الصحوة – سعاد بنت سُرور البلوشية
أيام معدودات وسيحل علينا عيد الأضحى المبارك، والذي لن يكون كما اعتدنا عليه في كل عام، فأيامه الثلاثة الأولى، ستشهد إغلاق تام ومنع للحركة والتنقل، وفقا لقرار اللجنة العليا المكلفة بمتابعة مستجدات فيروس كورونا، وبلا شك أن كل الجهات الحكومية والمجتمع بأسره يتأهب للإلتزام بالقرار بغية كسر سلسلة الانتقال السريع لهذا الفيروس الذي انهكنا وانهك القطاع الصحي بحق، وإذا ما كانت الوقاية خيرُ من قنطار علاج، فإن الأمل يحدونا في وعي المجتمع بالإلتزام التام بقرار اللجنة العليا، لتصفوا لنا الحياة ويعود الوضع كما كان عليه قبل أن يعكر صفونا هذا الفيروس الشرس الذي هاجم دول العالم أجمع بصورة لم تعهدها أجيالنا على الأقل، لذا فإننا بحاجة ماسة لتعاضد الجميع “صغارنا وكبارنا” “ذكورنا وإناثنا” للخروج من هذه الأيام العصيبة بسلام وأمان وعافيه، لا يكدرها صفو فقد عزيز أو ذهول وحيرة من إصابة قريب.
فلنتوحد ولنلتزم بتوجيهات وقرارات اللجنة العليا التي ما أقرتها، إلا حرصاً على سلامة الجميع، ولأغراض تقليل عدد الوفيات والإصابات التي هزت أنحاء السلطنة خلال الفترة القليلة الماضية، ولنؤمن بأهمية التباعد بالتقليل من الاختلاط، والتوقف مؤقتا عن ممارسة الأنشطة الاجتماعية التي اعتدنا عليها، فالزيارات العائلية والتجمعات الأسرية ستأتي ان شاء الله عما قريب بعد انجلاء هذه الجائحة، لكن الأهم في الوقت الحالي أن نقي أنفسنا والمجتمع من شر هذا الوباء الذي لم يبقي ولم يذر، ولنتكاتف سواءً كنا عُمانيين أو مقيمين على تراب هذا الوطن من أجل حفظ النفس ووقايتها من فواجع الفقد والحزن.
إن التضحية بفرض إيقاف الاحتفاءات الجماعية بلحظات عيد الأضحى هي صدقاً محزنة، إذ شاءت الأقدار وعلى غير العادة والمألوف بأن لا صلوات ولا لقاءات، وكلها غاية في الأهمية إذا ما عُدنا إلى بوتقة التأثير الانساني والاجتماعي، ولكننا أمام اختبار كوني لا إرادة لنا جميعاً فيه، ولا نملك إزاءه إلا السعي نحو الالتزام بما يقي ويحفظ الروح والنفس، وإبعادها عن آية أخطار حتى نسلم وتسلم معنا أفئدة قريبة كانت أو بعيدة.
ستنقضي الثلاثة أيام على القاصي والداني سواءً طالت أو قصرت مدتها وستمر بين ليلةٍ وضُحاها…. وكأنها حُلم، ونعول فيها على الوعي المجتمعي وبشدة فالتجربة نحسب أنها نضجت لدى الجميع، وأننا بالتأكيد قادرون على تخطي هذا المصاب الثقيل، وكلنا يقين وثقة بأن حال وطننا سيكون أفضل بعد تلك الأيام التي حتماً سنعوضها بملاقاة ذوينا وأحبتنا وهم في خير وصحة.
شوختاماً حق علينا أن نشيد بجهود ووقفة كافة القطاعات في السلطنة يداً بيد للذود عن المواطن والوطن، فالعين الساهرة ستكون على أهبة الاستعداد لتوفير شتى أنواع المساندة لمن يحتاجها ويطلبها، مع جملة من التسهيلات التي ستلبي الاحتياجات اللازمة، وبعد ثلاثة أيام من المكوث في الدور والمنازل، حتماً ستعود الحياة لمجراها وسيعود التنقل متاحاً بحرية ودون آية قيود، وستغمرنا السعادة من جديد، ويضاعفها وجود أقرباؤنا ومعارفنا ورفاقنا من حولنا وهم فرحون لا يشكون وجعاً ولا مرضاً أو ألماً، دون أن يفوتنا الدعاء بالشفاء لكل مريض وإبداء عبارات الشكر والامتنان، لكل من التزم وتقيد وأذعن بكامل رغبته وبحس لا يتغير أو يتزعزع، لعموم التعليمات التي ستصبح يوماً من أجمل الذكريات التي سنسردها فيما بيننا.