الصحوة – سليمة بنت عبدالله المشرفية
لم يشتهر عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى بقميصه الذي كان يشتريه بمائات الدنانير نتيجة الترف الذي كان يعيشه قبل توليه الخلافة
ولم تشتهر زبيدة زوج هارون الرشيد بحفل زفافها الذي كلف الملايين ولا بملابس الترف والبذخ التي عرفت بها قبل أن يغير الله حالها بعد رحلة الحج التي نقلتها من الا هدف إلى أسمى الأهداف بل اشتهرت بعيون المياه التي أجرتها حتى غدت رحلة الحج سهلة بتوفر المياه في الطريق من العراق إلى الحجاز ومتوفرة في أيام الحج بفضل الهمة العالية التي ألهمها الله زبيدة حتى أنفقت أغلب مالها في هذا العمل العظيم والتي بقيت آثاره إلى يومنا هذا
كثير منا يعيش على هامش الحياة وجل غاياته أن يشتري ما يريد أو أن يحقق لنفسه بعض الأمور المادية أو أن يعيش وفق ما يمليه عليه عقله الجمعي فيتزود بالشي الفلاني لإن فلانا اشترى منه ويختار الذوق الفلاني لإنه ذوق استساغته الشخصية الفلانية وهكذا دونما رسالة تخصه ولا هدف يرفع مكانته في العالمين
إن كل إنسان في هذه الحياة يحمل في جعبته رسالة هادفة سامية هي سر وجوده ففضلا عن الرسالة الجمعية لجنس بني ءادم المتمثلة في قوله تعالى”وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” هناك رسالة خاصة بكل فردٍ منا جاء لتحقيقها من عالم الغيب إلى عالم الشهادة وليحقق من خلالها عبوديته لله تعالى الخاصة به ، ولكن ما يحدث أن الكثير ينحرف عن رسالته وينشغل بسفاسف الأمور ،فينسى بذلك رسالته ويتجاهل حقيقته حتى يصبح نسخة من هذا أو ذاك!
لذلك حريٌ بالإنسان أن ينظر في نفسه عميقا ويتأمل ذاته ليصل إلى هدفه الرئيس الذي قدِم لتحقيقه فبهذه الرسالة العظيمة يتصل بذاته ويقدر نعمة وجوده وتصفو نفسه من شواغل الحياة السطحية وتكون له بصمة حقيقية خاصة به دون غيره من بني البشر وبذلك يخلد في سجلات التاريخ بالقيمة التي أضافها لخدمة الإنسانية إلى الأبد!