الصحوة – فاطمة الهنائية
تعد قرية مسفاة العبريين آحد أجمل القرى الموجودة في السلطنة والواقعة في ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية. وتحيط الجبال بالقرية من كل جانب حيث قام العماني قديماً بعمل المدرجات الزراعية التي مكنته من زراعة هذه الأرض التي تجود بالعديد من أصناف التمر والتي تغطي معظم أجزاء القرية، وتجذب القرية الكثير من السائحين للتمتع بجمالية هذة القرية، وتبرز جماليتها في الأبنية التقليدية والبساتين الخضراء والبيوت الأثرية عالية الطول والمبنية من الطين. وتكون درجات الحرارة فيها معتدلة طوال العام لا تتعدى الـ 25 درجة في الصيف وأقل من 20 درجة في الشتاء.
كما تم إدراج قرية مسفاة العبريين ضمن قائمة منظمة السياحة العالمية كواحدة من أجمل القرى السياحية خلال اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية في مدريد وفقًا لما نشرته وزارة التراث والسياحة يوم الخميس.
برزت العديد من المشاريع السياحية في القرية والتي ساهمت بشكلٍ كبير في ازدهار الحركة السياحية في القرية. ويقول عبدالرحمن العبري: “هذا الانجاز يعتبر ثمرة جهود جبارة من قبل أبناء البلدة بذلت و لا تزال تبذل في تطوير منتجات سياحية مميزة و بجهود ذاتية حتى أصبحت البلدة أيقونة للسياحة في البلد ، وصدرت الكثير من التجارب السياحية الناجحة للولايات و القرى العمانية.”
وحاورت صحيفة “الصحوة” عددا من أصحاب هذة المشاريع. والتي كان أبرزها شركة مغامرات الوادي لتنظيم الرحلات السياحية في عام 2014 و تهدف في المقام الأول توفير حزم وبرامج سياحية متنوعة و إن كان التركيز على سياحة المغامرات و التى تلقى اقبال من الكثير من السواح و خاصة في موسم السياحة الشتوي و الذي يمتد من شهر سبتمر الى نهاية شهر مايو من كل عام.
ويقول عبدالرحمن العبري صاحب الشركة : “تنظم الشركة برامجها و أنشطتها في مختلف محافظات السلطنة ، وكون ان مقر الشركة ولاية الحمراء كان من البديهي أن تكون للولاية و محيطها النصيب الأكبر في تنفيذ البرامج و والأنشطة .”
ويضيف العبري: “و تتصدر رياضة المشي الجبلي قائمة المنتجات السياحية للشركة بالإضافة إلى دخول الأودية و الكهوف و التخيم و تسلق الجبال و النزول بالحبال، كذلك تنظم الشركة برامج رحلات الدرجات الهوائية في الطرق المرصوفة و الطرق الجبلية.”
و في ما يخص البرامج و الأنشطة التي تنفذها الشركة في بلدة مسفاة العبريين وبالتعاون مع النزل التراثية في البلدة توجد ما يقارب من 5 منتجات سياحية في البلدة و تشمل الجولات الثقافية و الجولات الزراعية و كذلك المشي الجبلي و التخيم و مؤخرا تم إضافة جدار التسلق ليكون إضافة نوعية للمنتجات السياحية في البلدة .
و نتطلع الشركة إلى تطوير منتجات و برامج اخرى تلبي احتياجات الزوار من مختلف الأعمار و الجنسيات و بما يتلائم مع طبيعة البلدة و خصوصيتها.
بيت السراج مشروع سياحي آخر بجهود شبابية ويعد أحد البيوت الأثرية التي يديرها الشباب العماني بأفكار حديثة تخدم الجانب السياحي في مسفاة العبريين يتكون بيت السراج من ثلاثة أقسام بيع المرطبات والقسم الثاني بيع التحف والهدايا أم القسم الثالث وهو ما يميز بيت السراج هو استخدام تقنية الواقع الافتراضي في مجال السياحة وتعتبر هذه الفكرة حديثة في مجال السياحة على مستوى سلطنة عمان.
يقول اليقضان العبري صاحب مشروع بيت السراج: “بدأت هذه الفكرة عن طريق بحث أصحاب المشروع عن عمل فريد من نوعه يكون إضافة قويه للمشروع الأمر الذي أستقر عليه محمد الهطالي( دبلوم المتقدم الهندسة الكهربائية )وهو أحد المؤسسين لهذا المشروع.”
