تقرير – موزة الريامية
عُرفت رياضة “سباق الخيل” أنها إحدى الرياضات القديمة عند العرب ، والتي لا زالت تُمارس إلى يومنا هذا ، وُيقام لأجلها مسابقات دولية ، بالإضافة إلى السباقات المحلية ، و تُجرى سباقات الخيل منذ زمنٍ قديمٍ ويستمتع بمشاهدتها الملايين من الناس في أرجاء العالم حتى وقتنا الحالي ، وهي رياضة تعتمد على كل من سرعة الخيل ومهارة الفارس ، لذا فالنجاح في السباق مرتبط بجهد الاثنين معًا والذي يتطلب توفر البيئة المناسبة للتدريب و الممارسة.
في السلطنة ، تبدأ نشاطات مدرّبي وملاّك وفرسان الخيل في بداية شهر أكتوبر من كل عام ، حيث يبدأ موسم السباقات في هذا الشهر وينتهي الموسم بنهاية شهر أبريل حيث يُقام في هذه الفترة ما عددهُ 19 أو 20 سباقًا ، بحسب ما قاله أحمد بن سالم الكلباني ، مالك لخيل سباق ، “للصحوة” ، مما خلق عددًا من العقبات في هذا المجال ، فقد ذكر أحمد أن المشكلة تكمن في أن عدد الخيل في السلطنة كبير جدًّا وعدد السباقات لا يكفي مما يجعل نادي السباق أن يضع مجموعة كبيرة من الخيول تحت قائمة الإحتياط ، وذلك يكلّف المالك الكثير من المصاريف أثناء فترة توقف الخيل عن المشاركة .
و أضاف أن ” الجوائز ضعيفة ، فهي لا تكفي لتغطية مصاريف وقود السيارة للمدرب القادم من عبري أو من الشرقية أو من أي مكانٍ آخر حتى ، مع العلم أن هذه الجائزة الشحيحة يتم اقتسامها بين المالك والمدرب والفارس”.
و بالإجابة عن سؤالنا حول المحرّك الأساسي الذي جعلهم يُطلقون وسم (الفروسية العمانية تستنجد) على منصة (تويتر) والذي أصبح ضمن قائمة الأكثر حديثًا خلال اليومين الماضيين ، قال :” ذاك بسبب ضيق صدور المدربين ، حيث أننا نطالب بحقوقنا منذ سنواتٍ عديدة وقابلنا الكثير من المسؤولين وبعثنا الكثير من الرسائل على معظم أصحاب الاختصاص ولكن دون جدوى، مع العلم أن هذه الرياضة تخدم الكثير من الأسر العمانية حيث أن معظم المدربين لا يملكون وظيفةً ولا مصدر دخلٍ آخر ، وهذه الخيول هي الأمل الوحيد لهم فدمارها يعني دمار أسرهم وقد قمنا بإطلاق هذا الوسم بعد عناء طويل حيث أننا لم نجد حيلةً أخرى نحتالُ بها إلا مواقع التواصل الاجتماعي”.
حيث يقول أحمد: ” إننا ننتقل إلى مزرعة الرحبة وهي الهم الأكبر لملاّك الخيل ، فقد أهداها السلطان قابوس حفظه الله لملاّك الخيل في عام 2014 بعد أن كانوا قبلها يتسابقون على أرضية ميدان الفليج التابع للهجانة السلطانية والذي كان هو الآخر غير مؤهل لمشاركة الخيل على أرضيته ، فمزرعة الرحبة تقع في مكان حساس جدًّا في ولاية بركاء على مدخل ولاية مسقط للقادمين من اتجاه صحار وبالتحديد في منطقة الفليج ، و مساحة هذه المزرعة شاسعة جدًّا تكفي لإقامة مشاريع كبرى على أرضها وبما أن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس تكرّم بها على أصحاب الخيل فلماذا لا تكون مدينة متكاملة مخصصة للخيل كما نرى في جميع دول العالم ، حيث على سبيل المثال وللمقارنة فقط مضمار دبي الذي يطلق عليه اسم (ميدان) والذي يحتضن أغلى كأس في العالم وهو كأس دبي العالمي والذي يشارك فيه أعظم مدربي العالم الانجليز والأمريكان في كرنفال يستمر لمدة أسبوع كامل و يضم بالإضافة إلى المضمار معظم الخدمات الأساسية”.
ويرى الكلباني أن مزرعة الرحبة من الممكن أن تكون (جنة الخيل) من ناحية المساحة والموقع الاستراتيجي ، ولكن الجهات المعنية ترفض تسليمها لأحد المستثمرين أو الشركات ليقوموا بالإنتفاع منها بحسب ما ذكر ، حيث أنها في الوضع الراهن تفتقر لأقل المقومات الحضارية فلا يوجد شارع مسفلت يؤدي للمضمار ولا يوجد منصة جيّدة تسع للجمهور من داخل وخارج السلطنة. و أضاف أن ” الميدان سيء للغاية حيث أنه يحتوي على الكثير من الأحجار (الحصى) وقد رأينا إصابات كثيرة تحدث بسبب سوء الميدان وبعضها تؤدي لنفوق الجواد مثل الكسور “.
وقد لاقى وسم (الفروسية العمانية تستنجد) تفاعلاً كبيرًا من قبل المهتمين برياضة الخيل وتطويرها في السلطنة ، حيث بلغت عدد التغريدات في اليوم الأول من الوسم أكثر من (6) آلاف تغريده ، يدور معظمها حول مطالب للإهتمام بتطوير رياضة الخيل و تطوير كل ما يتعلق بها من مرافق ، بالإضافة إلى شكاوى المشاركين في السباقات من شح الجوائز المقدمة ، و عدم وجود سباق دولي للخيل في السلطنة.
حيث ذكر أحد المغردين في الوسم أنه في حين أن السلطنة عرفت رياضة الخيل منذ زمن إلا أنه لا وجود لسباق دولي واحد على الأقل معترف به تقيمه السلطنة وهو أمرٌ محزن.
وهناك مغردين اجتمعوا على مطلب تطوير مزرعة الرحبة ، وذلك بمطالبة وزارة الشؤون الرياضية بإكمال المرحلة الثانية من مشروع مزرعة الرحبة ، الذي يعتبرونه حق من حقوق ممارسي رياضة الفروسية ، وليس فقط من أجل السباقات.
الجدير بالذكر أن الوسم لا زال ضمن قائمة الأكثر حديثًا في السلطنة حتى اليوم السبت ، فقد بلغت عدد التغريدات فيه( 6124) تغريدة .