الصـحوة – سـالم الإسماعيلي
نجد قليلا جداً من الأفراد ممن يقوم بالجمع بين الهواية والنشاط البدني بشكل منتظم في آن واحد ويمارسهم خلال أوقات الفراغ؛ بقصد إفراغ ما في الذات من أفكار وهوايات ومعارف ومشاركة أفراد المجتمع ذلك فضلا عن تعزيز الصحة البدنية، والنفسية، وكذلك لإشباع الفضول الثقافي والمعرفي الذين أوجدتهما الحياة والطبيعة معاً من حوله.
ولعل من جملة الهوايات الإهتمام بالتشكيلات الصخرية المتناثرة في الصحراء والجبال وفي كل مكان من الطبيعة العمانية الزاخرة والتي تكونت عبر ملايين السنين بمختلف مسمياتها الجيولوجية والعلمية .
وحول هذا الموضوع أعطى الفاضل / سعيد بن عبيد الشكيلي جل إهتمامه المتأصل لديه ونشاطه حول هوايته، وكانت لصحيفة الصحوة لقاء معه ليحدثنا عن هوايته مع شرح مبسّط عن تلك الأنشطة التي توضّح نماذج وتشكيلات وأنواع الصخور ، والمتحجرات والمستحثات والأحجار والمعادن وبعض الفنون، و يجيبنا على بعض التساؤلات عن شغفه في الجمع والمحافظة وابراز هذه التحف والمكنونات الموجودة في معرض منزله فأجاب : إن إلقاء الضوء على التاريخ الجيولوجي لولايه عبري خصوصا وللسلطنة بشكل عام أمر مهم جدا؛ خصوصا إن جاء هذا الإهتمام من المختصين في هذا العلم والهواة، كذلك إلا إن هذا لا يمنع أن نعرج على بعض مما حبانا الله به ومما يوجد لدينا من صخور وأحجار متناثرة على مرمى الطبيعه من أشكال وتكوينات طبيعيه مختلفه سواء على الأرض في القرية، والمدينة، أو في الجبال، والصحارى، وحتى في البحار فضلا عما تزخر به هذه الأرض من كنوز
شكلت فسيفساء تدعو حقا إلى التأمل والإطلاع، وهذه الهواية نمت وتطورت لدي منذ أيام الدراسه ،حيث استوقفتني العديد من المناظر التي ربما يمر عليها الكثيرون دون إهتمام إلا أنها مكنون ثمين؛
حيث يتعيّن على الإنسان أن ينظر في ملكوت الله من حوله وفي الأفق ويحاول أن يفهم رسالة الله له في هذه الأرض ودوره في هذه الحياة .
وتسأل صحيفة الصحوة عن هوايات الفاضل / سعيد الشكيلي الأخرى بجانب هوايته في جمع الأشكال المميزة من الصخور والمتحجرات فاسترسل قائلا : إن منظومة وبرنامج الحياة والعمل الذي صاغته الظروف والقدر لدينا أوجد أنشطة وهوايات وأعمال ُتضفي على النفس أيضا التفكّر والتأمّل والإرتياح، فبجانب هوايتي الأساسية ، فإنني أمارس هوايات النحت على الصخر، والرسم، والتشكيل، وصنع المجسمات التراثية، والفنية، والتصوير، وغيرها من الهوايات التي لها علاقة بالطبيعية وبالبيئة والتراث ، والحمد لله على ما سدد وهدى وعلى ما أعطى، وأسأله تعالى بأن أستمر على هذا الجهد للخروج بأعمال يستفيد منها المختص والزائر كمادة علمية وثقافية وفنية تدرّس للأجيال وهي متاحة للجميع للنظر إليها في معرض المنزل المفتوح للزيارة والمشاهدة باذن الله .