يضيف اليقظان: ” لهذا المشروع مميزات كثيرة أبرزها الطبيعة التضاريسية لمسفاة العبريين بحكم أنها جبلية فنسبة كبيرة من السواح لايستطيع أن يتجول ويستطلع معالمها فأتت هذه التقنية لتبرز جمالية المسفاة ولتعرف السائح على أبرز مكنونات القرية الجميلة من خلال صور وشروحات تطرقت لعدة نواحي في القرية منها قلعة روغان والمدرجات الزراعية والبيوت الأثرية ونظام الري والابراج الفلكية بتقنية الفي ار وهذه التقنية تستخدم في بعض الدول المتقدمة .
ويواصل اليقظان قائلا: “من خلال استطلاع رأي المجربيين لهذه التقنية كان التفاعل إيجابي بشكل كبير جدا من قبلهم سواح من سائحي السلطنة أو من الدول الأوربية. خدمت هذه التقنية السائحين كبار السن وكذلك العوائل ممن لديهم أطفال رضع أو صغار السن بشكل خاص وعامة الزوار بشكل عام. ومن ميزة التقنية فهي مناسبة لجميع المراحل السنية.”
واختتم العبري كلامه: ” القائمين على بيت السراج لديهم عدة رسائل منها مطالبة المجتمع بدعم مثل هذه المشاريع الإبداعية كذلك رسالة للشاب العماني بعد التوكل على الله بأن يؤمن بقدرته على تجاوز الصعوبات التي تواجهه بأفكار حديثة بعيدة عن الأمور التقليدية وأن صناعة السياحة في سلطنة عمان ما زالت في مراحلها الأولى أما في ما يتعلق بالخطط المستقبلية فتوجد عدة أفكار قيد الدراسة نسأل الله أن يسهل لنا.”
ثالثا مشروع روغان كافيه والذي يقول فيه عبدالرحيم العبري صاحب الكافيه: “نحن شباب من سكان المسفاة جاءتنا الفكرة بعد شهرة المسفاة و ازدياد السواح فيها وبحيث توجد مشاريع قائمة مثل نُزل سياحية و متحف
قررنا ندخل المجال السياحي بشئ و مكمل للخدامات المتوفرة ف المسفاة وكانت تنقصها مثل هذا المشروع.”
ويقول العبري: ” يوجد اقبال للكافية بشكل ممتاز. ازدادت الحركة السياحية ف المسفاة و خاصة بعد فتح المعابر و المطارات ومع بداية عودة الحياة إلى طبيعتها بعد جائحة كورونا بدأت جموع من السواح الاجانب بزيارة المسفاة.”
ويعرف عبدالرحيم مسمى الكافيه : “التعريف ب قرية المسفاة التاريخية والحضارية ولذلك جاء اسم الكافية ب روغان ع معلم مهم ف المسفاة و هي قلعة روغان التي بنيت ف زمن تواجد الفرس. الزائر لروغان وهو ف طريقة يستذكر زمن الاجداد و يتفكر وهو يمشي بين أزقة الحارة الضيقة هندسة الاجداد و همتهم ب تحويل موقع جبلي إلى مكان صالح للسكن و العيش فيه.”
ويختم كلامه قائلا: “الدعم الحكومي قليل و كلنا ثقة ورجاء بزيادة و دعم مثل المشاريع
لا يوجد دعم من المستثمرين. أهالي المنطقة هم السند و الداعم الأساسي بالتشجيع و النصح”
رابعا مشروع نزل المسفاة وهو عبارة عن غرف الإيجار اليومي تم تصميمها على نمط تراثي تتخللها أدوات تراثيه في جميع أنحاء الغرف بالإضافة إلى الديكور ذات الطابع التقليدي.
ويقول أحمد بن عبدالله بن سالم صاحب نزل المسفاة: “تخدم هذه النزل من تعزيز السياحه في مسفاة العبريين من خلال توفير مكان مريح وبقرية هادئة وجميلة بالإضافة الى تجربه التصميم العماني المنزلي وتذوق أشهر الأكلات العمانية. كما تجد النزل إقبالًا واسعا من السواح الأجانب والمحليين.
ويقول أحمد: “نأمل من الجهات المختصه الدعم لنا لنقوم بتطوير المكان اكثر والعمل خلق انشطه جديدة،تجعل من السائح القادم له خيارات كثيرة للمكوث في النزل أو البلده لفترة أطول وتنشيط السياحة في مكان يبعث الهدوء والسكينة في النفس.”