الصحوة- مصعب التويجري
تقع ولاية بركاء في محافظة جنوب الباطنة، وتبعد عن مسقط حوالي 85 كم، ويقدر عدد سكان الولاية بحوالي 64526 نسمة، موزعين على أكثر من 51 قرية، يعرف أهل بركاء بخبرتهم في الزراعة وتربية المواشي، وأيضا صيد السمك، نظرا لموقعها على الشريط الساحلي لبحر عُمان.
توجد في بركاء العديد من المباني الأثرية القديمة مثل حصن بركاء وحصن الفليج، والعديد من الأبراج القديمة، والتي يصل عددها إلى 38 برجا، وتعد ولاية بركاء مركزا سياحيا حيث تحتوي على حديقة النسيم وجزر السوادي والشواطئ الرملية، كما تمتلك حصن بيت النعمان.
تم بناء حصن بيت النعمان في القرن السابع عشر، قبل ثلاثة قرون وربع لم تكن هنالك تلك الطرق والشوارع، فكانت الرحلات شاقة وصعبة للغاية، وفي يوم من الأيام قام العُمانيون برحلة بين مسقط ومقر حكم اليعاربة في الرستاق والحزم على ظهور خيولهم والإبل، وبعد أن بلغوا منتصف الطريق تم بناء حصن بيت النعمان، واستخدم كمأوى ريفي، وكبيت للضيافة لأئمة اليعاربة في رحلاتهم من عاصمتهم الرستاق وإليها، ويقال إنه تم بناء الحصن 1691-1693.
ويعرف أن حصن بيت النعمان تم بناؤه في عهد الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي، وتداولت الكثير من المعتقدات، حيث يعتقد أنه تم بناؤه كمبادرة من الإمام سيف بن سلطان اليعربي الذي يعد أخ الإمام، ويقال إن الإمام سيف بن سلطان اليعربي الذي خلف أخاه وجعله إماما، وقام الإمام بتشييد أسطول تجاري قوي، كان يعمل على تنشيط التجارة البحرية الخارجية، وتنفيذ مشاريع عديدة، منها إصلاح الأراضي في البلاد لكي يتم رفع الإنتاج الزراعي، حيث كان يهتم كثيرا بالزراعة، وفي فترة من الفترات كان مسؤولا عن حوالي ثلث الأشجار المتواجدة في أرض البلاد، ومن ضمن أوامره زراعة العديد من الأشجار التي تساعد على خدمة أهل البلدة ومنها 300 شجرة نارجيل وأكثر من 600 نخلة غرب حصن النعمان، حيث تتواجد التربة الخصبة، وتمتد بعض أشجار النخيل على عدة أميال باتجاه مغرب الشمس.
يتكون الحصن من ثلاثة طوابق، وهيئة المبنى رفيعة بسبب ارتفاع المبنى، كما أنه محمي بجدار مزود بفتحات، ويوجد مدخل وحيد عبارة عن باب خشبي ثقيل للغاية، ولكي تدخل إلى داخل الحصن يجب عليك أن تمر ببوابة خشبية منقوشة تحت قوس محدب، يتم وضعها على مستطيل مفتوح مصنوع من الجص المزخرف، وتوجد قاعة واسعة تنقسم إلى خمس غرف وبعضها بها سقف معقود.
ويستمد الطابق الأرضي الإضاءة من النوافذ المتواجدة أعلى الجدران، وتم تجديد حصن بيت النعمان عدة مرات، حيث قام الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي عام 1783-1749 بتحصينه بعد مرور قرن من الزمان على تشييده، فعمل على تعزيز أسواره وإضافة برجين للدفاع على محور خط قطري، مما يعطي الحراس قدرة على إطلاق النار في جميع الاتجاهات، وبهذا قد تحول المبنى من بيت ريفي إلى قلعة محصنة.