمر الذي يظهر جلياً في علاقاتنا المتينة وطويلة الأجل مع مختلف الجهات الحكومية والخيرية في محافظة ظفار، فخلال جائحة كوفيد – 19، كنا على اتصال وثيق مع وزارة الصحة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لضمان وصول تبرعاتنا والمعدات الطبية إلى من هم في أمس الحاجة إليها، ولم نغفل عن دعم التعليم الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من برنامجنا للمسؤولية الاجتماعية، حيث تعاونا مع وزارة التربية والتعليم وجمعية بهجة العمانية للأيتام لتوفير المعدات المدرسية اللازمة.
ما هي خطط الشركة المستقبلية لتعزبز المسؤولية المجتمعية ؟
لطالما حرصنا على المشاركة في دعم النمو والتطور الاجتماعي والتعليمي والبيئي والاقتصادي للسلطنة، ولهذا نواصل تحدي أنفسنا بشكل دائم لتقديم الأفضل عاماً بعد عام، وانطلاقاً من مكانتنا كشركة عُمانية المنشأ، فإن التزامنا بإيجاد قيمة مضافة طويلة الأمد في السلطنة، وفي قطاع التصنيع العالمي أصبح مهماً الآن أكثر من أي وقت مضى، وسنكون على أهب الاستعداد لخدمة السلطنة وشعبها دائماً ومتى ما دعت الحاجة إذ نؤمن بأن روح التعاون المشترك وتضافر الجهود هما السبيل الأمثل للتغلب على جميع الصعاب.
كما، ونتطلع لتحقيق استراتيجيتنا للمسؤولية الاجتماعية لهذا العام والتي تضم برامج تدريبية ومبادرات لتطوير المهارات القيادية هدفها تزويد الجيل القادم من القادة بالخبرات والمهارات لتحقيق رؤية أوكتال الرامية للمساهمة في ’رؤية عمان 2040‘ للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفي الوقت نفسه، سنحرص كل الحرص على إتمام كافة عملياتنا بأسلوب يدمج بين المسؤولية الاجتماعية وتوفير الطاقة وأحدث الابتكارات التقنية وبراعة التصنيع وتخفيض التكاليف وكل ذلك بأقل بصمة كربونية.
ما مدى أهمية أن تؤكد الشركات دورها الاجتماعي في أرض الوطن؟
نؤمن بالدور الهام الذي يلعبه القطاع الخاص في تمكين المجتمع المحلي وتوظيف الموارد المتنوعة لتنمية الاقتصاد الوطني وإيجاد مستقبل مستدام للبلاد، ويجب أن يترجم هذا الالتزام في جميع عمليات المؤسسات، سواءً من خلال تطوير مهارات الموظفين لتحقيق النمو المهني وتولي مناصب قيادية في القطاع، أو من خلال اتباع أفضل الممارسات الصديقة للبيئة، وفي أوكتال، ندرك أن الاستثمار في تمكين المجتمع المحلي وفئة الشباب على وجه الخصوص والذين يشكلوا جزءاً أساسياً من مسيرة النمو والتطور الاجتماعي والاقتصادي بالسلطنة، سيعود بالنفع على المدى الطويل لإيجاد مواهب محلية مستقبلية لقيادة القطاع، والتي ستلعب دوراً بارزاً في مواصلة رحلتنا لترسيخ مكانتنا كلاعب أساسي في مسيرة السلطنة نحو المزيد من التطور والتقدم.