الصحوة – فاطمة المعولية
العظمة تكمن في أن يحتفل مسلم من مئات السنين بذكرى حدث قديم، في أن تكون الفكرة من الاحتفال في العبادة وكثرة ذكر الله. والعظمة الحقيقية في أن يسري رسولنا محمد صل الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى القدس في ليله فقط، والقصة المعجزة التي يتداولها البشر خلال كل هذه السنوات. هذه الليلة كانت جبر لقلب سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وما زالت تجبر قلوب المسلمين إلى الآن في أن يجد المسلم الأمل بأن الله قادر على كل شيء.
يحتفل المسلمين بهذه المناسبة في كل مدرسة وبيت ومؤسسة كونه يوم عظيم حدثت فيه معجزة عظيمة لصاحب رسالتنا الدينية، وكذلك يستغله المسلمين يوم للدعاء للقدس وتحريرها ومساندة الشعب الفلسطيني في القضية الانسانية.
الجو الإسلامي السعيد خلال هذا اليوم يثلج الصدر ويشرح النفس، فكرة أن يضي كل بيت فانوس الأمل ويفرش السجاد ويبتهل بالدعاء بكرة وأصيلا. حين كان محمد صل الله عليه وسلم في لحظة ضعف وانكسار بسبب كل ما يحدث له من ضرر من قوم قريش، حصل على المؤاساة من ربه بإرسال جبريل عليه السلام ليأخذه في رحلة سماوية رفيعة وعظيمة، يقال بأن الرحلة كانت لمدة ثلاثة سنوات أو ثمانية عشر شهر وكانت توضح لمحمد صل الله عليه وسلم بأنه مهما عرض عنه أهل الأرض فإن الله وملائكته وأهل السماء معه، وهو قادر على كل شيء.
الأهمية الحقيقية التي تكمن في هذه الليلة أن الله تعالى فرض الصلاة على المسلمين فيها وأمر الرسول بالصلاة له خمسون مرة في اليوم وخففها إلى خمس صلوات بعد طلب من الرسول صل الله عليه وسلم.
والصلاة صنعت اللقاء المباشر الخاص الوحيد بين العبد وربه الذي يستطيع أن يسر العبد فيه ما يريد لخالقه، التي يقول الله تبارك وتعالى فيها في الحديث القدسي: “قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال عبدي: الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي، فإذا قال الرحمن الرحيم، قال تعالى أثنى علي عبدي، فإذا قال مالك يوم الدين قال الله تعالى مجّدني عبدي، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله تعالى هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم إلى آخر الفاتحة، قال الله تعالى هذا لعبدي ولعبدي ما سأل”. ومثلما كان معراج الرسول صل الله عليه وسلم مؤاساة له في شدته فإن الصلاة معراج المسلم إلى ربه،ليأنس بها في شدته.