الصحوة- أثير الندابية
يقول محمود درويش: “والقهوة تعكس صانعها وحاملها:
لأن القهوة مرآة اليد واليد التي تصنع القهوة تشيع نوعية النفس التي تحركها وهكذا فالقهوة هي القراءة العلنية لكتاب النفس المفتوح والساحرة الكاشفة لما يحمله النهار وحامل القهوة من أسرار”. فالقهوة يستحيل أن يتشابه طعمها لأن لكل يد قهوتها فلا نفس تشبه نفسًا أخرى، فكيف إذا كان صانعها شغوفًا وعاشقًا لها، حتمًا سيكون الطعم مختلفًا متفردًا. ومع كثرة انتشار المقاهي أصبح الناس بحاجة إلى شيء فريد ومتجدد، فمفضلات الناس صارت تتغير سريعًا حتى فيما يتعلق بالقهوة باتوا يبحثون عن أنواع جديدة والبعض يبحث عن قهوة تشبه شخصيته. محمد الجهضمي شاب في الصف الثاني عشر لديه شغف في صنع القهوة وابتكار أنواع جديدة ترضي جميع الأذواق، يدير أحد المقاهي ويعمل فيه، الصحوة التقت به للحديث عن شغفه في مجال القهوة.
- حدثنا عن المقهى الذي تديره؟
في الأصل والدي رائد أعمال فتح المقهى واستلمت أنا أعمال إدارته. اسم المقهى “كلمنجارو” نسبة إلى “جبل كلمنجارو” وهو أعلى قمة في إفريقيا، ويرتبط بتاريخ العائلة. كما أنني أعمل باريستا في المقهى متخصص في صنع المشروبات وأمتلك خبرة ٤ سنوات في هذا المجال. تصميم المقهى كان من إعدادي، واخترت شبابًا عمانيين لتنفيذ أعمال الديكور والتصميم. في البدء كان عملي يقتصر على إعداد المشروبات لكن مؤخرا انتشر مقطع فيديو لي فأصبح الناس يزورون المقهى للقائي فخصصت جزءا من وقتي للحديث معهم.
- ما الذي يميزكم عن المقاهي الأخرى؟
الأسعار أقل من السوق مقابل الجودة الممتازة، وأيضًا القائمة متجددة دائمًا نضيف أنواعًا جديدة، وأحيانًا نغير المنتجات تمامًا نسحب من القائمة أحد الأنواع ونضيف آخر جديد. بالإضافة إلى أن السيروب الذي أستخدمه في صنع بعض المشوبات، أصنعه بنفسي، ولا يمكن أن يجده الناس بالطعم نفسه عند شخص آخر أو في مقهى آخر، كفكرة من الممكن أن يوجد عند الغير لكن الطعم مختلف تماما.
- ما المنتجات الذي يقدمها مقهى “كلمنجارو” للزبائن وما أشهرها؟
نقدم القهوة، والمشروبات الغازية مثل الموهيتو وغيره، كما يتوفر لدينا عصائر وتشيز كيك من مشاريع منزلية.
أشهر المنتجات مشروب اسمه “سجنتشر” وهو عبارة عن لاتيه مميز بالقرفة، ويعود سبب تفضيل الناس له كون فكرته مستوحاه من السينابون، وبسبب طريقة تقديمه المميزة، وطعمه المختلف.
- ما الفرص والتحديات بالنسبة لك؟
بالنسبة للتحديات التي تواجهني من ناحية السوق يكون دائمًا متغيرًا ومختلفًا، وكيفية تسخير الأشياء التي تمتلكها بطريقة مقبولة، والتحدي الأكبر يتمثل في الإدارة لأنها تحتاج لأشخاص متخصصين بينما أنا أدير أغلب الأمور بنفسي حتى فيما يتعلق بالتصوير والتصميم أعمل عليها بمفردي.
أما الفرص نمتلك قاعدة زبائن ممتازة، وقادرين على تجديد المنيو باستمرار مما سيسهم في توسيع دائرة الإقبال على المقهى وبالتالي زيادة الدخل ومنها توظيف أشخاص آخرين للعمل في المقهى.
- هل يطلب بعض الزبائن أن تقترح عليهم مشروبًا ما، وكيف تستطيع معرفة أذواقهم؟
نعم يوجد العديد منهم يطلبون مني أن أقترح عليهم أحد المشروبات، أستطيع أن أميز ما يفضله الشخص من خلال الحديث معه فأفهم من كلامه ما يريده، وفي بعض الأوقات أصنع مشروبًا خاصًا للشخص، وأحيانا في حالة وجود مشروب جديد طرحناه مؤخرا أقدمه للزبون على حسابي الخاص لتجربته. أضيف على ذلك أنه إذا كان الزبون شابًا فغالبًا سأقترح عليه الأنواع العادية، أما إذا كانت شابة فسأقترح عليها المشروبات الحالِية أو المشروبات التي نقدمها بطريقة جذابة كونهن أكثر اهتمامًا بالتقاط الصور ومشاركة لحظاتهن مع الآخرين.
- من أين اكتسبت خبرتك وما الذي تسعى لتحقيقه؟
اكتسبت خبرتي من والدي لأنه رائد أعمال، كما أنني أبحث في مواقع التواصل وشبكة المعلومات عن المواضيع المتعلقة بإدارة الأعمال والتسويق والمالية وغيرها، وأتحدث مع أشخاص متخصصين ولهم تجارب في المجال.
أطمح للتوسع في ريادة الأعمال، والعمل على جعل “كلمنجارو” علامة تجارية عالمية، وفتح مقهى خاصًا لي.
- نصيحة توجهها للشباب في هذا المجال؟
لا تقارن نفسك بغيرك فلكل شخص توقيته الخاص، لست متقدمًا أو متأخرًا عن أي أحد، ولكل شخص فرصه المختلفة عن فرص غيره. وحاول ألا تشغل نفسك بأكثر من مجال في وقت واحد مثلًا العمل والدراسة في آن واحد إلا إذا كنت تمتلك القدرة وقادر على تنظيم وقتك وتقسيم جهدك وطاقتك.